قال الدكتور مصطفى الفقى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب إن العروبة فى وجودها سابقة على الإسلام، مشيرا إلى أن الإسلام هو الذى أضاء الطريق أمام العروبة وفتح لها الأبواب للأفكار المختلفة بحكم بريق الدعوة السمحاء التى جاء بها النبى صلى الله عليه وسلم. وأكد الفقى -خلال رئاسته جلسة "العروبة والعولمة والهوية" اليوم الأحد، ضمن مؤتمر العروبة والمستقبل الذى يواصل مناقشاته لليوم الثانى على التوالى- أن الإسلام أثرى العروبة وأعطاها زخما قويا إلا أنه لم يكن المصدر الوحيد ولا يجب أن يكون لأنه سوف يكون فى هذه الحالة مصدرا استبعاديا فى الوقت الذى نرى فيه معظم دعاة القومية فى تاريخنا العربى كانت من غير المسلمين وأن الدعوة القومية هى دعوة خالصة لا يجب أبدا ربطها ربطا مباشرا بفكرة دينية. وأشار إلى أن هناك شيئا ما اختلف هذا العام فيما يتعلق بالعروبة بوصفها اليوم كائنا فكريا يتأثر ويتطور ويتفاعل، حيث رأى أن فكرة فرض الوحدة بالقوة أصبحت اليوم أمرا غير ممكن فى العصر الراهن. وأضاف أنه يجب مراعاة أن اليوم يوجد تحولات وتطورات تجعل لشكل الوحدة على اعتبار أنها الإطار التنفيذى لمفهوم العروبة أشكال وقوالب مختلفة، موضحا أن العروبة لم تعد هزيانا عاطفيا وشعارات وإنما أصبحت تضامنا سياسيا وتكاملا اقتصاديا وتجاريا فى مجالات الطرق والغاز والكهرباء. وشدد على ضرورة أن يشعر المواطن فى العالم العربى بأن الحديث عن التكامل والوحدة هو حديث مفيد له وإلا فإنها ستصبح فى مهب الريح عندما حدثت مع الوحدة السريعة بين مصر وسوريا فى خمسينات القرن الماضى ونتج عنها الانفصال. ورأى أن العلاقة بين الإسلام والعروبة أو الدين والقومية لم تخلو منها الكتابات من القوميين من أمثال ميشيل عفلق ولا الإسلاميين من امثال حسن البنا ، مؤكدا أنه ضد تديين الصراع خاصة و أن القضية الفلسطينية لها بعدها الإسلامى شئنا أم لم نشأ وأن كل محاولة للتسييس واستبعادية غير المسلم يشعر أنه مهمش هو آمر غير مقبول. وأوضح الدكتور مصطفى الفقى -خلال رئاسته جلسة "العروبة والعولمة والهوية" اليوم "الأحد" ضمن مؤتمر العروبة والمستقبل - أن قضية الأقليات هى أحد القضايا التى يجب العناية بها عندما نناقش القومية بالدين ، أما صبغها بالصبغة الدينية فإن الآمر سيكون مختلفا مستشهدا فى ذلك بثورة الجزائر والتى اعتبرت الإسلام قوميا. وتابع : فى مقارنة بين النموذج المصرى والنموذج السورى فى مسألة العروبة والقومية ، أكد أن فكرة العروبة فى مصر متداخلة مع البعد الإسلامى وأن مصر سعت إلى الخلافة الإسلامية إبان الدولة العثمانية فى الوقت الذى كانت فيه الحركة القومية تمتد فى الشام بتأثير كتابات ممن يعيشون فى داخل سوريا الكبرى أو دول المهجر. أما فى مصر فكانت الحركة الوطنية حركة إسلامية الطابع منذ مصطفى كامل الذى كان يعمل تحت مظلة الأستانة وأحمد عرابى الذى كان يقيم الذكر "مدروش" لذلك تمكن منه أعدائه لأنه كان يقف على أرضية دينية وسعد زغلول خريج الأزهر فكانت الحركة الوطنية إسلامية الطابع والتوجه. وأشار الفقى إلى أنه لفت نظره بالأمس خلال افتتاح أعمال المؤتمر القول بأن خير ما نبدأ به الاحتفال كان النشيد الوطنى السورى أما فى مصر فهو القرآن الكريم وهنا الفرق.. معتبرا الحركة القومية حركة شامية وسورية المنبت وأن السوريين واللبنانيين هم الذين حملوا لواء الحركة القومية. وقال إنه يريد للعروبة مفهوما متسعا مريحا يتحدث عن العرب باعتبارهم فى كل مكان كما أننا مدنيين، مشيرا إلى أن عبد الناصر هو الذى أعطى لمصر سياسيا البعد العروبى الذى أصبح فى مصر متجذرا بشكل أو بآخر برغم النكسات والضربات وبرغم التدخلات والأجندات.