سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الصادق المهدى: عندما تحدثنا مع مرسى وقيادات الجماعة تأكدنا أنه مرؤوس لخيرت الشاطر .. رئيس الوزراء الأسبق: قلت ل«السيسى» نحن ضحايا الإخوان فى السودان ونناشدك العفو عن «مرسى» وقيادات الجماعة
كشف الصادق المهدى رئيس وزراء السودان الأسبق والمفكر البارز تفاصيل الخطاب الذى بعثه للرئيس عبدالفتاح السيسى طالبه فيه بالعفو الرئاسى عن محمد مرسى وقيادات الجماعة، مؤكداً له أننا ضحايا الإخوان فى السودان. جانب من الحوار وأكد الصادق المهدى أنه عندما تفاوضنا مع محمد مرسى بعد أن أصدر الإعلان الدستورى فى نوفمبر 2012 اكتشفنا أن المصريين انتخبوا مرؤوساً لخيرت الشاطر، حيث عندما ذهبنا إلى المقطم جلس معنا محمد بديع المرشد العام، ثم تركنا نجلس مع خيرت الشاطر نائب المرشد، لإقناعه بإلغاء الإعلان الدستورى فقال لنا الرئيس لا يوافق. وقال الصادق المهدى فى حوار ل«اليوم السابع» إن الحكومة السودانية تواطأت لاغتيال الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى منتصف التسعينيات، ومبارك رد بالحسم فى حلايب وفيما يلى نص الحوار. لماذا طلبت التراجع عن توقيف البشير بعد قرار المحكمة العليا فى جوهانسبرج؟ - أنا أؤيد المحكمة الجنائية الدولية منذ تكوينها، وأعتقد أنها ضرورية لحماية الشعوب من بطش الحكام، وكذلك أنا مع استقلال القضاء، لأننى أعتقد أن استقلال القضاء مهم جدًا للمحافظة على العدالة، وأنا قلت فى رسالة وجهتها للقادة الأفارقة المجتمعين فى جوهانسبرج إن الاتهام ضد البشير قائم، وحق المحكمة قائم، ولكن ما سيحدث للسودان إذا تم إلقاء القبض على البشير فى جنوب أفريقيا سلسلة تفاعلات كبيرة من الممكن أن تأتى بضرر على السودان. هل تقصد أنك أردت استغلال ما جرى للحصول على مكاسب للعملية الديمقراطية فى السودان؟ - أنا مشغول بأن السودان الآن مختطف من فئة ذات مرجعية إخوانية، وفُرضت عليه أمور خطيرة جدًا، وهذه فرصة لنتخلص من هؤلاء المختطفين عبر قرار من مجلس الأمن، ولابد أن يتضمن القرار أشياء أخرى من الممكن أن يستفيد منها الشعب السودانى، وهو أن أنه مادام السودان يحكم بهذه الحكومة فلا يحق لنا أن نطالب بإعفاء الدين الذى بلغ 48 مليار دولار، لكن قرار مجلس الأمن من الممكن أن ينص على رفع الدين على كاهل الشعب السودانى إذا حدثت الإجراءات السابقة فى السودان، بالإضافة إلى أن هناك عقوبات تبلغ 745 مليون دولار تقع على السودان سنويًا، وهذه أيضًا يمكن أن ترفع وتفرج عن الإعانات المجمدة منذ 15 عامًا من الاتحاد الأوربى، والتى تبلغ 350 مليون دولار. أين المعارضة فى السودان؟ - هناك معارضة قوية فى السودان، وهذه المعارضة تجد أن هيبة رأس الدولة والقيادة المحيطة به نقصت كثيرًا، وأعتقد أن المعارضة فى السودان حققت ضد النظام مكاسب بالقوة الناعمة، مثل أنها قاطعت الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وظهر فى هذه الانتخابات أن الحكومة معزولة، كما تمكنت من إبراز أن رأس الدولة ملاحق وسيلاحق بواسطة المحكمة الجنائية الدولية، وبواسطة كل بلد به قضاء مستقل، ونتيجة ما حدث فإن الروح المعنوية للمعارضة التى تريد وضعًا جديدًا ونظامًا جديدًا فى السودان قد ارتفعت جدًا. بعد نجاح الرئيس البشير فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة بدأت المعارضة السودانية تتحدث عن إعادة إنتاج المسار الاحتجاجى المصرى ضد الرئيس الأسبق حسنى مبارك.. كيف ترى هذا الأمر؟ - إذا استمر النظام فى مكابرته، فهناك معارضة عريضة للغاية بدأت فى ترتيب نفسها لكى تتوحد بصورة كاملة، ثم تخرج إلى الشارع باعتصامات واحتجاجات وأعمال من هذا النوع إلى أن تحدث فى البلاد انتفاضة كما حدث فى السودان مرتين من قبل، وهذا وارد، والمعارضة تحضر نفسها لهذا، وبالفعل هناك كثير من الاعتصامات والإضرابات فى مناطق مختلفة من السودان، ومن المتوقع أن تتراكم حتى تبلغ كتلة حرجة، ووقتها ستحدث الانتفاضة، مثلما حدث فى مصر، والخيار الآخر هو الحوار الذى كان يمتنع عنه النظام، وكان يقول «نحن جئنا بالقوة ولن تزحزحنا إلا القوة»، لكن منذ يناير 2014 أعلن رئيس حزب المؤتمر الوطنى الحاكم ما أسماه «الوثب» لحوار، وبالفعل بدأ الحوار، لكنه انتكس مرتين، وبات السؤال الآن هو: هل يمكن لحوار جديد أن يستأنف؟، وأنا أقول نعم، لكن بضوابط وليس كالحوار الأول الذى لم تكن له أى ضوابط. ما الضوابط؟ - لكى يسترد النظام شيئًا من الثقة بعد أن فقد كل الثقة، فلابد أن يعلن أشياء محددة، أولها وقف إطلاق النار فى المواجهات الحربية القائمة، وثانيها إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وثالثها إعلان كفالة الحريات العامة، ورابعها حرية التحرك فى الأنشطة الإغاثية، وخامسها الموافقة على حوار بضوابط جديدة، فإذا أعلن هذه الأشياء من جانبه فنحن نرى أن ينعقد مجلس السلم والأمن الأفريقى لكى يقرر آلية جديدة للحوار السودانى، بأن يدعم مساعى المفوضية العليا التى يرأسها رئيس جنوب أفريقيا السابق، وأن يمنحها مزيدًا من الصلاحيات لكى تستطيع أن تتوسط فى الشأن السودانى، وأن يعلن مجلس السلم الأمن الأفريقى أن للحوار السودانى أهدافًا وليس مجرد كلام لتضييع الوقت، وهذه الأهداف هى سلام عادل شامل، وتحول ديمقراطى كامل، ويعلن المجلس أنه إذا تحققت هذه الأهداف فإنه من الممكن أن يطلب من مجلس الأمن تعليق ملاحقة الرئيس البشير، ويطلب من مجلس الأمن أيضًا إعفاء الدين العام السودانى، ورفع العقوبات على السودان، ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. كيف يمكن لمشروع كهذا أن يعبر عن رأى الشعب كله؟ - الآن توجد فى السودان مجموعة من التجمعات، مثل قوى الإجماع الوطنى، وقوى الغد، وهناك منشقون عن المؤتمر الوطنى، وهناك تكوينات شبابية، مثل: شرارة، والتغيير الآن، و6 إبريل، وتمرد، ونحن بصدد أن نعقد مؤتمرًا لكل هؤلاء لكى يتفقوا على مظلة تنسق عملهم، وميثاق يحدد المستقبل، وماذا نريد، وخريطة طريق إلى هذا المستقبل بما فى ذلك المذكرة التى يمكن أن ترفع إلى مجلس الأمن عن طريق مجلس السلم والأمن الأفريقى. ألا تخشى من تكرار إخفاقات الربيع العربى فى السودان حال سقوط النظام؟ - أنا من الذين أيدوا الربيع العربى، والإخفاقات التى حدثت كلها كانت نتيجة طول فترة الديكتاتورية، لأن طول عمر الديكتاتورية أوقف التطور السياسى، لذلك عندما حدثت الانتفاضات أزالت الرأس، لكنها لم تكن مستعدة لوضع بديل، مما فتح المجال لما حدث من إخفاقات، والتى أرى أنها مؤقتة، ولابد أن يأتى اليوم الذى ستتحقق فيه أهداف الربيع العربى مهما كانت الانتكاسات والعثرات. ألا تخشى من سيطرة قوى الإسلام السياسى على المشهد فى السودان حال سقوط نظام البشير، كما جرى فى بلدان الربيع العربى؟ - أنا أرفض كلمة الإسلام السياسى، وأرى أن نستبدل بها «سياسة الإسلاميين»، لأن الإسلام له قدسيته، ومن الممكن أن يدعى أى شخص أنه يمثل الإسلام، لكن ما يقوله لابد أن ينسب إليه ولا ينسب إلى الإسلام. ما وجه الشبه بين تجربة الإخوان فى السودان وتجربتهم فى مصر؟ - التجربة السودانية فاشلة، وأعطت الإسلام السياسى اسمًا سيئًا، وفى رأيى أن التجربة السودانية من الممكن أن تكون هى أحد الأسباب التى أفشلت التجربة المصرية، فمثلًا ضمن الأسباب التى أفشلت التجربة المصرية هى فكرة التمكين، والتى بدورها دمرت الدولة الحديثة فى السودان، وفى مصر أنا أرى أن الإخوان منذ فترة طويلة طغى عليها التفكير القطبى، وهو الذى أتى بالتمكين. ما قصة المفاوضات التى قمتم بها مع الرئيس المعزول محمد مرسى؟ - أنا أترأس منتدى الوسطية العالمى، وعندما ظهر لنا أن النظام فى مصر يتجه لمعالم تشبه التجربة السودانية، جئنا وقابلنا قيادة الإخوان والرئيس الأسبق محمد مرسى، وقلنا له إن الذى تذهب إليه الآن عبر الإعلان الدستورى فى نوفمبر 2012 هو نفس ما ذهبت إليه القيادة فى السودان من قبل، وقلنا له أيضًا إنكم اخطأتم لأنكم قلتم شيئًا ونفذتم عكسه، فمثلًا قلتم إنكم لن ترشحوا أكثر من %30 فى البرلمان، ونافستم على كل المقاعد، وقلتم إنكم لن ترشحوا أحدًا لرئاسة الجمهورية ورشحتم، وهذا خلق طعنًا فى مصداقيتكم، بالإضافة إلى أنكم وعدتم القوى السياسية فى «فيرمونت» ب6 أشياء، وعندما وصلتم إلى السلطة لم تنفذوا شيئًا واحدًا منها. ماذا حدث بعد ذلك؟ - عندما عرضنا أفكارنا على جبهة الإنقاذ، وكنا نتواصل وقتها مع عمرو موسى ومحمد البرادعى، وأبدوا وقتها موافقتهم على أفكارنا، وعندما عرضناها على محمد مرسى قال إن هذه أفكار تصلح لندرسها، لكن عندما ذهبنا إلى المقطم جلس معنا محمد بديع، المرشد العام، ثم تركنا نجلس مع خيرت الشاطر، نائب المرشد، الذى قال لنا: «الرئيس لا يوافق»، وهذا يعنى أنهم هم من يقررون له، يوافق أم لا، وهذا أعطى انطباعًا أن المصريين انتخبوا رئيسًا مرؤوسًا من خيرت الشاطر. هل كانت تلك آخر محاولة للتواصل مع الإخوان قبل 30 يونيو؟ - نعم كانت آخر محاولة، وكنا نتوقع الرفض، وبعد ذلك ظهرت تمرد والحركة الشعبية، وانطلقت فى اتجاه إسقاط النظام. تحدثت عن إدماج من تسميهم ب«الإسلاميين المعتدلين» فى العملية السياسية، لكن مثلًا محمد سليم العوا وهو أحد الذين يتم إدراجهم ضمن هذه الفئة كان أحد المساهمين فى «دسترة» القمع بالسودان.. أليس كذلك؟ - محمد سليم العوا قالى لى شخصيًا إنه سأل الدكتور حسن الترابى وقال له: «هل أعدمتم 28 ضابطًا بقرار سياسى وبدون محاكمة لأنهم حاولوا الانقلاب؟»، فقال له الترابى: «فعلنا ذلك لعدم تكراره»، فقال له العوا مرة أخرى: «هل يعنى ذلك أنكم قررتم أن تعدموا هؤلاء الضباط دون محاكمة عادلة لأسباب سياسة؟»، فقال له الترابى نعم، فرد عليه العوا قائلًا: «هذا فراق بينى وبينكم»، وهذا نصًا ما قاله لى العوا. هل أحكام الإعدام تساهم فى تعقيد الوضع أم تحله؟ - لدينا تجربة إعدام سيد قطب، فهو لم كان يمثل التيار الغالب الإخوانى، بل كان متهمًا داخل الصف الإخوانى، ولكن بعد إعدامه صار لفكر سيد قطب قوة معنوية هائلة، وصار شهيدًا، وهذا حدث لكل الذين قتلوا فى التاريخ لأسباب سياسية أو فكرية، فمثلًا لدينا الإمام الحسين، الإعدام لن ينهى القضية من الناحية الفكرية. ما قصة الخطاب الذى بعثته إلى الرئيس السيسى؟ - أنا كتبت ما سميته خطابًا مفتوحًا للرئيس عبدالفتاح السيسى، وقلت فيه نحن ضحايا الإخوان فى السودان، ولكن يهمنا ما يحدث فى مصر، وأنا لا أتدخل فى استقلال القضاء، فالقضاء يقرر ما يشاء، ولكن فى كل دستور يعطى رأس الدولة فرصة لأن يراجع بمنطلقات مختلفة عن المساءلات، فالعدالة أنواع، فهناك عدالة اجتماعية، وعدالة جنائية، وعدالة عقابية، وعدالة استباقية، لذلك ناشدته أن يستخدم صلاحياته الدستورية ليعفو عن هؤلاء محمد مرسى وقيادات الجماعة، وهذا يترك مجالًا لأمثالنا كى يتحركوا فى مجال الضغط على كل من يرفعون الشعار الإسلامى لمراجعة الموقف، للتمييز بين التكفيريين والإقصائيين، وبين الذين يقبلون التعامل مع العصر الحديث. هل جاءك رد على هذه الرسالة؟ - لم تأتنى ردود على الرسالة، لكنّ هناك أناسًا غضبوا واعتبروا ما جرى تدخلًا فى الشأن المصرى، وأنا قلت أنا لا أتدخل فى الشأن المصرى، ولكن أتدخل فى شأن الأمة كلها، ورغم أن مصر لها سيادة، والسودان لها سيادة، فإن هناك أشياء تربطنا. ما تعليقك على قضية حلايب وشلاتين، والجدل الدائر حولها؟ - لا يوجد سودانى يقول إن حلايب وشلاتين مصرية، ولا يوجد مصرى يقول إن حلايب وشلاتين سودانية، إذًا الموضوع به خلاف، وبين السودان وجيرانه كثير من الخلافات، وهذه الأمور لابد أن تترك حتى تأتى ظروف بها توافق بين البلدين، كى ينظر فى هذا الموضوع، وهناك أكثر من حل، ولكن للأسف تثار هذه الأمور عندما تتعكر العلاقات بين البلدين. هل استخدم الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك هذه القضية؟ - الحكومة السودانية تواطأت فى عملية اغتيال حسنى مبارك فى التسعينيات فى أديس أبابا، وهناك دلائل، وكان هناك رأى فى مصر أن نؤدب النظام السودانى، ولكن مبارك رأى غير ذلك، وأن يحسم المسألة فى حلايب وشلاتين، والنظام السودانى لأنه شعر بالذنب فسكت، لأن النظام السودانى كان يتوقع أن تكون هناك ردود فعل قاسية جدًا، ولكن الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك تصرف مع هذا الموضوع بحكمة، بدلًا من أن يقوم بعمل حملة تهديد على السودان، فضغط من خلال حلايب وشلاتين، وفى رأيى هذا الموضوع له ألف حل. وهل وعد محمد مرسى فعلًا بالتخلى عن حلايب شلاتين؟ - كانت مجرد بروباجندا إعلامية، فعندما زار مرسى السودان قابل هناك موسى محمد أحمد، وهو زعيم جبهة الشرق السودانى، والتى تقع حلايب وشلاتين ضمن قاعدتها، وما حدث أن موسى محمد أحمد طلب من محمد مرسى أن يرجع بالوضع فى حلايب وشلاتين إلى ما قبل الإجراءات التى اتخذها مبارك، وأنا فى رأيى أن محمد مرسى لم يلتزم بأى شىء، ولكن موسى محمد أحمد خرج للإعلام وقال أنا طلبت منه ذلك، ومرسى له خصوم كثيرون فاعتبروا هذا الكلام التزامًا منه، ولم يكن هناك تباحث حول هذا الموضوع، فالحكومتان قررتا ألا تناقشا هذا الموضوع لحساسيته، وعندما يثار هذا الموضوع يكون محاولة لإثارة القلاقل فى العلاقات بين البلدين. وما تعليقك على مباحثات سد النهضة؟ - أنا عبت على السودان ومصر أننا عندما اقتسمنا مياة نهر النيل غيبنا دول المنبع فى عام 1959، فلا شىء يجمع بين الهضبة الإثيوبية والهضبة الاستوائية سوى موقف مضاد لنا فى السودان ومصر، ونحن من أعطيناهم السبب لكى يكونوا هذا الموقف ضدنا، وهذا خلّف حربًا باردة فى حوض النيل، فإثيوبيا كانت لديها شكوى فى أنها دولة لديها مصدر رئيسى لمياه النيل، ونحن - مصر والسودان - نغيبها فى قضايا النيل، وأدركوا أن نقطة المصلحة لهم فى التنمية بالنيل هى إنتاج الكهرباء، لأن النيل ينبع من منطقة جبلية، وهذا منطق، وسد النهضة به فوائد وأضرار، وبالنسبة لنا فى السودان فوائده مثل السد العالى فى مصر، ولكن من أضراره أن إثيوبيا ستقوم بتخزين المياه فى البحيرة بطريقة تؤثر على تدفق المياه شمالًا، وهذا سيؤثر على حصة مصر والسودان، وسيجعل إثيوبيا مكانًا لتخزين مياه النيل، وهذا سيؤثر حال وجود أى خلافات سياسية. وما الحل؟ - هناك ضرورة لبناء السد، ولكن على الدول المعنية أن تتفق على ثلاثة أمور، الأول ألا تؤدى سرعة تخزين المياه فى البحيرة إلى التأثير على حصة مصر والسودان فى مياه نهر النيل، وثانيًا أن تدخل فى إدارة السد مصر والسودان وإثيوبيا، بحيث تكون إدارة مشتركة فى السد، وثالثًا الاتفاق على تحييد موضوع سد النهضة عن أى خلافات سياسية، ويتم وضع هذا الاتفاق فى مجلس الأمن، بألا يسمح باستخدام مياه النيل كسلاح سياسى، وأنا أجد أن هذا ممكن، لأن إثيوبيا تعلم أن أى نوع من العمل السياسى فى مياه نهر النيل سيأتى بأضرار كبيرة عليها، وهى لا تريد أن تثير مشاكل. هل ترى أن استخدام الطرق غير المشروعة مع دول المنبع هو ما أثار المشكلة مع دول المصب وإثيوبيا بالتحديد؟ - نعم، فلو تذكر الاجتماع الذى نظمه محمد مرسى مع القوى السياسية، وكان على الهواء مباشرة، وتحدثوا بطريقة كان بها تدخل فى شؤون إثيوبيا، وهذا خلق مناخًا سيئًا، فلا بد من الاعتراف بأن هناك مصالح مشتركة، فلو اتفقنا على حل أزمة سد النهضة ستزيد مياه النيل، لأن هناك إمكانية لزيادة 20 مليار متر مكعب من المياه، ولكن هذا يحتاج إلى اتفاق. ما الذى يمنعك من العودة للسودان؟ - هناك من يعتقد أننى لا أريد أن أعود إلى السودان لاحتمال الاعتقال، رغم أن الاعتقال بالنسبة للذين يعملون فى مجال السياسة هو رأس مال سياسى، لكننى لم أعد لأننا عندما أبرمنا إعلان باريس اعتبرته بداية، ويحتاج إلى تكملة الصورة، وإذا عدت لسودان قد أمنع من الخروج، والنقطة الثانية أننى رئيس منتدى الوسطية العالمى، ولدينا مشروع توفيق بين جميع الفئات، وعقدنا حتى الآن العديد من اللقاءات والمؤتمرات، وثالثًا أنا عضو فى نادى مدريد، وأنا منهم، أنا قلت لهم إن هناك خطرًا إرهابيًا قادمًا. هل كان وجودك بالقاهرة سببا فى توتر العلاقات بين مصر والسودان؟ - لا أعتقد، لأن السودانيين فى مصر موجودون بأعداد كبيرة، وكثير منهم لاجئون من البطش السودانى، وأعتقد أيضا أن هناك مصريين لاجئون فى السودان من جماعة الإخوان، لأنه لا يمكن أن ينكر النظام أن أصله إخوانى، وعلاقته مع الحركة الإخوانية العالمية قائمة. ولكن عمر البشير الرئيس السودانى أنكر ذلك؟ - الحركة الإخوانية هى حركة دولية، فهناك إخوان فى الحكومة السودانية، وهناك تواجد إخوانى فى السودان بوجه عام، وعدد من الإخوان الذين تم إلقاء القبض عليهم فى الحدود كانوا متجهين إلى السودان. أنا وجودى فى مصر مؤقت، وأنا أدخلت فى إعلان باريس لضرورة أن يكون لمصر دور فى الشأن السودانى، مثلما يكون هناك دور لدول الجوار الأخرى، وأن يكون للجماعة العربية دور فى الشأن السودانى مثل دور الاتحاد الأفريقى، لأنه كان هناك إحساس لدى كثير من السودانيين خصوصا الحركات المسلحة أن العرب يقفون ضدهم، ولكن العرب لا يقفون ضدهم، وقبلوا ذلك فى إعلان باريس. هل وصلت لكم معلومات بشأن وجود خلاف أو أزمة بين مصر والسودان بسبب تواجدكم فى مصر؟ - لا أعلم ولكن بالتأكيد هناك حديث حول ذلك، وأنا شخصيا أتحرك بعقل، ولن أجعل من مصر منبرا لعمل هجومى على النظام السودانى.