طلاب الدبلومة الأمريكية فى مصر يستغيثون لحماية حقوقهم.. مافيا تسريب امتحانات ال"سات" تتسبب فى تأخير النتائج وتقليل محاولات دخول الامتحان.. وأستاذة: فرق التوقيت بين القاهرة وواشنطن يعمق الأزمة

يواجه طلاب الدبلومة الأمريكية فى مصر، العديد من التحديات، بسبب انتشار مافيا تسريب امتحانات الدبلومة الأمريكية (السات)، التى يُرْسَم على أساسها مستقبل هؤلاء الطلاب.
ينص قانون هيئة college board الأمريكية، أن يخوض طلاب الدبلومة الأمريكية على مستوى دول العالم 6 محاولات لامتحانات "سات 1" و"سات 2"، إلا أن تسريب هذه الامتحانات من عدد من الأساتذة فى مصر والسعودية فى مايو 2013، تسبب فى معاقبة الطلاب الدارسين فى كلا الدولتين، من قِبَل الهيئة، بتخفيض عدد محاولات دخول الامتحانات ل4 محاولات فقط، بعد بلاغ للهيئة وتحقيقات أجرتها بمعرفتها.
وقلصت هيئة college board دخول الامتحان إلا فى محاولتين فى نوفمبر ويونيو، إذ كان هناك اختيار للطلاب فى دخول امتحان "سات 1" وهو الامتحان الأساسى للكليات الأدبية، و"سات 2"، الذى يمثل التخصص للمواد العلمية قبل ذلك لكل المحاولات، إذ ينقسم مجموع طلاب الدبلومة الأمريكية عند دخولهم الجامعات لجزئين هما: درجات المدرسة، وامتحان السات الذى يخوضه الطلاب.
حالة من القلق والتشتت تسود طلاب الدبلومة الأمريكية
وتسود حالة من القلق الشديد، وعدم القدرة على الوقوف على أرض صلبة من حيث تحديد الأولويات، ورسم ملامح المستقبل، وسط مجتمع طلاب الدبلومة الأمريكية فى مصر، فقد بدأ الطلاب فى تنظيم فعاليات لوقفات احتجاجية للمطالبة بحقوقهم المهدرة بسبب مافيا تسريب الامتحانات حسب تأكيدهم.
ووجه عدد من طلاب وطالبات الدبلومة الأمريكية فى مصر استغاثة عاجلة لوزير التعليم العالى، لمطالبته بالتدخل لحل الأزمة باعتباره المسئول الأول عن مستقبل أى طالب يقع فى دائرة مسئوليته الوزارية.
طلاب الدبلومة: ما ذنبنا فى هذه الأزمة التى يرعاها الأساتذة؟
وقالت الطالبة مروة مجدى، إحدى طالبات الدبلومة الأمريكية فى مصر، إنهم لا يعلمون ما ذنبهم فى هذه الأزمة التى يرعاها مجموعة من المدرسين المصريين، الذين من المفترض أن يكون عليهم رقيب من وزارتى التربية والتعليم، والتعليم العالى، باعتبارهما المسئولتين عن كل طلاب مصر.
وأضافت مروة مجدى ل"اليوم السابع"، أن طلاب الدبلومة الأمريكية فى مصر يعانون من ظلم بين من مسئولى التعليم، مطالبة بزيادة نسبة قبولهم بالجامعات الحكومية، التى لازالت 5% رغم أن عددهم فى زيادة مستمرة، كما طالبت بتقليل درجات قبلوهم بالجامعات الخاصة من 1320 إلى 1200 حفاظا على مستقبلهم.
فرق التوقيت بين مصر وأمريكا من أسباب تسريب الامتحان
فيما علقت الدكتورة يسرا الديب، نائبة مدير مدرسة الإبداع الدولية (القسم الأمريكى)، على الأزمة التى يمر بها طلاب وطالبات الدبلومة الأمريكية فى مصر، قائلة إن تسريب الامتحان مازال مستمرا من مدرسين داخل مصر بسبب فرق التوقيت بين مصر وأمريكا، والعملاء من أصحاب المصالح والمرتشين.
