أجمع عدد من الحقوقين على تضامنهم مع الدكتور يوسف زيدان ضد الدعوى التى ينوى المستشار نجيب جبرائيل محامى الكنيسة رفعها ضده بتهمة ازدراء الأديان، حيث اكد حافظ أبو سعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان أن المنظمة ستدافع عن زيدان بحكم القانون المصرى الذى يكفل حرية الرأى والتعبير، بصرف النظر عن ما يقال، وأضاف أبو سعدة أن زيدان أكاديمى وله الحق فى التفكير وإبداء الرأى ومناقشة كافة القضايا، لذلك يجب التعامل معه على هذا النحو، وليس التعامل على طريقة إرهاب الفكر وجرجرة المثقفين والمفكرين إلى المحاكم. وأكد أبو سعدة أنه لا يوجد معنى لما يسمى ازدراء المسيحية وإنما يوجد مخالفة للفكر والعقيدة، وتبقى جميعها فى ضوء حرية الرأى والتعبير التى يكفلها الدستور للجميع، وعن ازدراء الأديان قال أبو سعده إن المجتمع الدولى رفض هذا المصطلح وأكد أن هناك فرق بين ازدراء الاديان ونشر الكراهية وهذا ما يجب المحاسبة عليه، مؤكدا أن الحكومات يجب عليها معاقبة من ينشر الكراهية. وأضاف أبو سعدة أن هذه القضايا أصبحت سخيفة وحاولت المنظمات الحقوقية من قبل السيطرة عليها واستطاعت بالفعل أن تجعلها فى يد النائب العام فقط الذى نحاول بدورنا أن نجعله يحفظها. واتفق معه نجاد البرعى أمين عام المبادرة المصرية لحقوق الإنسان الذى قال إن كلام يوسف زيدان يعبر عن وجهة نظره ولا يمكن محاسبة إنسان على رأى مبنى على معرفة ودراسة وأبحاث، كما أنه لا يجوز تحت أى بند ازدراء الأديان أو إهانتها لكن فى الوقت نفسه مصادرة الرأى والفكر مرفوضة، وأضاف البرعى أنه يجب على جبرائيل التركيز أكثر فى قضايا حقوق الإنسان والاهتمام بها لأنه طوال الوقت يهتم بقضايا العقيدة والمسيحية. وأكد محمود قنديل عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان أن ما يحدث مع زيدان هو استمرار لملاحقة الكتاب والمثقفين أمام المحاكم مؤكدا أن هناك إشكالية كبيرة فى استخدام مادة ازدراء الاديان وهى مادة فضفاضة وتسمح لكل صاحب مصلحة شخصية فى استخدامها لمصلحته، وتستخدم دائما ضد المثقفين وأصحاب الفكر ويجب حذف هذه المادة من قانون العقوبات، مؤكدا أن ما قاله زيدان يدخل فى نطاق حرية الرأى والتعبير ولا يجوز بأى من الأشكال وضعه أمام المحاكم لأن الفكر مكانه على الورق ليس فى قاعات المحاكم لذا يجب على كل من يختلف مع زيدان موجهته بالفكر وليس برفع القضايا. الجدير بالذكر أن المستشار "نجيب جبرائيل" محامى الكنيسة المصرية، قد صرح لليوم السابع، بأنه سيتقدم ببلاغ للنائب العام يوم الاثنين المقبل الموافق 26 من الشهر الجارى، يتهم فيها زيدان بالإساءة للدين المسيحى، فى ندوته التى عقدتها اليوم السابع ونشرتها فى العدد الأسبوعى للجريدة الصادر بتاريخ 20 أبريل الحالى، وصرح خلال الندوة أن العصور التى سبقت مجىء "عمرو بن العاص" كانت أكثر ظلاما وقسوة على المسيحيين، وأن ما يلقنونه للأطفال فى مدارس الأحد ويحشون به أدمغة القاصرين ما هو إلا أوهاما وضلالات تجعلهم فى عزلة عن المجتمع، لهذا يسهل على الكنيسة استخدامهم سياسيا، كما أوضح "زيدان" أن التأثر بالأساطير هو الذى جعل المسيحيين يعتقدون أن الله هبط لينقذ البشرية فى الأرض.