- السيسى لعلماء الأزهر: أعيدو صورة الإسلام الحقيقة وعليكم تصويب الخطاب الدينى - الرئيس: من يفكر فى مصلحة فئوية ضيقة لجماعة أو عرق يساهم فى إضاعة الأوطان - السيسى: مصر تعرضت لهجمات إرهابية أثمة في حرمة الشهر الفضيل شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم الثلاثاء، الاحتفال الذي نظمته وزارة الأوقاف بمناسبة ذكرى ليلة القدر، وذلك بقاعة الأزهر للمؤتمرات، حيث كان في استقبال الرئيس لدى الوصول فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وكل من المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية. كما قام الرئيس بتوزيع الجوائز على الفائزين في المسابقة العالمية الثانية والعشرين لحفظ القرآن الكريم، والفائزين في كل من المسابقة المحلية ومسابقة الحفظة من ذوي الاحتياجات الخاصة. وجاءت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى، في احتفالية، يوشك شهر رمضان المعظم أن يودعنا بما حواه من خير وبركة، وبما أشاعه فى نفوسنا من روحانيات افتقدناها، ورحمات كنا فى أمس الحاجة إليها، ونحتفل اليوم معا بليلة القدر، الليلة التى قدر الله سبحانه وتعالى أنها خير من ألف شهر، اصطفاها المولى الكريم، فأنزل فيها القرآن المجيد هدى للناس ورحمة للعالمين، فأسعد به نفوسا حزينة، وهدى به عقولا ضالة، وأقر به عيونا حائرة، وختم به رسالات السماء إلى الأرض، وأتم به نعمته على جميع خلقه، نتوجه إليه سبحانه وتعالى بالدعاء أن يكتب لوطننا ولأمتنا العربية والإسلامية كل الخير والرخاء فى هذه الليلة المباركة، وأن ينعم علينا جميعا بالأمن والرخاء. الرئيس يهنئ الشعب المصري بليلة القدر وتابع:" يسعدنى ونحن نحتفل معا بهذه الليلة المباركة أن أتوجه بالتهنئة لشعب مصر العظيم، ولكل الشعوب العربية والإسلامية فى مشارق الأرض ومغاربها، وأدعوهم جميعا إلى التكاتف والاصطفاف، ونبذ الفرقة والتعصب لتذليل الخلافات والصعاب، وأن يكونوا دوما ممتثلين لأمر الله عز وجل رحماء بينهم. وأضاف الرئيس:" أرحب بضيوف مصر الأعزاء فى الاحتفال بهذه المناسبة الغالية، وأقول لهم إن مصر وطنكم الثانى، ستظل قلوب أبنائها قبل أبوابها مفتوحة لكم، وأياديهم ممدودة إليكم، تدعوكم إلى التسامح والتراحم، إلى العمل والتعاون من أجل نصرة هذا الدين، وإحالة تعاليمه السمحة التى استقيناها من الذكر الحكيم، وهدى نبينا الكريم ص- إلى دستور حياة ومنهج عمل، نبتغى من ورائه مرضاة الله، ونصرة ديننا الحنيف ورفعة أمتنا العربية والإسلامية. السيسى لعلماء الأزهر: أعيدو صورة الإسلام الحقيقة وعليكم مسئولية تصويب الخطاب الديني ووجه الرئيس السيسي تحية تقدير إلى علماء ورجالات الأزهر الشريف، من ينتمون إلى منارة العلم بوسطيتها واعتدالها، وإشعاعها الحضارى والثقافى والدينى، المنتشر فى ربوع العالم بأسره إننى أستنهض هممكم. وطالب الرئيس:" حان الوقت لمضاعفة الجهد للذود عن الإسلام، وتصويب صورته التى باتت مرتبطة فى أذهان الكثيرين بالعنف والإرهاب، إن مسئولية تصويب الخطاب الدينى تقع على عاتقكم فى المقام الأول، فأعيدوه إلى طريق الصواب، أظهروا صورة الإسلام الحقيقية "فالدين المعاملة"، انشروا قيم السلام والمحبة ودفع السيئة بالحسنة وقبول الآخر، اعلموا الجميع أن الله خلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف، فنتعاون لصالح الخير وعمارة الأرض التى استخلفنا الله فيها. وقال الرئيس السيسى، عندما تحدثت منذ ما يناهز العام عن ثورة دينية لم يكن هدفي من ورائها اتخاذ أي إجراءات عنيفة، وإنما كنت أعني ثورة فكرية تتناسب مع العصر، وتتماشى مع مراد الله من خلق البشر الذين كفل لهم سبحانه وتعالى حرية الإيمان والعبادة، ومن ثم فإنه لا يمكن لأي طرف أن يدعي أنه يمتلك الحقيقة المطلقة وأن ينصب من نفسه حكماً على مدى صحة أو خطأ مناهج الآخرين. وأضاف:" إن الله سبحانه وتعالى كان قادراً على خلق الناس على قلب رجل واحد ولكن اقتضت حكمته التعدد والتنوع، ومن ثم فإن من يتصدى لتفنيد الأفكار