سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
35عاماً على افتتاح سفارة إسرائيل دون "فك شفرة" العلاقات مع تل أبيب.. القاهرة سحبت 3 سفراء من تل أبيب بعد اقتحام لبنان وانتفاضة الأقصى وضرب غزة.. قنصلية تل أبيب شاهدة على جمود العلاقات منذ افتتاحها
نقلا عن العدد اليومى... منذ أن تم إعلان اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل فى 1979، وتطبيع العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، والعلاقات تتعرض للشد تارة والجذب تارة أخرى، إلا أن المشهد العام يؤكد أنها لم تكن عبر تاريخها حميمة على الإطلاق، فدومًا ما يصف الدبلوماسيون الإسرائيليون أنفسهم العلاقات الدبلوماسية بأنها علاقات باردة فى أغلبها، إذ تبقى السفارة المصرية فى تل أبيب شاهدة على سحب 3 سفراء هم «سعد مرتضى - محمد بسيونى - عاطف سالم»، كما أن السفارة الإسرائيلية فى القاهرة تم اقتحامها فى عام 2011 لتكون تلك الحادثة شاهدًا آخر على العلاقات الباردة. تطبيع العلاقات بين مصر وإسرائيل عقب توقيع معاهدة السلام عقب توقيع معاهد السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، أعلنت الحكومة المصرية افتتاح سفارة لها فى إسرائيل، وعينت مصر السفير سعد مرتضى سفيرًا لها فى تل أبيب فى عام 1980. صدر بعدها قرار التطبيع بين مصر مع إسرائيل على المستويات الرسمية، فتم افتتاح سفارة لإسرائيل بالقاهرة فى العام نفسه، وأدرج كلا البلدين على خطوط طيران كل منهما، ففى يوم الثلاثاء 26 فبراير 1980، وتحديدا أمام المبنى رقم 6 بشارع ابن مالك، تم افتتاح السفارة الإسرائيلية بالقاهرة بشكل رسمى بحضور حشد من الدبلوماسيين الإسرائيليين. هذا المشهد جعل الحزن يسيطر على مشاعر المصريين الذين شاهدوا العلم الإسرائيلى يرفرف أعلى مبنى السفارة، وبينما كانت الدموع تتساقط من نوافذ المنازل المجاورة لمقر السفارة الإسرائيلية، وانتابت البعض حالة من الصراخ فيما فضل آخرون الهروب من المشهد. استشهاد 6 جنود مصريين وإغلاق سفارة تل أبيب بالقاهرة فى أعقاب استشهاد 6 من رجال القوات المصرية على الحدود مع إسرائيل برصاص الجيش الإسرائيلى، تظاهر آلاف المصريين أمام مقر السفارة بمحافظة الجيزة، وبعدها اضطرت أجهزة الأمن لبناء جدار خرسانى أمام السفارة خشية اقتحامها. وفى يوم الجمعة الموافق 9 سبتمبر 2011، تمكن المتظاهرون من اقتحام مبنى السفارة، وتحطيم الجدار الخرسانى المحيط بالمبنى الذى يضم السفارة باستخدام المعاول، وقام شاب مصرى يدعى أحمد الشحات، والذى لقب بعدها ب«سبيدر مان» بإنزال العلم الإسرائيلى، ووضع العلم المصرى من أعلى السفارة وسط هتافات المتظاهرين الذين حاصروا مبنى السفارة. وبعد اقتحامها قامت القوات الخاصة المصرية بإجلاء طاقم السفارة والسفير الإسرائيلى وقتها يتسحاق ليفانون بواسطة مروحية، ونقله إلى مكان آخر استعدادًا لنقله إلى تل أبيب، ثم عاد مرة أخرى إلى القاهرة بعد شهرين لينهى أوراق مهمته ليخلفه سفير جديد تم تعيينه فى فبراير 2012 وهو يعقوب أميتاى. من جانبها، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن السفير يستحاق ليفانون عاد برفقة 80 من أعضاء البعثة الدبلوماسية فى مصر، فيما ظل القنصل الإسرائيلى فى مكان آمن بالقاهرة لتصريف أعمال السفارة. من جانبه، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو اقتحام السفارة ب«الاعتداء الخطير»، وأكد نتنياهو أنه «لايجوز أن تمرر مصر الحدث مرور الكرام على هذا المساس الخطير بنسيج العلاقات السلمية والانتهاك السافر للأعراف الدولية». إعادة افتتاح السفارة من جديد بعد مرور 4 سنوات على إغلاق السفارة الإسرائيلية فى