رغم تحذيرات كل من سبقونا بأن العمر قصير، وأن أيامه مهما كثرت معدودة، إلا أننا أيضا لا نستطيع عادة أن نفعل شيئا يمنع من سرقة أعمارنا نحن الآخرين،عندما كنت أسمع كلام الكبار وأنا صغيرة حول صعوبة تحقيق الإنسان لأهدافه فى الحياة، وعن أن الوقت لا يكفى ليحصل الإنسان على كل ما يريده من الدنيا لم أكن أصدق، أو كنت أقول فى نفسى حتما أنا سأستطيع، وما الذى يمنع أى إنسان من أن يسعى لينال كل مايحبه ويتمناه؟ الحياة واسعة والعمر أمامنا طويل، ولكنه- وللعجب- عندما كبرت بدأت أدرك لماذا كانوا يقولون ذلك ولماذا آمن بعضهم وسلم بهذا. ولكن بعد تفكير طويل، واستشارات عديدة قررت- مثلى مثل الكثير- ألا أستسلم لهذا القانون، وألا أنصاع مختارة إلى أن تتسرب أيام عمرى من بين يدى بلا أية حيله أو حتى تحايل، فقررت أن يكون لدى ( الخلطة السرية للحياة الهنية) الخاصة بى، وسأعرضها عليك فربما تعجبك وتأخذ بها، أو تأخذ ببعض منها،أو ربما يكون لك خلطتك السرية الخاصة بك أنت أيضا: 1) انزع ثوب الكمال: ضغوط الحياة كثيرة ولاشك، ولكن أكثر ما يضغط على أعصابنا فعلا هو سعينا لبلوغ الكمال فى كل ما نفعله، فهناك صوت ما بداخلنا يدفعنا دائما لأن نكون أفضل ما يمكن فى عملنا، فى بيوتنا، مع أسرتنا ومع أصدقائنا، فى كل وقت وفى كل حين...إذا كنت من هؤلاء فاسمع أول مكونات الخلطه: ودع الرجل (المرأة) الخارق الذى فى خيالك، فلا مكان له على أرض الواقع. 2) داوم على فعل ولو شىء واحد تحبه: فسواء شئت أم أبيت سوف تجبرك الحياه على فعل الكثير من الأشياء التى لا تستهويك، بل والتى لا تحتملها أحيانا، ومهما كانت براعتك فلن تستطيع الإفلات من الكثير من الأعباء والالتزامات الحياتية المزمنة، لكن احرص بكل قوتك على أن تبقى وقتا لنفسك ولو على فترات متباعده تمارس فيه شيئا تحبه، لأن هذا الشىء هو الذى سيعطيك الانتعاش والطاقة والدفعة من جديد للاستمرار فى طاحونة الحياة. 3) اصنع ذكرياتك الجميلة: قد يتصور البعض أن ليس لديه ولو ذكرى واحدة حلوة فى حياته، وما أقسى هذا الاحساس الذى سيدفعك بكل تأكيد الى أن تشعر أن حياتك ضاعت هباء، اطرد هذه الفكرة من رأسك وابدأ فورا فى صنع ذكرياتك الجميلة بنفسك، بقضاء وقت ممتع-حقا- مع أبنائك خاصة وهم أطفال, أو مع أصدقائك المقربين, أو فى هواية تملأ عليك كيانك, وحاول قدر استطاعتك تسجيل هذه الأوقات سواء كتابة أو على شرائط فيديو أو حتى بالصور الفوتوغرافية. 4) إفراغ الشحنة أول بأول: لايوجد منا من لم يمر بضائقه أو بوقت عصيب أو بموقف أغضبه أو أحزنه كما لم يفعل من قبل، وكل هذه المشاعر لقوتها قد تشكل عبئا أو ثقلا على كاهل الإنسان إذا حملها طويلا، لهذا سارع بإفراغ هذه الشحنات بالبوح عنها أوربما بالشكوى والبكاء منها، ولا تقل إنه ليس هناك من يسمعك أو من تأتمنه على مكنون سرائرك، فهناك من هو مطلع على كل ما تكن وأكثر، ولا أقدر منه على تفريج كربك, فاستعن به والجأ له دائما. وأخيرا هذه ليست كل المكونات, فلن أفصح ببساطة هكذا عن (سر الصنعه)، ولكنها بعض الأساسيات البسيطة التى قد نغفل عنها وعن مدى تأثيرها لشدة بساطتها...وفى انتظار ابتكاراتك وخلطاتك أنت.