وافق المجلس العام لمنظمة التجارة العالمية بالإجماع على الطلب الذى تقدمت به مصر، باسم المجموعة العربية، للسماح لسوريا ببدء مفاوضات الانضمام لعضوية المنظمة. وقال السفير هشام بدر مندوب مصر الدائم لدى الأممالمتحدة بجنيف إن ذلك يمثل دفعة كبيرة لمسعى سوريا بالانضمام لعضوية المنظمة الذى ظل مجمداً لتسع سنوات، منذ أن تقدمت سوريا فى عام 2001 بأول طلب للانضمام، مضيفا أن سوريا كانت قد عبرت للمنظمة فى أوائل العام الجارى عن رغبتها تجديد طلب الانضمام، لكن هذه الرغبة لاقت تحفظات على مجرد مناقشتها رسمياً من قبل المنظمة بسبب اعتراض إسرائيل المبدئى على ذلك، ومن ثم قامت مصر باستخدام حقها فى التقدم بطلب رسمى لإدراج المسعى السورى على جدول أعمال المجلس العام لمناقشته بشكل صريح ومفتوح، وأجرت تحركات دبلوماسية مكثفة وسريعة مع الدول الأعضاء بالمنظمة لبناء توافق عام مؤيد لذلك الأمر الذى وضع الجانب الإسرائيلى فى موقف العزلة التامة داخل المنظمة. وأوضح بدر أن مصر تمسكت خلال مساعيها الدبلوماسية بموقف مبدئى يرفض أى تناول سياسى للمسعى السورى من جانب إسرائيل أو غيرها ، كما شددت خلال الاتصالات الدبلوماسية التى أجرتها على ضرورة إفساح المجال لمناقشة هذا المسعى، ومسعى أية دولة راغبة فى الانضمام استناداً إلى الاعتبارات التجارية والاقتصادية وحدها وفقاً لقواعد المنظمة ، وأبدت عزمها مواجهة أى انتهاك محتمل لهذه القواعد مع الاستعداد لمناقشة ما قد تطرحه أية دولة من استفسارات ذات صلة بالطلب السورى خلال الاجتماع شريطة انحصارها فى الاطار التجارى والاقتصادى حسب اختصاص المنظمة، مشيرا إلى أن ذلك الطرح كان حاسماً فى جذب تأييد كافة الدول الأعضاء بالمنظمة وحشدها وراء البيان الذى ألقاه وفد مصر أمام اجتماع المنظمة، واستعرض فيه الخطوات التى اتخذتها الحكومة السورية من أجل التأهل للانضمام للمنظمة. واعتبر السفير هشام بدر أن قرار المجلس العام بتشكيل مجموعة عمل لتسيير مفاوضات الانضمام يمثل حسب قواعد المنظمة خطوة إيجابية فى الطريق الصحيح لانضمام سوريا، كما من شأنها تشجيع الدول العربية الأخرى الراغبة فى الانضمام للمنظمة نحو التقدم لذلك من أجل الاستفادة من مزايا العضوية والاندماج فى النظام التجارى متعدد الأطراف.