فى غفلة من الزمن وصلت جماعة الإخوان الإرهابية لسدة الحكم فى مصر، فأفتى شيخهم محمد عبدالمقصود (بحُرمة) الاعتداء على رجال الشرطة والجيش، فهم وكما قال يقومون بدور عظيم للحفاظ على الأمن وعلى الوطن ومقدراته، وعندما خرج عليهم شعب مصر بعد عام كئيب من حكمهم له، أفتى نفس الشيخ (بضرورة) قتل رجال الشرطة والجيش وحرقهم داخل بيوتهم، وليس هذا بجديد على هذه الجماعة. فالقراءة المتأنية لكُتب أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، وما كتبوه فى مذكراتهم وخطوه بأقلامهم، تجعل المرء يشعر بالأسى والحزن من أمر هؤلاء الذين اختاروا حرق مصر وقتل شعبها، بل يشعر المتابع لهم بالقرف والغثيان من هول كذبهم، وتلوٌن مواقفهم فهم يتلونون كالحرباء، كل يوم بألف وجه، الكذب، والقتل عندهم عادة وعبادة، وعلى سبيل المثال لا الحصر: فقد أنكروا جرائم القتل التى ارتكبوها فى الاربعينات والخمسينات من القرن الماضى، ثم عادوا واعترفوا بها، بل واعتبروا القتل بطولة يُثاب عليها القاتل من ربه وخالقه !!!وهاهى مذكرات القرضاوى، ومحمود الصباغ ،وعبدالعزيز كامل ومحمود عبدالحليم ،، وغيرهم تحكى بالتفاصيل والأسماء والتواريخ جرائمهم البشعة، كذبوا وكذبوا وظلوا لعشرات السنين ينكرون وجود التنظيم الخاص المسلح الذى ارتكب كل هذه الجرائم، ولما انكشف أمرهم اعترفوا بوجوده بل ووصل الأمر إلى حد قول الهضيبى ( نحن نتقرب إلى الله بأعمال التنظيم الخاص ) !!! القتل كما الكذب عند جماعة الإخوان الإرهابية وسائل للتقرب إلى الله ومن ضرورات التوحيد والإيمان والإسلام، لقد أنكروا محاولتهم اغتيال جمال عبدالناصر فى المنشية عام 1954 ( وللأسف كنا نصدقهم ) لكن الإخوانى محمود عبداللطيف الذى اشترك فى المحاولة اعترف بشروعهم فى قتل عبدالناصر، وبلغت الدهشة منتهاها عندما أكد فريد عبدالخالق (وهو من المؤسسين وصديق حسن البنا ) أكد فى حديثه للإخوانى أحمد منصور بقناة الجزيرة ( أن الإخوان سعوا لاغتيال جمال عبدالناصر )، وفى كتابه (التنظيم السرى لجماعة الإخوان المسلمين ) يروى على عشماوى قائد التنظيم الخاص فى الستينيات وأحد المقبوض عليهم فى تنظيم سيد قطب عام 1965 يروى كيف حشد الإخوان الحشود والأموال والسلاح لقتل جمال عبدالناصر ومعاونيه، وحرق مصر، وتفجير الكبارى، ونسف القناطر الخيرية ومحطة كهرباء الأميرية !!! هؤلاء هم الإخوان قومُ بليدى الإحساس، يحبون مشاهدة خصومهم وهم يغرقون فى الدماء، يسعدهم مناظر الأشلاء المتناثرة لكل من اختلفوا معهم فى الرأى، ألم يقولها سيد قطب: ( إن الطريق مفروشة بالجماجم والأشلاء، مُزينة بالدماء ) إنها نفسية خرجت عن الفطرة التى فطر الله الناس عليها، إنها نفسية قابيل الذى قتل أخيه وحرمه من حق الحياة، وحسبنا الله ونعم الوكيل.