المغلوطة التي يحاول البعض الترويج لها، لا يدافع فقط عن الدين وإنما أيضاً عن فلسفة خلق الله للبشر على هذا النحو. السيسى: سقوط دول في دوامة العنف والإرهاب لن تعود قبل مرور سنوات طويلة وأكد الرئيس، إن ما يشهده عالم اليوم من غلو وتشدد باِسم الدين ساهم بشكل مباشر في إلحاد عدد من الشباب الذين لم يتمكنوا من تحمل حجم الفتنة والإساءة لهذا الدين، إلا أن هذا الأمر سينتهي بمواجهة جادة وتكاتف مستمر ودور فعال للأزهر الشريف والكنيسة المصرية لتوعية الشباب بحقيقة الأمور ونشر قيم التسامح والمحبة بين الناس وأكد الرئيس السيسى، خلال كلمته اليوم الثلاثاء، في احتفالية ليلية القدر، إن راية الحق لا يمكن رفعها بالقتل والتدمير وإنما بالدفاع عن الوطن والدين وحماية أرواح وأعراض وأموال المواطنين والذود عنها، وهو ما يقوم به رجال القوات المسلحة والشرطة في سيناء الذين جادوا بأرواحهم دفاعاً عن الوطن واستشهدوا في سبيل الحق. وأضاف:" إن حجم المواجهة والتصدي للأفكار العنيفة والمغلوطة لم يكن كافياً وتتعين مضاعفته بما يتناسب مع حجم التحديات والمخاطر التي نواجهها، ويجب أن يكون هدفنا الأساسي هو الحفاظ على كيان الدولة المصرية ومؤسساتها والحيلولة دون سقوطها في دوامة العنف والإرهاب والتطرف فالدول التي سقطت فيها لم ولن تعود قبل مرور سنوات طويلة، فلنتوجه جميعاً بالدعاء لمصر بنصرة الحق وأن يحفظ الله عز وجل عليها أمنها واستقرارها. مصر تعرضت لهجمات إرهابية أثمة في حرمة الشهر الفضيل وأوضح الرئيس: لقد تعرض وطننا الحبيب لهجمات إرهابية آثمة لم تراع حرمة الشهر الفضيل، بل جاءت كدليل قاطع على أن الإرهاب لا دين ولا وطن له، فأما أبناء مصر الأبرار الذين جادوا بأرواحهم من أجل أن يحيا الوطن فهم أحياء عند ربهم يرزقون، وأما من روعوا الآمنين واستحلوا حرمة شهر رمضان الكريم فسيلقون أشد العقاب، وستستمر القوات المسلحة وجهاز الشرطة برجالهما البواسل الأوفياء فى القيام بواجبهم من أجل إقرار الأمن والنظام، وتوفير حياة آمنة مستقرة لأبناء هذا الوطن تساهم فى تنفيذ عملية التنمية الشاملة المنشودة. وأكد الرئيس، الحوادث الإرهابية الغاشمة التى ترتكب فى مختلف دول العالم، على الحاجة لتكاتف الجهود الدولية وتكثيف التعاون، من أجل دحر الإرهاب والقضاء عليه. وتابع:" كما تمر علينا هذه الليلة المباركة وعالمنا العربى بات مهددا، ويواجه أخطارا تستهدف وجوده وسلامته الإقليمية ووحدة شعوبه، وإذا لم نتكاتف اليوم لدرء هذا الخطر، فمتى سيكون ذلك، فلنطرح خلافاتنا جانبا، من يفكر اليوم فى مصلحة فئوية ضيقة، لجماعة أو عرق أو مذهب أو طائفة، إنما يساهم إسهاما مباشرا فى إضاعة الأوطان والنيل من مقدراتها، ولن يغفر له الله كما سيسجل التاريخ أنه كان سببا مباشرا فى تفريق أمة، أراد لها الله سبحانه وتعالى أن تعتصم بحبله ولا تتفرق، وأن تكون خير أمة أخرجت للناس. تدشين عددا من المشروعات القومية الكبرى باحتفال ليلة القدر إن المرحلة المقبلة ستشهد بإذن الله البدء فى حصاد أولى ثمار الجهد والعمل الدءوب المتواصل، حيث سيتم فى السادس من أغسطس المقبل افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة ، التى ستقدم للعالم شريانا إضافيا للرخاء، وتساهم فى تعزيز حركة التجارة الدولية، بما يوثق أواصر التواصل بين الحضارات والشعوب، وتوفير فرص العمل وتشغيل الشباب. وأضاف:" أقول لكم أعينونى بقوة لنواصل بناء مستقبل هذا الوطن ولنتخذ من هذا الشهر الكريم، الذى تُفتح فيه أبواب الرحمة نقطة بداية، نعاهد الله فيها على العمل الجاد والتفانى من أجل الوطن، وأريدكم أن تتفاءلوا دوما بالخير لتجدوه. وتابع:"حيث ستشهد المرحلة المقبلة الإعلان عن المزيد من تدشين الكثير من المشروعات القومية الكبرى، التى ستساهم فى بناء وطننا وتأمين مستقبل أبنائنا، ليجدوا عيشا كريما وحياة طيبة، أدعوكم فى هذه الليلة المباركة أن نجعل من العمل الصالح هدفا أسمى نسعى جميعا لتحقيقه، راجين رحمة الله وخير الثواب فى الدنيا والآخرة.