تكسر "التابوه" الشائع عن البنت المستقلة ذات الأحلام الكبيرة بملامح رقيقة ووجه طفولى واهتمام واضح بأنوثتها يظهر فى أناقتها وفساتينها؛ تشى ملامحها بأن سنها أصغر كثيرًا من الحقيقة وتجعلك تستبعد تمامًا أن هذه الفتاة ذات 24 عامًا، وأنها تخوض تجربة فريدة فى السفر والاستقلال فى بلد لا تعرف لغتها ولا شخص واحد فيها من أجل تحقيق حلمها بالتعرف أكثر على "كوريا الجنوبية" التى اهتمت طويلاً بالتعرف على تاريخها ودرامتها وأغانيها والأدب هناك. img title=""رضوى" تجرب الزى التقليدى فى كوريا -اليوم السابع -9 -2015" alt=""رضوى" تجرب الزى التقليدى فى كوريا -اليوم السابع -9 -2015" class="webportal" src="http://img.youm7.com/images/NewsPics/gallery/pics/9201513148315271.jpg" "رضوى" تجرب الزى التقليدى فى كوريا وبين هاشتاج "كل يوم كوريا" أو "everyday Korea" وبين صور ومقاطع فيديو تصنعها بنفسها، تنقل "رضوى أشرف" تجربتها فى كوريا وتعرف الناس على أبرز معالم البلد وطبيعة الحياة فيها، وتحكى "رضوى" ل"اليوم السابع" "السفر إلى كوريا كان حلمًا أتمنى تحقيقه، على الرغم من قلقى الشديد من أشياء كثيرة منها عدم إجادة اللغة هناك وأنى لا أعرف أحدًا نهائيًا فى البلد، ولم أتوقع أيضًا أن يشجعنى أهلى على هذه الخطة، وهو ما فاجئنى ودفعنى لتنفيذها حين عرض عليا الموقع الإنجليزى الكورى الذى أتدرب به أن أنتقل للعمل من هناك"، تضيف "تجربة السفر ليست الأولى بالنسبة لى، ولكن كل تجاربى السابقة كانت مؤقتة لا تتعدى الأسبوعين، وهذه المرة الأولى التى أسافر فيها وحدى لفترة عام كامل، أنا الآن مقيمة وحدى وهى تجربة مختلفة جدًا أخوضها للمرة الأولى ولها مميزاتها وعيوبها". لم يكن القرار سهلاً كما يبدو فى الكلام فتحكى "رضوى" "مخاوف ما قبل السفر كانت تخص السكن وحدى، وخاصة مع تحذيرات الناس حولى من كونى بنت وسأعيش وحدى، لكننى وجدت العكس السكن لوحدى ليس معضلة كبيرة. لكن قابلتنى مشاكل أخرى سواء مشاكل بسيطة مثل الأكل وطغيان لحم الخنزير على كل الأطعمة، أو مشاكل أكبر مثل شبه انعدام اللغة الإنجليزية فى المؤسسات. التحدى الأكبر هنا اللغة، فبخلاف بعض الأحياء الكورية المخصصة للأجانب أصلا، باقى العاصمة سواء مطاعم أو بنوك أو محلات، لا تتحدث الإنجليزية إطلاقاً. فلو مش بعرف أتكلم كورى، التعامل هيبقى بالإشارة على أقصى حد، والتعامل مع الكوريين أنفسهم صعب، لأنهم يفضلون أن تتكلمى معهم الكورية، وليس أن يحدثوكى الإنجليزية". رضوى أشرف وعلى الرغم من أن هذه كانت الزيارة الثالثة لها إلى كوريا كانت مشاعرها فى اليوم الأول من الإقامة مختلفة وتحكى "إحساسى المرة دى كان مختلف وأنا عارفة انى جاية أقعد فترة، أول يوم واول شهر بدأت ألاحظ أن الموضوع صعب مش زى ما كنت متخيلة وطبعا مريت بفترات طويلة من الحنين للبيت والأصحاب والأهل، لكن التجربة علمتنى لحد دلوقتى الاعتماد على نفسى فى حاجات كتيرة، ماكنتش بحمل همها لأنى ماكنتش عايشة لوحدى وكنت معتمدة على أهلى فى كل حاجة تقريبا". أثناء خوض تجربة الإذاعة تغييرات كثيرة فى الشخصية تسببت بها التجربة تحكى عنها