تحدثت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية عن التقارب الروسى السعودى، وقالت إن كلا البلدين وهما من كبرى الدول المنتجة للنفط قد حققا إنجازا على ما يبدو الشهر الماضى فى علاقاتهما التى عادة ما اتسمت بالعدائية، وذلك بعد توقيعهما عدة اتفاقيات تعاون. إلا أن السياسة الخارجية غير المتوافقة لكل من الرياضوموسكو قد تبرد هذا الدفء الجديد. وتشير الصحيفة إلى أن عمل السعودية وروسيا معا يمكن أن يهمين على الأسواق العالمية للنفط. وهذا الأمر لم يحدث حتى الآن بسبب الخلافات التى يبدو أنها غير قابلة للحل بينهما، وأيضا بسبب العلاقات السعودية الأمريكية على وجه التحديد. إلا أن كل الابتسامات والاتفاقيات التى تم التوصل إليها الشهر الماضى فى لقاء الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وولى ولى العهد السعودى محمد بن سلمان والذى يشغل أيضا منصب وزير الدفاع، جعلت البعض يقول إن تلك الدولتين العملاقتين فى مجال الطاقة، وبسبب الأزمة الجيوسياسية ربما تراهنان على علاقات أوثق بينهما. ويرى بعض الخبراء علامات على شراكة ثنائية، سببها تغير الرياح العالمية، حيث تساعد الأموال السعودية موسكو على مواجهة العقوبات الغربية، فى مقابل مساعدة الأسلحة الروسية والخبرة الهندسية والدعم الدبلوماسى للسعودية لوقف اعتماد بلاده على الولاياتالمتحدة التى أصبحت غير متعاونة بشكل متزايد. غير أن آخرين يقولون إنه فى حين أن هناك تغييرا يحدث بالتأكيد، إلا أن التواصل بين البلدين تكتيكى تماما، وله هدف محدد من كلا الجانبين. حيث لا يزال هناك خلافات واسعة قائمة، لاسيما ما يتعلق ببعض القضايا الهامة مثل تغيير النظام فى سوريا والموقف من الاتفاق النووى مع إيران. وتقول إيرينا زيفاجلسكايا، الخبيرة فى شئون الشرق الأوسط فى المعهد الوطنى للدراسات الشرقية فى موسكو، إن العلاقات بين روسيا والسعودية فى الماضى كانت سيئة للغاية، ومن ثم فإن أى تحرك جديد سيلفت الانتباه، غير أنها قالت إنها لا تريد المبالغة فى هذا، فالجميع يتنافسون على وضع أفضل، ويسعون لأكبر قدر من المزايا، لكن لا توجد تغييرات جذرية تحدث.