الطريق إلى المونديال.. "الدقة" و"السرعة" سلاحا أمريكا نحو الأدوار النهائية

يواصل قطار المونديال، تنقله بين الدول المشاركة فى كأس العالم، ليصل إلى محطة جديدة.. عند قوة جديدة صاعدة فى سماء الكرة العالمية، المنتخب الأمريكى، أبرز المرشحين للقب الحصان الأسود فى المونديال.
أبناء العم سام، لم تكن كرة القدم، على خريطتهم الرياضية حتى عهد قريب، وشغلت منافسات الرجبى وكرة السلة وكرة القدم الأمريكية الجزء الأكبر من اهتمام الشارع الرياضى الأمريكى، حتى احتضنت الولايات المتحدة مونديال 1994، الذى مهّد الطريق إلى انتشار اللعبة فى البلاد.
سيادة قارية
وصل المنتخب الأمريكى إلى كأس العالم بجنوب أفريقيا، بعد نجاحه فى احتلال صدارة ترتيب تصفيات أمريكا الشمالية والوسطى "الكونكاكاف" المؤهلة لكأس العالم برصيد 20 نقطة.
المرحلة الأولى من التصفيات، واجه فيها المنتخب الأمريكى باربدوز، وسحقه بتسعة أهداف نظيفة، المرحلة الثانية من التصفيات وقعت فيها الولايات المتحدة مع ترينداد وتوباجو وجواتيمالا وكوبا، ونجح أبناء "بوب برادلي" فى تصدر المجموعة برصيد 15 نقطة، ليتأهلوا للمرحلة النهائية من التصفيات، والتى ذهبت الصدارة فيها إليه مجددًا برصيد 20 نقطة بفارق نقطة واحدة عن ال"أزتيك" المنتخب المكسيكى.
"طفرة" كأس القارات
قوة المنتخب الأمريكى، لم تظهر خلال تصفيات الكونكاكاف المؤهلة للمونديال فحسب، ولكنها برزت وتجلت فى منافسات كأس القارات التى استضافتها جنوب أفريقيا العام الماضى، وحلت أمريكا فى المركز الثانى خلف البرازيل.
خلال كأس القارات، أظهر المنتخب الأمريكى قدرة كبيرة على منافسة المنتخبات الكبرى، تأهل للدور الثانى على حساب الطليان أبطال العالم، ثم تمكن أيضًا من إيقاف سلسلة انتصارات المنتخب الإسبانى "بطل أوروبا"، وألحق به هزيمة بثنائية نظيفة، صعد بها للنهائى ليلعب أمام البرازيل، فى لقاء انتهى بفوز السيليساو بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
"ملوك الهجمات المرتدة"
يُقدم المنتخب الأمريكى، نموذجًا جديرا بالدراسة فى تنفيذ الهجمات المرتدة، ونقل الكرة بسرعة فائقة من الدفاع للوسط للهجوم، فبجمل تكتيكة "محفوظة" وتحركات "واعية" بدون كرة، يستطيع الأمريكان الوصول لمرمى أى منافس مهما كانت قوة دفاعاته.
ويتسم أداء المنتخب الأمريكى، بالجماعية، التى تختفى معها الفروق الفردية بين اللاعبين، لأن كلا منهم يؤدى دورًا محددًا، تتضاءل معه المساحة المتروكة للإبداع واستعراض القدرات الفردية.
دونافان.."ترمومتر الأداء"
يُعد لاندون دونافان، لاعب لوس أنجلوس جالاكسى، أبرز نجوم المنتخب الأمريكى.. ورغم اختلاف أدائه مع منتخب بلاده بسبب سرعة إيقاع اللعب، والطريقة الجماعية المسيطرة على المنتخب، عن أدائه مع فريقه، إلا أن دونافان بمهاراته الفردية، يُضفى لمسة جمالية على أداء أبناء العم سام، تظهر من حين لآخر، بالإضافة إلى الدور الكبير الذى يقوم به فى الهجمات المرتدة لمنتخب بلاده.
شارك دونافان، فى 120 مباراة دولية مع منتخب بلاده سجل خلالها 42 هدفًا.. ويُعد الهداف التاريخى للكرة الأمريكية.
شارك المنتخب الأمريكى فى كأس العالم، تسع مرات وهو أكثر ثانى منتخب فى منطقة ال"كونكاكاف" بعد المكسيك من حيث عدد المشاركات فى المونديال، وكانت أفضل مشاركات أبناء العم سام فى مونديال 1930، حين بلغت نصف النهائى.
يُذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية فى المجموعة الثالثة مع منتخبات.. إنجلترا والجزائر وسلوفينيا.