"نقلونا هنا ونسيونا" هكذا بدأت خديجة إبراهيم إحدى المقيمات بمساكن الإيواء حديثها "لليوم السابع" قائلة: الحكومة نقلتنا من بيوتنا من 24 سنة إحنا كنا ساكنين فى الجمالية وتعرض منزلنا للانهيار فأصدر محافظ القاهرة وقتها "لم تتذكر" اسمه قررا بنقل جميع المقيمين بالعقار إلى مساكن الإيواء الموجودة فى منطقة التلاتات بمنشأة ناصر، ووضعونا كل أسرتين فى شقة واحدة ووعدونا بأن الوضع ده مش حيستمر أكتر من 5شهور وحينقلونا بعد كده لمساكن بديلة لكن الشهور بقت سنين ولم تتحقق هذه الوعود. فى الطريق الى مساكن الإيواء لابد أن تشاهد تلال قمامة تضاهى فى ارتفاعها صخور المقطم ويبدو أن سيارات هيئة النظافة والتجميل تناست هى الأخرى هذه المناطق مثلما تناساها مسئولو الإسكان بالمحافظة، بصورة أو بأخرى لابد أن ترى فى منطقة التلاتات شبح كارثة الدويقة يخيم على المساكن التى لا تحتاج إلى خبراء ومهندسين ودراسات لتؤكد أن العمر الافتراضى لهذه المساكن انتهى منذ سنوات إن لم يكن عن طريق عيوب التنفيذ فليكن عن طريق عوامل الزمن التى تركت بصماتها فى صورة تشققات فى الجدران والحوائط وتهالك مواسير الصرف الصحى. حكاية طريفة وصادمة فى نفس الوقت روتها عزيزة فهى التى تجاوزت ال50 من عمرها وقالت: جئت إلى هذا المكان ضمن "الحالات القصوى" أنا كنت عايشة فى المطرية بس البيت اللى كنا عايشين فيه وقع وكنت وقتها أم جديدة.. نهايته فى المحافظة قالوا لنا بعد 5 شهور هننقلكم فى شقق غيرها وتحملت ومعى طفلتى الرضيعة بالمناسبة هى تزوجت وأنجبت أطفالها فى هذه الشقة اللى إحنا فيها. لا يمكن أن تلتقى بأحد المقيمين فى مساكن الإيواء دون أن يذكر لك أن المسؤلين عندما أحضروه الى هذا المكان وعدوه بأنه فى خلال 5 شهور سيتم نقله الى مساكن أخرى إلا الحاج محمد الذى تجاوز ال 75 عاما فهو الوحيد الذى تلقى وعدا بأن يتم نقله بعد 6أشهر ومرت حوالى 26عاما ومازال ينتظر أن يتحقق هذا الوعد، وقبل أن ينهى الحاج محمد حديثة قال لنا أنا عايز أقضى اللى باقى من عمرى فى مكان أحس فيه إن أنا إنسان. المساكن انتهى عمرها الافتراضى أكوام القمامة تحاصر المنازل أحد الأهالى يشير إلى تصدع المنازل بسبب الصرف الصحى الأهالى يخشون من تكرار مأساة الدويقة 2008 أحد الأهالى يشير إلى انهيار سلالم العقار مواسير الصرف الصحى تبدو متهالكة أحد الأهالى يروى مأساته لليوم السابع