خصصت صحيفة "واشنطن بوست" افتتاحيتها اليوم للحديث عن نتائج الانتخابات التركية التى وصفتها بالتاريخية، وقال إن تركيا رفضت فى تلك الانتخابات قبضة أردوغان على السلطة. هل يقبل أردوغان بهزيمته؟ واستهلت الصحيفة افتتاحيتها بكلمة صلاح الدين ديمرتاش، زعيم الحزب الشعبى الديمقراطى الكردى الذى يدخل البرلمان لأول مرة، والتى قال فيها إن النقاش حول الديكتاتورية قد انتهى، فقد تجنبت تركيا كارثة بشق الأنفس". واعتبرت الصحيفة أن فوز الحزب الكردى وتراجع الحزب الحاكم العدالة والتنمية يمثلان رفضا حاسما لمساعى أردوغان لتعزيز سلطته الاستبدادية، لكنها قالت إنه يبقى أن نرى ما إذا كان الرجل الذى هيمن على السياسات التركية طوال السنوات العشر الماضية سيقبل هزيمته. وتابعت قائلة إن أردوغان الذى هاجم بنجاح الجيش والقضاء والإعلان مع تنامى طموحاته، كان يأمل أن تمنح الانتخابات البرلمانية لحزبه أغلبية مطلقة تسمح له بإعادة كتابة الدستور لتركيز مزيد من السلطات فى الرئاسة، وهى منصب شرفى أكثر فى تركيا. وتم انتخابه أردوغان له بعد ثلاث فترات قضاها فى رئاسة الحكومة. وقد أدى هذا إلى رد فعل غاضب بشكل كبير من ناخبى الطبقة الوسطى الأتراك، الذين خرجوا بنسبة كبيرة، حيث كانت نسبة الإقبال على التصويت 85% لدعم أحزاب المعارضة. وترى واشنطن بوست أن الاستجابة المنطقية لتلك الهزيمة ستكون إسقاط أردوغان لقبضته على السلطة والبحث عن سبل للتسوية مع المعارضة. ويمكن أن يشكل العدالة والتنمية حكومة ائتلافية تركز على إحياء الاقتصاد الذى تداعى فى العام الأخير بعد نمو قوى استمر 10 سنوات. ويمكن أن يحقق احتضان تاريخى للديمقراطية من قبل الأقلية الكردية بالإسراع فى إكمال التسوية السلمية مع المتمردين المسلحين. أردوغان قد يميل للمناورة لكن أردوغان قد يميل للمناورة. ولو لم يقم بتشكيل حكومة خلال 45 يوما، ولم تتحد المعارضة فى ائتلاف، فإن حزب الرئيس قد يدعو لانتخابات جديدة، وهو ما قد يمنح أردوغان الفرصة للفوز بأصوات الناخبين السابقين للعدالة والتنمية، ويتراجع الأكراد لأقل من نسبة 10% التى يحتاجونها لدخول البرلمان. وقال عدد من مسئولى الحزب لرويترز أمس إن المسار الأكثر احتمالا هو الإعداد لحملة انتخابية أخرى، وربما بعد فترة وجيزة من تشكيل حكومة أقلية. تركيا لا تتحمل عدم الاستقرار ورأت الصحيفة أن هذا يبدو وصفة لعدم استقرار مستمر فى بلد لا تستطيع تحمله حيث تتواجد على حدودها منطقة حرب تضم العراق وسوريا. ويمكن أن تفيد فترة الاضطراب فى النهاية تركيا لو كانت النتيجة هى تشويه الحكم الاستبدادى الذى يتم صناعته. لكن الأفضل أن يقبل أردوغان الآن بضرورة تغيير المسار.