فى وقت نعانى فيه من صنوف الأزمات الطاحنة التى تؤرقنا وتهدد استقرارنا حتى داخل بيوتنا، ووسط هالة غير مسبوقة من الفساد الذى عم كل أرجاء المحروسة، وحالة الانفلات الحاصلة كنتيجة طبيعية لما يحدث، ظهرت علينا قنوات تبث عبر النايل سات تمارس السرقه (عينى عينك) بلا رقيب ولا محاسب ودون هدف أو رسالة تتبناها تلك القنوات سوى التغرير بالمواطن وابتزازه ونهب ما فى جيبه جهاراً نهاراً وفى عز الضهر. تطل علينا هذه القنوات من خلال شقة ومجموعة فتيات ومهندس حركات ومعد مسابقات، وعدد غير قليل من أرقام التليفونات، ليقدموا لنا أسوأ الممارسات فى زمن اللاخلاقيات.. إليك عزيزى القارئ مشهداً مما تقدمه هذه القنوات التى تسىء لنا، وتحط من قدر ثقاقتنا وحضارتنا. تظهر فتاة لابسة محزق وملزق -لزوم الشغل- وشاربه برميل يانسون- لزوم تسخين الضحايا من المشاهدين الغلابه- الذين تدفعهم الحاجة وضيق ذات اليد للوقوع فى فخ هؤلاء النصابين. يبدأ المزاد مع عينة مختارة من الأغانى- الواقعه- من عينة حجرين ع الشيشه واللى يخاف من العفريت إلى آخره، من روائع وإبداعات رفاق أبوالليف. ويظهر سؤال الحلقة -التافه- مقرون بجائزة مالية بالعملة الصعبة لمن يتصل ويجيب. وتبدأ المداخلات المفبركة من الغرف المجاوره لغرفة البث منسوبة إلى أشخاص مصريين وأشقاء عرب ويأتون بإجابات مهينة ومستفزة، ولا تعكس الواقع الثقافى لنا كعرب، فمن غير المعقول أن يكون جميع المتصلين لا يجيدون العد من واحد إلى عشرة، فالسؤال عن طائر من أربعة حروف أول حرفين شبه آخر حرفين، والإجابة -أبوقردان- ونصل إلى مرحلة وضع الأيدى فى الجيوب، حينما تعلن حسناء القناة عن عرض –اظهررقمك - رنة واحناها نكلمك على حسابنا - فيهرول المواطن الذى سال لعابه على الدولارات فى ظل حاجة مذلة وعلم يقينى بإجابة السؤال، وما إن يفعلها ويتصل بالرقم المرادف لبلده - يكتشف أن هناك مؤامرة على رصيده – لا سؤال ولا جائزة، فيغادر هذه الشاشة مجهض الحلم ويبحث عن شاشة أخرى تسمعه أغنيته المحببة "آه يانى يانى يانى.. مش هاعمل كده تانى".