يريد اتحاد الكرة المصرى أن يظهر بمظهر المنتصر، لأن العقوبات الموقعة عليه مخففة جدا وغير منطقية، حسب نصوص لوائح الاتحاد الدولى "الفيفا ".. تسابق أعضاء الوفد المصرى وأعضاء الاتحاد فى إبداء الرضا والارتياح، لأن لجنة الانضباط اكتفت بغرامة مالية مائة ألف فرانك سويسرى، ونقل مباراتين للمنتخب من القاهرة إلى مدينة أخرى تبعد أكثر من مائة كيلو متر. المسئولون بهذه المظاهرة السعيدة بالعقوبات يريدون تضليل الرأى العام، وأيضا الرأى الرسمى والإيحاء بأن جهودهم أثمرت عن أقل القليل من العقوبات، بينما هم فى الحقيقة كانوا قد ورطوا مصر فى مأزق شديد الخطر، لأن لائحة الاتحاد الدولى تقر فى مثل واقعة الاعتداء على أوتوبيس المنتخب الجزائرى ووقوع إصابات بنقل مباريات خارج حدود مصر، وخصم نقاط للمنتخب.. ولو أن هناك جهات رقابية يهمها بالفعل مصلحة مصر لاستدعت هؤلاء المسئولين وحاسبتهم أو على الأقل فرضت الدولة على سمير زاهر ورفاقه دفع الغرامة من جيوبهم.. خاصة وقد اتضح أنهم لم يتحمسوا أبدا لتقديم شكوى ضد الجزائر، فيما يخص أحداث المباراة الفاصلة فى الخرطوم، وأنهم ربما تعمدوا الظهور بمظهر من لا يعرف الموعد القانونى للشكوى، لأن أهدافا ومصالح خاصة حكمت هذا التوجه لتصبح الكرة المصرية فقط هى المتهمة، لأن مسئوليها لم يقدموا ولو دليلا واحدا يثبت إدانة الجزائريين.. وأترك محمد عبيد خبير لوائح كرة القدم واقتصاديات اللعبة يوضح الأمر بشىء من التفصيل وقد قال: "إن العقوبات التى أصدرها "الفيفا" ضد مصر مخففة للغاية، لأن اللائحة واضحة وتنص على أنه فى حالة الاعتداء الذى ينجم عن إصابات يتم نقل مباريات للمنتخب خارج مصر أى فى دولة أخرى وخصم نقاط من الفريق. وقال عبيد إن جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولى، يمهد للانتخابات القادمة التى ينافس فيها محمد بن همام، واتخذ عدة إجراءات "لينظف" أفريقيا من أية مشاكل قبل كأس العالم القادمة فى جنوب أفريقيا، حتى تنجح البطولة وتؤثر إيجابياً على موقفه الانتخابى.. ولهذا السبب أيضاً تم تأجيل صدورها إلى هذا الموعد، حيث كان مقرراً الإعلان عنها فى إبريل الماضى، وجاء ذلك بمساعدة من الأمير سلطان بن فهد، رئيس الاتحاد العربى لكرة القدم، الذى أراد توفير الوقت لتنفيذ مصالحة بين سمير زاهر ومحمد روراوة، لكن محمد بن همام وقف فى طريق هذه المحاولات وأفشل الترتيبات. ولم تكن العقوبات المخففة الموقعة على مصر هى الوحيدة التى استندت إلى أغراض انتخابية.. فقد سبق ذلك رفع الإيقاف عن حارس منتخب الجزائر، وأيضاً رفع العقوبات عن منتخب توجو الذى انسحب من كأس الأمم الأفريقية. وأكد محمد عبيد فى نفس الوقت أن اتحاد الكرة المصرى لم يقدم أى شكوى أو ملفا خاصا بمباراة مصر والجزائر الفاصلة التى أقيمت بالسودان، ولذلك لم يكن هناك من الناحيتين القانونية والإدارية أى دليل إدانة للجانب الجزائرى، واقتصرت القضية فى أروقة الفيفا على أحداث المباراة الأولى فى القاهرة، والمؤكد أن المصالح الخاصة كانت وراء تقاعس اتحاد الكرة المصرى عن تقديم قوى يتضمن مستندات موثقة فى الوقت القانونى. موضوعات متعلقة: روراوة: الفيفا اتخذت العقوبات ضد اتحاد الكرة المصرى طبقاً لما حدث فى القاهرة.. والاتحاد الجزائرى لن يستأنف الفيفا يعلن "براءة" الجزائر من اعتداءات أم درمان الفيفا يغرم مصر 100 ألف فرنك ونقل مباراتين