رضوى "التجربة غيرت فيا كتير، خلتنى متحدثة أكتر، وفكرة أن مفيش حد أعتمد عليه غير نفسى عشان أبسط متطلباتى دى غيرت فى أسلوب تفكيرى وفى حياتى كتير"، تضيف "فكرة وجودى وسط ناس غريبة عنى تماما، خليتنى أخرج من قوقعة الخجل والتردد بتاعتى شوية، بقيت بروح للناس وأطلب منهم اللى أنا عايزاه بدل ما أنتظر المساعدة. بتيجى لحظات كتيرة بحس إنى تعبانة، وأتمنى لو فيه حد من أهلى موجود معايا، لأن من أسوأ الحاجات اللى ممكن تحصل إنك تكون مريض فى بلد غريبة ومفيش حد ياخد باله منك. وفى أيام تعبى كنت ساعات بوصل لدرجة التفكير أنى عايزة أرجع البيت فى مصر، بس أنا حاسة إن التجربة دى بتغيرنى للأفضل، غير خبرة فى الشغل، بس خبرة حياتية مكنتش أعتقد أنى هكتسبها". تتابع "تغيرت أيضًا فى كونى كنت شخصية بيتوتية جدًا، قد يمر شهر أو أكثر دون أن أخرج من البيت لكنى الآن أخرج دائمًا ولدى رغبة فى رؤية الأماكن المختلفة وتجربة أشياء جديدة وحضور مؤتمرات وغيرها، وهى أنشطة أفعلها أكثر الآن ولأول مرة أشعر أننى أريد الخروج من التجربة بأصدقاء من دول مختلفة". img title=""رضوى" فى جولة ترفيهية بكوريا -اليوم السابع -9 -2015" alt=""رضوى" فى جولة ترفيهية بكوريا -اليوم السابع -9 -2015" class="webportal" src="http://img.youm7.com/images/NewsPics/gallery/pics/92015131410346904.jpg" "رضوى" فى جولة ترفيهية بكوريا غياب التحرش فى كوريا كان سببًا رئيسيًا فى تغيير "رضوى" لنمط حياتها وإقبالها على الخروج وتقول "الصراحة السبب الأكبر فى هذا التغيير هو أنه ما فيش تحرش أو مافيش كلمة هسمعها وتضايقنى فى الشارع أو حد يبصلى بصات غريبة. ده غير انى حاسة انى عايزة استفيد من تجربة السفر بأكبر قدر ممكن، وفرصة وجودى فى بلد مختلف"، وتضيف "حتى الآن خلال فترة تواجدى فى البلد لم أشاهد أى حالات تحرش، رغم وجود فتيات ترتدى "هوت شورت" فى الشوارع لكن لا يتعرضن لأى حالات تحرش، وكذلك أنا، سواء فى الشارع أو فى المترو أو أى مكان". فضلاً عن الحنين للأسرة والأهل والأصدقاء، تحن "رضوى" أيضًا للكثير من الأكلات المصرية "البيتى" مثل "المكرونة بالبشاميل، ومحشى ورق العنب، والملوخية والشاورما" وعن الأكل الكورى تحكى "90% من الأكل هنا حار جدًا، وقت الغدا، كلنا فى المكتب بنتغدى مع بعض فطبعا بجرب الأكل الكورى كل يوم على الغدا تقريبا، واقدر اقول انى جربت كل الأكلات الكورية، والمفضل عندى الكيمباب والباربكيو بتاعهم، عندهم تشكيلات كتيرة من الأكل اللى من اساسياتها الارز والكيمتشى (كرنب مخلوط بالشطة) والمأكولات البحرية. حاجة تانية الكوريين مميزين بيها هى الفراخ المحمرة، وكل شارع تقريبا فيه محل للفراخ المحمرة، ودى من وجباتى المفضلة هناك. جانب من الطعام الكورى طبعا الكوريين بيحطوا لمساتهم على الحاجات العادية زى البيتزا فيه منها بيتزا بالبطاطا الحلوة وهمبرجر بالباربكيو والكيمتشى. بطبخ كتير فى البيت بجيب لحوم أو فراخ مع مكرونة وأعمل وصفات بسيطة. الأكل الكورى حلو، لكن أنا مش بقدر آكل أكلا حارا فمش بقدر استمتع بيه كله، ده غير إن لحم الخنزير بيدخل فى 70% من وجباتهم".