ذكرت صحيفة نيويورك تايمز فى مقال للكاتب الأمريكى روجر كوهين، أن هناك تقدماً ملحوظاً فى مسار عملية السلام، وإن كان بطيئاً، يتمثل فى اقتراب التوصل إلى اتفاق بشأن عملية السلام وموافقة كلا الطرفين المعنيين؛ الفلسطينيين والإسرائيليين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات مجدداً للتوصل إلى صيغة يتفق عليها الطرفان، وقال كوهين إن هناك ثلاثة تطورات يصعب إغفالهما؛ الأول موقف الرئيس الأمريكى باراك أوباما، والثانى فياض، والثالث ما وصفه نائب وزير الخارجية الإسرائيلى، دانى أيالون ب"القرص المسمم المغطى بالسكر"، مشيراً إلى الوضع الإسرائيلى الحالى. وأشار الكاتب إلى أن أوباما أرسل الأسبوع الماضى، إلى زعيم السلطة الفلسطينية محمود عباس، خطاباً تحدث من خلاله عن التزامه القوى - الذى لم يسبق له مثيل - لسلام مبنى على حل الدولتين، وأكد أنه إذا قوضت إسرائيل الثقة بين الطرفين، فلن تقف الولاياتالمتحدة فى طريق إدانة الأممالمتحدة لذلك. ورغم أن الولاياتالمتحدة لم تعرف الأفعال التى تقوض الثقة، والتى وصفها كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات ب"المستفزة"، إلا أنها على ما يبدو ستفرض كلمتها هذه المرة؛ "أوقفوا البناء.. وأية أعمال استفزازية فى وقت زيارة المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط، جورج ميتشل". ورأت نيويورك تايمز، أن إعادة تقويم أوباما لدبلوماسية الشرق الأوسط، تشهد تحولاً كبيراً، من ناحية لأنه يتبنى نهجاً واقعياً، ولأنه يخشى على حياة الجنود الأمريكيين المنتشرين فى الدول الإسلامية، فإحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين يصب فى الأساس فى مصلحة الولاياتالمتحدةالأمريكية القومية، إذا فالحساب وليس الضمير على الرغم من وجود بعض منه هو ما يقود السياسة، على حد تعبير الكاتب. أما التغيير الحقيقى فى فلسطين الوليدة، فمتمثل فى رئيس الوزراء الفلسطينى سلام فياض، فهو "أهم ظاهرة فى الشرق الأوسط"، ففياض "مهووس" بإحلال الأمن، وبناء مؤسسات الدولة والاقتصاد، فهو يريد المستقبل، ويؤمن بأن عدم العنف هو السبيل الوحيد لتأمين ذلك، ورغم أنه يتلقى مساعدة من نظيره الإسرائيلى، نتانياهو فى مجال الاقتصاد، إلا أنه فى حاجة ماسة إلى المزيد، فى الوقت الذى يستمر التعاون الأمنى بينهما. ويستطيع فياض مع مرور الوقت طمأنة الإسرائيليين بأنهم سيحصلون على دولة آمنة يمكن الاعتماد عليها تقع على الحدود، ليست مثل "حصان طروادة" الإيرانى، وخلص الكاتب إلى أن بناء المؤسسة الفلسطينية أفضل رد على نهج إسرائيل المتبع.