سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
افتتاح أول مستشفى لدعم الرجال ضحايا الاغتصاب فى السويد.. هدفه مساعدتهم على التعافى وتغيير نظرة المجتمع لهم.. والدراسات تؤكد قلة بلاغات الإيذاء الجنسى من الذكور لخوفهم من العار
بهدف ضمان المساواة بين الجنسين من ضحايا الاعتداء الجنسى، يفتح مستشفى فى استوكهولم قريبًا مركزًا خاصًا للرجال الذين تعرضوا للاعتداء، ليكون الأول من نوعه فى البلاد الإسكندنافية، وفقًا لما ذكرته تقارير إعلامية سويدية، وهذا المستشفى يعمل بالفعل كمركز لمساعدة النساء اللاتى يقعن ضحايا للاغتصاب والاعتداء الجنسى، وقررت فتح المركز المتخصص للرجال لأن الأمر أكثر شيوعًا بكثير مما يتم التبليغ عنه. وقال "لوتى هيلستروم" الطبيب البارز فى المستشفى فى حديث مع إذاعة محلية، إن الدراسات تكشف أن الخسائر الصحية للاغتصاب بالنسبة للرجال تكون أكبر من النساء، سواء من جانب الصحة الجسدية أو النفسية، والرجال يواجهون خطر الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة أكثر من النساء. أهداف أول مستشفى لدعم ضحايا الاغتصاب الذكور وقال "إنجر بجوركلند" المتحدث باسم الجمعية السويدية للتربية الجنسية، وهى منظمة سويدية للمساواة بين الجنسين، إن المركز الذى سيتم إنشاؤه للذكور لا يسهم فقط فى علاجهم، ولكنه يأمل فى أن يساعد فى رفع الوعى بتجارب الاعتداء الجنسى بالرجال، مشيرًا إلى أن الرجال يحتاجون لأن يكون هناك تحول ثقافى فى نظرة المجتمع لاغتصاب الذكور ليشعروا بالمزيد من الثقة لطلب المساعدة الطبية لتخطى هذه التجربة المريرة، وأضاف "إذا كانوا يخشون الحكم ونظرة الناس ووصمهم بالعار، من المهم أن يعرفوا جيدًا أن هناك أماكن يمكنهم الذهاب إليها ولن يراهم الناس فيها بهذه الطريقة". 370 حالة اغتصاب مسجلة للرجال فى السويد خلال 2014 وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فى تقرير لها عن المركز أنه بالنظر إلى عناوين الصحف السويدية فى السنوات الأخيرة تجد أنها تكاد تكون "عاصمة الاغتصاب فى الغرب" ولهذا اقترح المجلس الوطنى السويدى لمنع الجريمة إدخال تغييرات فى التشريعات لتوسيع التعريف القانونى للاغتصاب. ووفقًا للمجلس الوطنى السويدى لمنع الجريمة فإن عدد حالات الاعتداء الجنسى ضد الرجال أو الأولاد المبلغ عنها فى السويد بلغ نحو 370 حالة عام 2014، ولكن الباحثون يتوقعون أن تكون النسبة الحقيقية للضحايا أكبر من ذلك بكثير. وذكر المجلس فى مذكرة له على موقعه الرسمى على الإنترنت أن مجموع الجرائم الجنسية التى تم الإبلاغ عنها فى عام 2013 بلغ 17700 ولكن عددا قليلا منها (بنسبة تتراوح ما بين 10 و20 %) تم الإبلاغ عنها للشرطة. أساطير ومفاهيم خاطئة عن اغتصاب الذكور وفى حين تكشف معظم الدراسات أن عدد النساء المغتصبات يفوق إلى حد كبير عدد الرجال، وأن الرجال الذين تعرضوا للاعتداء الجنسى لديهم نفس ردود فعل النساء، إلا أنها تؤكد أن الرجال يجدون صعوبة هائلة فى الإبلاغ عن الاغتصاب بسبب النظرة المجتمعية، كما يقول الدكتور "جيم هوبر" خبير الصدمات النفسية والمدرب فى قسم الطب النفسى بكلية الطب فى جامعة هارفارد. وأوضح "هوبر" أن هناك العديد من الأساطير والمفاهيم الخاطئة بشأن اغتصاب الذكور والاعتداء عليهم، أولها أن الرجال لا يمكن اغتصابهم، وكذلك الافتراض بأن أى رجل تم الاعتداء عليه جنسيًا يكون مثليًا. وتابع "أظهرت الدراسات أن الرجال الذين تعرضوا للاعتداء الجنسى أو الاغتصاب أكثر عرضة لأن تتطور لديهم اضطرابات ما بعد الصدمة وإدمان المخدرات وتتولد لديهم أفكار انتحارية، وغالبًا ما يكون وراء التردد فى الإبلاغ القلق من الطريقة التى سينظر الناس له به وذكورته ونشاطه الجنسى، وكذلك الخوف من الحكم عليه من قبل الآخرين والخجل والشعور بالعار لأنه لم يتمكن من منع الاغتصاب". وأوضح "هوبر" الذى عمل فى وقتٍ سابق مع رجال تعرضوا للاعتداء الجنسى والاغتصاب فى الطفولة والبلوغ، أن الذكور إذا أرادوا أن يخبروا أحدًا بما يمرون به فهم غير قادرين على التحدث عن مشاعرهم هذه ووضعها فى كلمات ومشاركتها مع شخص آخر. وأكد "هوبر" من خلال اقترابه من رجال تعرضوا للاعتداء الجنسى أن اللغة المحايدة هى المفتاح لتشجيعهم على الحديث لأن الكثير من الرجال لا يحبون أن يوصفوا بأنهم ضحايا عاجزين.