تلتقط رقم هاتف أخصائى التجميل من صديقتها، تسارع فى طلبه وكأنها عثرت على كنز ثمين، مكالمة بسيطة تفصلها عن دخول عالم الجمال، فقد شاهدت النتيجة تتجسد على وجه صديقتها بتاتو بالألوان الطبيعية يخطف العيون ويبرز جمال الشفاه والحواجب مع لمسات بسيطة من الكحل العربى الأسود الذى يزيد من جمال العيون، والأفضل من كل ذلك أنه غير قابل "للمحو"، لا تؤثر فيه المياه، ولا تهزه الأيام الطويلة التى يبقى طوالها المكياج الثابت على الوجه، وهو ما يجعل الفتيات يقبلن على وضعه للحصول على وجه مثالى طوال الوقت، دون إدراك حجم الضرر الذى ترتكبه فى حق بشرتها، وهى الأضرار التى قد تدمر البشرة تمامًا. "سولينا رستم" خبيرة تجميل تحدثت ل"اليوم السابع" عن أسباب اندفاع الفتيات خلف كارثة "مكياج التاتو"، أو "المكياج الثابت" باعتباره صيحة فى عالم الجمال فهو يبرز ملامح الفتيات ويعمل على تصحيح بعض العيوب فى رسمة الحواجب أو الشفاه كما أن أخصائى التجميل الماهر يستطيع رسم خط "الآى لاينر" بشكل طبيعى ليكون بمقدور الفتاة نزول الماء أو الاستحمام وبعدها الظهور أمام الناس لمدة أيام وشهور بمكياج دائم لا تتأثر ألوانه. تقول "سولينا": المقابل ليس باهظ الثمن حيث يتراوح سعر تاتو الحواجب من 400 إلى 600 جنيه، أما تحديد الشفاه فالسعر من 450 إلى 550 جنيهًا، أما خط "الآى لاينر" الذى يعلو العيون فسعره لن يزيد عن 500 جنيه، والتاتو تظل ألوانه دائمة ولكن تزول بشكل تدريجى على المدى الطويل، ويمكن للفتاة إعادة التجربة مرات لتثبيت اللون قبل أن يزول. أما عن النتائج غير المرغوبة فتؤكد "سولينا" أنها تكمن فى حساسية بسيطة تحدث للجلد بسبب المخدر الذى يستعمل وقت استعمال أخصائى التجميل لإبرة التاتو، ولكن باستعمال بعض الكريمات المضادة للحساسية يزول العرض فورًا ولا يترك أثر. يلتقط طرف الحديث أخصائى الأمراض الجلدية "هانى الناظر" الذى يكشف حقيقة ما يستقر خلف الوجه المثالى المرسوم ببراعة، وهو الجانب الأسود من المكياج الثابت، ويقول: التاتو ثابت الألوان على الوجه، وتاتو الحناء على الجسم، من الأخطار التى تهدد جمال الفتاة وأحيانًا تكون كابوسًا فظيعًا يهدد صحتها، ويوميًا يتوافد إلى العيادة فتيات يشتكين من أعراض مختلفة بسبب "التاتو" وأغلبهن من العرائس اللاتى يجتهدن فى الحفاظ على الجمال الدائم فى ليلة الزفاف، وطوال شهر العسل. ويضيف "الناظر" أن المخاطر تبدأ من تلامس الجلد لإبرة "التاتو" فقد تكون محملة بفيروس من شخص آخر بعد ذلك يأتى أثر تفاعل المادة الملونة مع الجلد فتسبب "حكة" دائمة تفرز مادة صفراء تسبب تهيج الجلد، وقد تقوم الفتاة بعمل التاتو أكثر من مرة ولا يحدث أى مضاعفات لكن يأتى يوم ويحدث مالا يحمد عقابه. ويحذر "الناظر" الفتاة التى تسعى لتقليد صديقاتها، استنادًا لعبارة "ما هى عملتها وما حصلهاش حاجة"، فيكون هذا بمثابة ضامن لها أن مركز التجميل ذو سمعة جيدة وأن العاملين على درجة عالية من المهارة، لكن الحقيقة أن كل جسم يحمل من الصفات الوراثية ما يجعله مختلفًا عن الآخر. وينصح "هانى الناظر" بعمل التاتو من الحنة الطبيعة بدون أى مواد كيميائية أو مثبتات لون، وفى حالة خوض الفتاة للمغامرة بعمل "التاتو" الثابت عليها شراء إبرة مخصصة لها قبل الذهاب للطبيب تجنبًا للإصابة بالفيروس "سى"، وفى حالة حدوث أى التهاب عليها استخدام كريم يحتوى على مادة "الكرتزيون" حتى تزور الطبيب المتخصص لوصف العلاج المناسب.
