على الرغم من اقتراب الموسم الشتوى الجديد، حالة من الارتباك والغليان تشهدها وزارة الزراعة كل عام، لعدم قدرتها على تسويق المحاصيل الصيفية، حيث تواجه المحاصيل الصيفية خاصة القطن والذرة والأرز أزمة حادة لعدم تسويق المنتج المحلى البالغ 1.7 مليون قنطار قطن إنتاج الموسم الحالى من مساحة منزرعة بلغت 248 ألف فدان ومليون أخرى فى المحالج بحوزة التجار، وما يقرب من 3.5 مليون فدان ذرة شامية تباع بأقل الأسعار، بالإضافة إلى سيطرة مافيا تجارة السوق السوداء على شراء محصول الأرز بنصف الثمن. الإصلاح الزراعى: لا توجد سياسة تسويقية للمحاصيل الزراعية فى مصر ويقول مجدى الشراكى، رئيس الجمعية العامة للإصلاح الزراعى بوزارة الزراعة، إنه لا توجد سياسة تسويقة للمحاصيل الزراعية فى مصر، واليوم الذرة يباع 180 جنيها للإردب بخلاف سعره الحقيقى 300 جنيه، وعلى الحكومة أن تتخذ قرارات حاسمة وفورية بتطبيق الزراعة التعاقدية وتسويق المحصول وإعلان الأسعار قبل الزراعة، لافتا إلى أن محصول الأرز تحت سيطرة تجارة السوق السوداء، مطالبا بقرار موحد بدلا من أن يناقش كل وزير المشكلة من وجه نظرة دون الوصول لأى قرار، مؤكدا أن هناك خطة ممنهجة لتدمير زراعة القطن فى مصر لصالح جهات أجنبية وقوى خارجية، تضغط بشدة لإحلال زراعة القطن قصير التيلة بدلا من "الطويل، والدليل عدم قدرة الدولة على تسويق 1.7 مليون قنطار إنتاج الموسم الحالى. نقيب الفلاحين: موسم تسويق المحاصيل الصيفية يشهد كارثة ومن جانبه، أضاف على رجب نائب النقيب العام للفلاحين ونقيب كفر الشيخ، أن موسم تسويق المحاصيل الصيفية يشهد كارثة لعدم تسويق "القطن والذرة والأرز"،مؤكدا أن الموسم القادم سيعزف المزارعون عن زراعة القطن بعد المشاكل التى لحقت بهم من عدم تسويق محصولهم خلال الأعوام السابقة، ووقوعهم تحت رحمة أباطرة ومافيا تجارة الأقطان وشراء المحصول بأقل الأسعار، وتجاهل الحكومة لوعودها لتعويض الفلاح عن التكاليف الباهظة، التى تنفق على الفدان، والتى تصل لأكثر من 8 آلاف جنيه. وأكد نقيب كفر الشيخ، أن القطن المصرى كان ينتظره الفلاح كل عام حتى يزوج أبنائه، واليوم يشهد كارثة حقيقة وحزنا عارما لعدم قدرة الدولة على تسويق المحصول، بالإضافة إلى محصول الأرز الذى يشهد بيعه بأقل الأسعار، حيث يباع ب1650 جنيها بدلا من 2100 جنيه، قائلا "دا خراب بيوت علينا"، مشيرا إلى أن وزارة الزراعة تركت الفلاح فريسة لتجارة السوق السوداء لعدم التنسيق بين المصدرين والوزارات المعنية باتخاذ قرارات فى صالح الفلاح لتسويق المحصول، موضحا أن الذرة الشامية التى تبلغ مساحتها المنزرعة بالموسم الحالى 3.5 مليون فدان تباع بأقل الأسعار، مضيفا "زرعنا وملقناش حد ياخذ المحصول، وبالتالى الذرة مرمية فى الأرض". رئيس جمعية منتجى الأقطان: ننتظر دعم الحكومة لتسويق المحصول وأكد وليد السعدنى رئيس جمعية منتجى الأقطان، فى تصريحات ل"اليوم السابع"، أننا فى انتظار دعم 300 مليون جنيه من الحكومة لتسويق محصول القطن الموسم الحالى، ولو انتظرنا أكثر من ذلك "عليه العوض فى محصول الفلاح"، مضيفا أن المحاصيل الصيفية تواجه أشرس هجمة من مافيا تجارة السوق السوداء، بشراء طن الأرز ب1650 بدلا من 2100 جنيه، والفلاح فى حيرة ينتظر الحكومة ولا يبيع للتجار، لافتا إلى أن كل تصريحات المسئولين عن تسويق المحاصيل وهمية، وعليه تقرر مواصلة تعليق العمل فى حلقات تجميع الأقطان، لحين حل الحكومة لأزمة تسويق القطن. وتابع السعدنى، أن "تعليق 300 حلقة تجميع للقطن، لمنع الخسائر التى يتعرض لها التجار نتيجة شرائهم المحصول من المزارعين وعدم تسويقه"، لافتا إلى أن إنتاج هذا العام يصل إلى مليون و700 ألف قنطار، وتضاف عليها أكثر من مليون قنطار العام الماضى، موضحا أن الحكومة تخلت عن مزارعى القطن وتركته يواجه مافيا التجار دون تحديد سعر ضمان وفتح باب الاستيراد للأقطان المستوردة قصيرة التيلة أدت إلى تدهور سوق القطن المصرى الذى تربع على عرش الأقطان العالمية لسنوات عديدة منذ عهد محمد على، وأدى هذا التدهور إلى تقلص المساحة المنزرعة. رئيس الاتحاد العام للفلاحين: كل وزير جديد يلغى قرارات اللى قبله والفلاح الضحية من جانبه قال محمد فرج رئيس الاتحاد العام للفلاحين، أن "مع كل تغير حكومة وقدوم وزير جديد يلغى قرارات اتخذت، ويقع الفلاح فريسة لتجارة السوق السوداء، واآقن يواجه الفلاح كارثة بعدم تسويق المحاصيل الصيفية، القطن والأرز والذرة والتى تباع بتراب الفلوس"، مطالبا بالتنسيق بين وزارت الزراعة والصناعة والتجارة والمصدرين لتسويق المحصول، ومؤكدا أن محصول الأرز يواجه كارثة ببيعه بأرخص الأسعار رغم القرار الجمهورى بشرائه ب2050 جنيها، مشيرا إلى أن الحكومة همشت الفلاح ووزارة الزراعة تأخذ قرارات وتتراجع فيها مع كل تغيير وزير جديد، قائلا "العام الماضى الجمعيات الزراعية حررت عقود مع المزراع لشراء المحصول ولم تنفذها". ومن ناحيته، قال المهندس مصطفى كمال، وكيل النقابة العامة للفلاحين، أن الحكومة تبتعد عن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى يولى اهتمامه بالفلاح، ويؤكد على دعمه للنهوض به وتحسين مستوى معيشته، مشيرا إلى أن أهم المشاكل التى تواجه القطن هى عدم وجود علاقة تعاقدية بين مصانع إنتاج الغزل وشركات التصدير من جانب والفلاحين والجمعيات التعاونية الزراعية من جانب آخر، بالإضافة إلى مواجهة محصول الذرة كارثة حقيقة لعدم تسويق المحصول، والأرز يباع بأرخص الأسعار.