من يحاسب سمير زاهر؟

منذ صدور حكم الاتحاد الدولى لكرة القدم بعقاب مصر بنقل مباراتين لها خارج العاصمة فى مباريات تصفيات كأس العالم المقبلة، وتغريم مصر 100 ألف فرنك سويسرى، بدأ الجميع فى اتحاد الكرة، خاصة رئيس الاتحاد سمير زاهر فى سعادة بالغة وأعربوا فى تصريحات وردية جميلة أن ما حدث من عقوبات هو أفضل شىء بسبب جهودهم الجبارة التى جعلت المسئولين فى الاتحاد الدولى يخففون العقوبات لحدها الأدني.
بالطبع أى شخص عاقل يرفض أى صورة من صور الاعتداء التى تعرض لها فريق الجزائر أثناء وجوده فى مصر، حتى لو كانت بسيطة والمسئولية تقع فى حال أى خطأ على المتقاعسين فى إتحاد الكرة، ولكن ما أود أن أطرحه أن السيد سمير زاهر اعتماداً منه على أن المصريين ينسون سريعاً التصريحات العنترية، قد ملأ الدنيا صراخاً وتهديداً ووعيداً للجزائريين بأشد درجات العقاب وبأنه لن يتنازل عن كرامة مصر وعن حقوق المنتخب، وتسبب على مدار شهر كامل بعد مباراة السودان فى خلق حالة من التعبئة العامة التى دمرت علاقات مصر بالجزائر الشقيقية، وقد كان الهدف واضحاً لكل العقلاء، هو التغطية على الفشل الذريع لسمير زاهر واتحاد الكرة فى تحقيق الهدف والوصول لكأس العالم، وكان الأفضل والأكرم لهم ولنا أن يعلنوا بشجاعة استقالتهم بعد هذا الفشل بدلاًَ من البحث عن بطولات زائفة أمام الإعلام أشعلت النيران فى القلوب بين شعب دولتين بينهما عبر التاريخ علاقات إستراتيجية كبيرة.
ماذا فعل زاهر منذ مباراة الأزمة فى السودان حتى الآن سوى الكلام والتهويل والمبالغة، وهل يريد منا أن نصدقه مرة أخرى وهو يقول من سويسرا إن هذه العقوبات هى نتيجة جهود جبارة، ويبدأ المناصرون له فى محاولة إقناعنا بعدم جدوى العقوبات وبأنها تافهة وبسيطة وسنتجاوزها بسهولة، كيف يمكن أن نقتنع بهذا الكلام الساذج؟.
متى يمتلك سمير زاهر شجاعة الاعتراف بالفشل، ويقول إنه لم ينجح فى إدارة هذا الملف وأنه يترك الساحة لآخرين يستطيعون فعلاً أن ينفذوا ما يعلنون عنه، متى يمتلك الشجاعة ويقول إن روراوة رئيس الاتحاد الجزائرى تفوق عليه فى كل المواجهات بينهما ويعترف أنه غير موفق فى التعبير عن وجهة نظر مصر كما يجب، أنا متأكد من أن سمير زاهر لن يفعلها ويعترف بفشله ولن يعلن أنه لم ينجح وأنه السبب فى فشل الكرة المصرية وإفسادها ويعترف بأنه يستمد شرعيته فقط من نجاحات حسن شحاته فى بطولات أفريقيا.
شخصياً أعتقد أنه لن يفعلها ولن يعترف بالفشل، وأتمنى إذا لم يعلن تقصيرة أن نجد فى هذا المناخ من يملك محاسبته.
كاتب صحفى بالأهرام