حملت وزارة الخارجية وسائل الإعلام مسئولية الإخفاق فى التوصل إلى توافق مع دول حوض النيل بشأن المفوضية التى اقترحت مصر إنشائها، وقالت السفيرة منى عمر مساعدة وزير الخارجية للشئون الأفريقية إن وسائل الإعلام قد تلعب دورا سلبيا فى هذه المرحلة، مشيرة إلى بعض الكتابات والتحليلات التى تتحدث عن حرب مياه مقبلة، وقالت " إن مثل هذه الأحاديث يكون لها تأثير سلبى للغاية ليس فقط على الموقف التفاوضى لمصر ولكن على المصالح المصرية بشكل مباشر مع دول الحوض". موضحة أن طبيعة الأمور تجعل أى دولة ترصد أى موقف عدائى من دولة أخرى يجعلها أكثر تشددا فى مواقفها تجاه تلك الدولة. ونفت منى عمر أن تكون المفاوضات بين مصر ودول حوض النيل حول الاتفاقية الإطارية لحوض النيل عقب فشل الجولة الأخيرة فى شرم الشيخ وصلت إلى طريق مسدود، وقالت إن هذا الأمر غير صحيح بالمرة، لأنه من المعروف أن طبيعة التفاوض حول أى قضية قد تأخذ وقتا، مؤكدة على أن مصر ستستمر فى جهودها لتحقيق التوافق المطلوب بين دول الحوض حول الاتفاقية، وقالت "إننا لن نتوقف عن التفاوض وعن محاولة التوصل إلى توافق فى ضوء العلاقات التاريخية والأزلية التى تربط مصر بدول الحوض فنحن لن نستطيع التنصل منهم وهم كذلك لن يستطيعون التنصل من مصر". وشددت عمر على أن دائرة حوض النيل تمثل أولوية مطلقة للسياسة الخارجية المصرية، مؤكدة أن الاهتمام المصرى بتطوير العلاقات مع دول الحوض ليس وليد اللحظة حيث يمتد على مدار السنوات الماضية. وأشارت مساعد وزير الخارجية إلى أن مصر تعتمد فى علاقاتها الخارجية مع الدول على الحوار والتفاوض فى حل الخلافات أو اختلافات فى وجهات النظر تجاه أى قضية. وردا على سؤال حول الاتجاه الغالب لدى العديد من الدوائر الإعلامية بأن اسرائيل وراء خلافات مصر مع دول المنبع حول الاتفاقية الإطارية، قالت السفيرة منى عمر إن التواجد المصرى فى هذه الدول أكبر بكثير من أى دولة أخرى فى العالم من بينها إسرائيل، مضيفة "أن العديد من الجهات المصرية الرسمية لها تواجد كبير فى هذه الدول مثل وزارات الزراعة والرى والخارجية وغيرها، كما أن هناك العديد من رجال الأعمال المصريين الذين ينفذون مشروعات ضخمة فى هذه الدول فى مجالات البنية الأساسية مثل الطرق والنقل والمواصلات إضافة إلى مشروعات استثمارية فى مجالات الزراعة والرى". وشددت عمر على أنه لا توجد دولة فى العالم تقوم بتدريب كل هذا الكم من الكوادر الأفريقية مثلما تفعل مصر عن طريق خبرائها المتواجدين فى الدول الأفريقية أو عن طريق تدريب هذه الكوادر فى مصر، مؤكدة على ضرورة أن يثق المواطن المصرى فى أن أجهزة الدولة المصرية على رأسها وزارة الخارجية لن تتقاعس لحظة عن تحقيق كل ما يصب فى المصلحة المصرية خاصة فيما يتعلق بمسألة الأمن المائى.