وأكدت يسرا الديب، فى تصريحاتٍ خاصة ل"اليوم السابع"، أن تسريب امتحانات ال"سات" تسبب فى تأخر نتيجة امتحان "سات مايو"، إذ أنه كان من المقرر أن تظهر النتيجة أمس، وتم تأجيلها 5 أسابيع، لتظهر مع نتيجة امتحان "سات يونيو" يوم 25 من الشهر المقبل، مشيرة إلى أن هذا التأجيل أصاب الطلاب بغصب شديد وتشتت لعدم مقدرتهم على تحديد رغباتهم ورسم مستقبلهم.
وتابعت، أنه لا توجد سيطرة داخل الدولة على العملية، مؤكدة أن الطلاب يعلمون المدرسين المتسببين فى تسريب الامتحانات ويستطيعون تحديدهم بالاسم، مطالبة القائمين على التعليم العالى فى مصر باتخاذ إجراء مناسب لحماية الطلاب.
وأشارت نائبة مدير مدرسة الإبداع الدولية، إلى أن الإشكالية الكبرى التى تواجه الطلاب هى التنسيق، فطلاب الدبلومة الأمريكية يواجهون ضغطا فى أن امتحان "السات" مستوى واحد للعالم كله، غير امتحان "كامبريدج"، الذى يُقَدَّم على مستويين الديب واحدا لأصحاب اللغة الإنجليزية كلغة أولى، والثانى لأصحابها كلغة ثانية، وطلاب مصر يمتحنون النوع الثانى فى الشهادة البريطانية التى تُعَد بهذا أكثر يسرا من طلاب الدبلومة الأمريكية.
وقالت الدكتورة يسرا الديب، إن هناك تحديًا آخر يواجه طلاب الدبلومة الأمريكية وهو اتجاه وزارة التعليم العالى برفع نسبة النجاح لهم بالجامعات الخاصة، فنسبة قبول هؤلاء الطلاب بالجامعات الحكومية 5% فقط، والوزارة تشدد عليهم دخول الجامعات الخاصة فترفع نسبة نجاح الطلاب من 1200 بنسبة 50% إلى 60% ثم 65% مثل طلاب الثانوية العامة دون النظر لقدر التحديات التى يواجهها طلاب الدبلومة الأمريكية.
وطالبت يسرا الديب، مسئولى وزارة التعليم العالى فى مصر بعدم الاتجاه نحو تقييد دخول طلاب الدبلومة الأمريكية للجامعات الخاصة برفع نسبة نجاحهم، وذلك لأن هناك تعديلات ستتم على امتحان "السات" نفسه، حيث إن الدرجة العليا لامتحان السات ستصبح 1800 درجة وليست 2400 كما هى الآن، مؤكدة أن هذه التعديلات ستتم على امتحانات السنة الجديدة بداية من مارس 2016 فيما يسمى ب"السات الجديد".
وتساءلت الدكتورة يسرا الديب عن دور وزارة التعليم العالى فى التواصل مع الcollege board وعقد الاتفاقات التى من شأنها المحافظة على حقوق الطلاب المصريين، لمواجهة المشكلة القادمة فى تغيير امتحان "السات" وما ينتج عنه من وجود طلاب يمتحنون بالطريقتين القديمة والجديدة وما ينتج عن ذلك من اختلاف وتشتت فى مستقبل الطلاب.
واستطردت الديب: "نستطيع أن نلوم على هيئة الcollege board فى قصة عدم تمكنهم من التحكم فى خط سير امتحانات السات لا أكثر من ذلك، ولكن الدور الأقوى فى المحافظة على حقوق الطلاب الذين يعيشون حالة من الهلع يقع على عاتق الدولة المصرية متمثلة فى مسئولى وزارة التربية والتعليم والتعليم العالى فى مصر".
موضوعات متعلقة..
رئيس قطاع التعليم: اكتشفنا تزوير 15 شهادة لطلاب الدبلومة الأمريكية
الجامعات مهددة بفقدان خدمة الإنترنت نهاية يونيو.. "التعليم العالى" تأخرت فى طرح المناقصة الجديدة وتسعى لمد التعاقد مع الشركة الحالية لتفادى الأزمة.. وجامعة بنها تدرس التعاقد منفردة لحفظ بياناتها