القاهرة، قال أوفير جندلمان، المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى، إن السفارة الإسرائيلية فى القاهرة تم إعادة فتحها الأربعاء الماضى، مشيرًا إلى وصول بعثة برئاسة مدير عام الخارجية الإسرائيلية دورى جولد إلى القاهرة للمشاركة فى الاحتفال بإعادة فتح السفارة بحى المعادى. وأكد «جندلمان»، فى تصريحات صحفية، أن مراسم افتتاح السفارة شارك فيها كل من نائب رئيس البروتوكول فى الخارجية المصرية، والسفير الأمريكى لدى مصر ستيفين بيكروفت، وموظفى السفارة الإسرائيلية فى القاهرة برئاسة السفير حاييم كورين. وأوضح أنه تم رفع العلم الإسرائيلى على مبنى السفارة، وإلقاء الكلمات الترحيبية، وتم كشف النقاب عن لافتة السفارة ورمز دولة إسرائيل. وفى الصدد نفسه، أعلنت تسيفى حوطبلى، القائم بأعمال وزير الخارجية الإسرائيلى، خالص تهانيها بمناسبة إعادة افتتاح السفارة الإسرائيلية بالقاهرة. وقالت فى بيان صادر عن الخارجية الإسرائيلية نشرته صحيفة «معاريف» الإسرائيلية: هناك مصالح مشتركة بين مصر وإسرائيل، خاصة فى خضم التغييرات الإقليمية التى تمر بها المنطقة، موضحة أن افتتاح السفارة فرصة جيدة لتوطيد العلاقات مع مصر. سفراء إسرائيل فى مصر بلغ عدد السفراء الإسرائيليين فى مصر منذ افتتاح السفارة وحتى الآن 12 سفيرًا، هم إلياهو بن إليسار، وهو أول سفير إسرائيلى فى القاهرة، وعمل فى مصر لمدة عام فى الفترة من «1980 - 1981»، ثم جاء من بعده موشيه ساسون، وتولى من الفترة «1981 - 1988» لتكون أطول مدة لسفير إسرائيلى. وجاء بعده شيمون شامير «1988 - 1991»، وبعده إفرايم دويك «1991 - 1992»، وديفيد سلطان «1992 - 1996»، وتسفى مزئيل «1996 - 2001»، وبعده جدعون بن عامى «2001 - 2003»، وبعده إيلى شاكيد «يناير 2004 - 2005»، ثم شالوم كوهين «2005 - 2009»، ويتسحاق ليفانون «نوفمبر 2009 - ديسمبر 2011»، وبعده ياكوف أميتاى «2011 - 2012»، وفى سبتمبر من العام الماضى اعتمد الرئيس عبدالفتاح السيسى السفير الحالى حاييم كورن سفيرًا لإسرائيل. وعلى الرغم من هذا العدد من السفراء على مدى 35 عامًا، فإنهم فشلوا فى تغيير الموقف الرسمى للشعب المصرى من إسرائيل، وهى كونها دولة محتلة للأراضى الفلسطينية، فدائمًا ما يطالب المصريون بطرد السفير وقطع العلاقات مع تل أبيب، مثل مظاهرات جامعة القاهرة فى عام 2001 و2002 خلال انتفاضة الأقصى الثانية التى اندلعت بعد اقتحام آرائيل شارون باحة المسجد الأقصى. سحب السفراء المصريين من تل أبيب يعد السفير سعد مرتضى أول سفير مصرى فى إسرائيل يذهب لتولى مهام منصبه فى 24 فبراير 1980، وهو نفس اليوم الذى شهد وصول أول سفير إسرائيلى للقاهرة وهو إلياهو بن إليسار عقب توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وقد تم استدعاؤه بعد عامين فقط وذلك إبان الغزو الإسرائيلى للبنان عام 1982. وعقب سحب أول سفير من تل أبيب تم تكليف السفير محمد بسيونى بإدارة السفارة حتى عام 1986، حين صدر قرار رسمى بتعيينه سفيرا لدى إسرائيل، وهو المنصب الذى استمر فيه لمدة 14 عامًا، حتى سحبه الرئيس المصرى الأسبق حسنى مبارك عام 2000 احتجاجًا على الممارسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين فى انتفاضة الأقصى الثانية عام 2000. ويعد السفير عاطف سالم سيد الأهل هو أول سفير مصرى فى إسرائيل فى عهد الرئيس الأسبق محمد مرسى، ويعد الخامس منذ توقيع معاهدة السلام عام 1979، وشغل السفير الأهل منصب القنصل المصرى العام السابق فى إيلات. وتم سحب السفير عاطف سالم بعد شهر واحد من تعيينه فى إسرائيل، وذلك احتجاجًا على العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة.