عقد المركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية - اليوم - مؤتمره السنوى الثانى عشر تحت عنوان "الشخصية المصرية فى عالم متغير"، الذى تناول أضواء التغيرات فى الشخصية المصرية من كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والقانونية. أوضح الدكتور على ليلة - أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس – أن الشخصية المصرية تتسم بالتفاؤل، والمرونة، والمحافظة وعدم الرغبة فى التغيير والتسامح، والبعد عن التعصب الحضارى، بالإضافة إلى الاعتدال وحينما تلجا للاحتجاج يكون " صامتا ". عرض ليلة تطورات الشخصية المصرية بدءا من الاحتلال، وصولا إلى المتغيرات الثقافية، التى تضمنتها ورقته البحثية تحت عنوان "المتغيرات التى تؤثر على تكوين الشخصية المصرية"، والتى أبرزتها نماذج دراسة الشخصية لعدد العلماء بدءا بجمال حمدان وصولا ل د. أحمد عكاشة. كما تحدث عالم الاجتماع عما حدث من تراجع للشخصية المصرية بدءا من التدين السلبى الذى نتج عنه التطرف وصولا إلى انتشار ثقافة الاستهلاك والفساد والجشع والتسيب وعدم الانضباط ، بالإضافة إلى الميل للاعتداء على المال العام وضعف الإحساس بالانتماء وانتشار المشاعر العدوانية، مشيرا إلى عدم نضوج الشخصية المصرية التى تميل للوصاية مع العيش فى حالة من الفوضى والغموض. وأشار إلى نموذج "رفائيل بتاية" الذى اعتبر المصرى شديد الاتكاء على الماضى، عازف عن بذل الجهد، ليس لديه رغبة فى المصابرة أو الشعور بقيمة الوقت. وأضاف أن هذه النظريات تغيرت تماما بعد حرب أكتوبر التى أثبتت دراسات الشخصية المصرية بعدها المصريين ثالث أسعد شعوب العالم وأنهم قابلون على تقبل كل ما هو جديد ومفيد. من جانبه ، أكد دكتور سمير نعيم - أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس - أن الشخصية المصرية مرت بثلاث مراحل الأولى وهى تأثير الدولة الحديثة (محمد على)، ثم تأثير الاقتصاد الموجه فى عهد عبد الناصر، و الانفتاح الاقتصادى وإعادة الهيكلة فى عهد السادات. وحول تأثير فيم الانفتاح على الشخصية المصرية أوضح نعيم أنها نشرت قيم الكسب السريع والاستهلاك، واللجوء للمنتجات الأجنبية المستوردة والهروب من المحلية مع نشر السلبية واللامبالاة واللاعقلانية. وأكد نعيم أن تأثيرها استمر مدة زادت عن ثلاثين عام دعمت فيها القيم السلبية التى ظهرت بصورة واضحة فى نهب أموال البنوك من قبل رجال الأعمال ونواب مجلس الشعب، كما نجحت فى نشر قيم التعصب والتمييز ضد المرأة والاستهانة بحياة الأفراد وسلامتهم، كما ساعدت على ظهور قيم التحدى والتمرد لدى العمال من جانبه، أوضح دكتور عبد الباسط عبد المعطى أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس فى ورقته التى جاءت بعنوان "التغيير فى أنماط التدين والشخصية" إلى زيادة نسب التدين الظاهرى من بناء عدد كبير من المساجد والكنائس، وبث قنوات فضائية دينية وانتشار الحجاب فى الوقت نفسه التى انتشرت فيه الرشوة والعنف والتطرف. وقسم عبد المعطى أشكال التدين إلى سلفى، و رسمى تنتجه الحكومة، وشعبى الذى بدأ من منتصف السبعينات إلى الآن، الذى أطلق عليه عبد المعطى تدين السوق ورجال الأعمال، وأخيرا السياسى الذى بدأ منذ تولى الملك إلى الآن ، و"تدين المناسبات"، متمثلا فى زيارة المقابر وأداة الصلوات فى المساجد. كما أكد حجازى على ما حدث خلال عصر السادات الذى أتاح فرصا واسعة لأنصار النمط المتشدد متمثلا فى دوله العلم والإيمان، وتأسيس تيار إخوانى فى الجامعة، وتوظيف أنصار التيار المتشدد من قبل المصريين الذين أتوا من الخارج وخاصة دول الخليج ، ودعم تيار أسلمه العلوم للتأثير على طلاب الجامعات، وتوظيفهم فى الأحزاب السياسية المختلفة، بل وصل الأول كما يوضح أستاذ علم الاجتماع إلى استخدام الدين فى الكتابة على بعض المأكولات.