يقوم المرء مبكراً للذهاب إلي عمله، فيهل الناس من كل طرقة وزقاق، للوصول إلي الشوارع التى تحدد المسارات، فيدخل المرء فى ذلك السيل الجارف ولا يملك قرار الانسحاب، بسبب ذلك الصف الطويل من السيارات الذى يمتد لمئات الأمتار وأحياناً إلي مد بصرك، عيناك علي الطريق وعقلك مشغول بنهايته ! أعصابك مشدودة قدماك لم تتوقفا عن الحركة بين خفض ورفع، يداك علي المقود بإحكام، لئلا يأتى أحدهم فيستغل فراغ فيقتنصه ويأخذه منك بتجاوز قانونى أو خاطئ ! تسمع أبواق الاستنكار من بعض السيارات، معلنة عن غضب السائق من فعل خاطئ وتصرف أخرق من سائق آخر، ولو إستطعت أن تسمع ما يدور فى المقصورة لسمعت من السباب ما يحجمك عن فعل الخطأ ! هنا بالضبط ... يبدأ غضب الطريق !! وهو إنفعال وتوتر نفسى يسيطر علي سلوكيات الكثير من السائقين ويعبر عن حالة السخط والغضب وعدم الرضا عما يدور حوله فى وقت زمنى محدد ينقشع مع زوال الموقف، ولكن يبقي تأثيره السلبى بصورة تراكمية، ويؤثر علي حالة الفرد النفسية مع استمرار نفس الموقف. فغضب الطريق لا يصيب إلا من كان ذا شخصية سلبية سريع الانفعال عصبى المزاج سيء الأخلاق. وهذه آفة فى سلوكيات الأفراد ويجب تقويم سلوكياتهم ومراجعة ردود أفعالهم، حتي لا تؤدى مثل هذه الانفعالات إلي نتائج سلبية علي صحة وسلامة المنفعل. فعلي الطريق ... يجب أن يتخلق الفرد بالفضائل، وأن يعطى للعقل مساحة قبل ردود الأفعال، وأن يشغل نفسه فى الطريق بما يفيد كالتسبيح والاستغفار حتي يطرد عنه الشيطان، ويبدأ يومه فى هدوء وانسجام.