قال الشاعر الجزائرى يوسف شقرة ورئيس اتحاد الكتاب الجزائرى لليوم السابع إن ما حدث من شقاق بين مصر والجزائر تسبب فيه طرف صهيونى خفى حرك القضية، وأراد الإثارة وزيادة التفرقة والعمق فى التباعد العربى، ووجد فى بعض النفوس الضعيفة الآداة التى نفذت هذا المخطط، الذى لا شك فيه أنه صهيونى لا يحب العرب ولا المسلمين. وأكد شقرة أنه لم يتخوف أبدا من المجئ إلى مصر وأنه على استعداد لزيارتها فى أى وقت حتى لو جاء ذلك تزامنا مع الأزمة الحادة المفتعلة بسبب مباراة لكرة القدم. وقال شقرة: المؤسسة الثقافية الجزائرية ممثلة فى وزارة الثقافة الجزائرية لم تعلن المقاطعة لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، ولكن لظروف أحيانا تخص قضية الاستعدادات، أو الإمكانيات ربما لم تستطع الجزائر المشاركة فى هذا المعرض. وأضاف شقرة: إن كانت وزيرة الثقافة الجزائرية قد صرحت بأنها لم تتلق دعوة، فهذا يخصها، لكن هناك نقطة هامة، أحب التأكيد عليها، وهى أن الشحنة العالية من التعصب التى كانت سائدة، دعت إلى التريث، وعدم المغامرة، فلا يجب أن ننظر إلى هذه الخطوات على أنها تزيد البلة طين، لكن تخيل الأمر كشجار بين زوج وزوجته، فالأفضل للزوج فى هذه الحالة أن يغادر المنزل لبرهة، ليراجع كلا منهما نفسه، فإذا وجدنا أن الجرح نازف، فلابد أن نتعامل معه بحكمة وروية. وأكد شقرة أنه كان فى ضيافة مكتبة الإسكندرية فى مؤتمر أستضاف الجزائر كضيف شرف، وجاءت فيه وزيرة الثقافة الجزائرية، وحاضر فى هذا المؤتمر عن الأدب الجزائرى هناك، مشيرا إلى أن الإشكالية ليست مطروحة فى الزيارات المتبادلة، وإنما كان يجب التعامل مع حالة التعصب بالهدوء، حتى هدأ الشارع، وعادت الأمور بالفعل إلى مجاريها. وقال شقرة: أنا لا أشبه العلاقة بين مصر والجزائر بالعلاقة الزوجية لأنه تشبيه لا أخلاقى، وإنما أضرب فقط المثل بالحادثة الكروية بالشجار الزوجى، والشباب فى أى مكان فى العالم ثائر ومتحمس، خصوصا لكرة القدم. وأوضح شقرة أن كرة القدم كانت فى السابق رسالة محبة، وكان فريق جيش جبهة التحرير الوطنى يتنقل بين بلدان العالم العربى والأوروبى فى مباريات لنشر رسالة ثورة الجزائر، وللتعريف بها. وأضاف أن بعض وسائل الإعلام الجزائرى لا تتوقف عن مهاجمة الشعراء المصريين، ولا تتوقف عن مهاجمته هو نفسه، لكنها بالطبع لا تعبر عن توجه الرأى العام الثقافى الجزائرى، وقال شقرة: الجزائر ستظل ترحب بالكتاب والمثقفين والشعراء المصريين، وهناك اتفاقية ثقافية بين اتحاد الكتاب الجزائرى والمصرى، وسيزور الشعراء المصريون جميع ولايات الجزائر، إضافة للقصاصين والروائيين والمسرحيين، فالشعب الجزائرى الحقيقى يكن لهم كل المحبة والاحترام، بعيدا عن هلوسات السذج الطائشين والذين يتواجدون فى كل مكان، حتى البلدان الأوروبية المتطورة تحوى المتعصبين أيضا الذين يتسببون فى الكوارث لشعوبهم. وختم شقرة حديثه لليوم السابع قائلا: عندما حدث ما حدث بين مصر والجزائر، كان يجب أن يقوم طرف ما بتطييب الخواطر، ولو أنفقت قيادتنا جميعا واحد على مليون مما تنفقه على الرياضة التى لا تقدم شيئا، وصارت أفيونة الشباب، وأنفقت هذه الملايين على الثقافة، لما حدث ما حدث بين شعوبنا. وكان يوسف شقرة رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين قد حل ضيفا على القاهرة لمدة 4 أيام لمشاركته فى اجتماعات المكتب الدائم لاتحاد الكتاب العرب والتى تزامنت مع انعقاد مؤتمر على أحمد باكثير بقلعة صلاح الدين.