سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
من المسئول عن إحالة دور العرض السينمائى للاستيداع؟.. عدد السينمات المغلقة تجاوز ال30 .. ومحافظة التى أنجبت جمال عبد الناصر ومصطفى لطفى المنفلوطى "مافيهاش سينما".. والحكومة "لا من شاف ولا من درى"
قديما فى زمن الأبيض والأسود كان يتواجد فى كل حى دار عرض تقريبا، يذهب إليها الجمهور لمشاهدة نجومهم المفضلين.. كانت السينما بحالة جيدة.. يعتبرها الرؤساء صناعة أمن قومى.. الآن وبعد هدم وبيع أغلب دور العرض وإغلاق أكثر من 230 سينما، لم يبق منها شيئا سوى ذكريات عالقة فى أذهان العجائز الذين كانوا يتوافدون عليها وهم يتذكرون مشاهدتهم أفلاما لإسماعيل ياسين وزينات صدقى وفريد شوقى ومحمود المليجى. ويبدو أن دور العرض فى طريقها أكثر للاندثار فى ظل تجاهل الحكومة ووزارة الثقافة التى لم تحرك ساكنا تجاه الصناعة.. رغم نداءات المهتمين بصناعة السينما لإنقاذ ما تبقى من دور العرض السينمائية وعلى رأسهم النجم نور الشريف الذى طالما نادى فى كل محفل بضرورة فتح سينمات جديدة، والحفاظ على بقية دور العرض، لكن دون جدوى إذ مضت 6 أشهر على لقاء الدكتورة فايزة أبو النجا مستشارة الأمن القومى مع الفنانين والمثقفين بعد إعداد الرئاسة مشروع قومى للنهوض بصناعة السينما فى مصر، وناقشت مستشارة الرئيس وقتها وضع آليات هذا المشروع ومحاور تنفيذه والذى لم يتم شىء منه حتى الآن. اجتمع الفنانون مع مستشارة الرئيس وتشاورا وتناقشوا ولم يتم تنفيذ شيئا على أرض الواقع.. تقابلوا وتحدثوا وبقيت الأزمة كما هى.. بل زادت وتعقدت أكثر من السابق.. فى ظل تراجع عدد السينمات والشاشات عاما بعد الآخر فى الدولة التى يقترب تعدادها السكانى من 100 مليون ولا تملك سوى 250 شاشة عرض فقط، وتعتبر السينما وسيلة الترفيه الأولى فيها. أيضا يبدو أن الحكومة لا تدرك أهمية الوعى الثقافى الذى تنشره دور العرض تزيد من ثقافة الجمهور التى وصلت إلى حد الأمية الثقافية فى الآونة الأخيرة، والكارثة الحقيقية أن هناك محافظات بأكملها لا توجد فيها دار عرض واحدة ومنها مثلا محافظة أسيوط التى تخلو من أى دار عرض بعد غلق مجمع رينسانس والسينما الصيفى، وسينما "النصر" بشارع الجلاء فى مركز القوصية والتى كانت تتبع لوزارة التقافة، فالبلد التى أنجبت جمال عبد الناصر ومصطفى لطفى المنفلوطى وحافظ إبراهيم ونيازى مصطفى وسميرة أحمد ليس بها دار عرض واحدة. ليست الحكومة وحدها هى المسئولة عن انهيار السوق السينمائى بمصر، فى السنوات الأخيرة والتى شهدت إغلاق ما يقرب من 250 دار عرض مما ترتب عليه "زيادة الطينة بلة"، بل هناك أيضا المنتجون الذين تربحوا من الصناعة ثم تركوها.. فسينمات جودنيوز والتى تتبع لشركة عماد الدين أديب مغلقة بالكامل، وهى الشركة المسئولة عن "بوظان" السينما إذ تسببوا فى رفع أجور النجوم فترة طويلة ورفعوا شعار "الأكثر والأغلى إنتاجا".. هم وغيرهم من شركات الإنتاج الأخرى.