أنشئ مجمع محارق النفايات الطبية شرق النيل ببنى سويف عام 2008 قرب قرية سنور التابعة لمركز بنى سويف، ويبلغ عدد سكانها 3 آلاف نسمة ويبعد المجمع عن منازل القرية 35 مترًا، ومخر السيل 100 متر، ويشرف عليه تنفيذيًا مديرية الصحة. خروج غازات سوداء من المجمع نتيجة استخدام السولار فى حرق نفايات المخلفات وتستخدم إدارة المجمع السولار لحرق نفايات ومخلفات المستشفيات وينتج عنه خروج غازات سوداء اللون، وتعددت شكاوى أهالى المنطقة حول إصابتهم بالأمراض الصدرية مثل الربو والحساسية وكذلك الفشل الكلوى بالإضافة إلى تلف المحاصيل الزراعية مطالبين بنقل المحرقة حرصًا على حياتهم ومنتجاتهم الزراعية ورغم قيام البيئة برفع تقرير حول مخالفات ومخاطر المحرقة على المنطقة المحيطة إلى وكيل وزارة الصحة لم تطرح المشكلة للمناقشة حتى الآن. المحرقة على مسافة قريبة من المنازل يقول عبد الفتاح صابر وفرج محمود، فريج هويمل سليم، من أهالى القرية: "إننا نقيم بالقرية من سنوات طويلة وفوجئنا بإنشاء المحرقة على مسافة قريبة منا حيث يتم حرق نفايات صحية تحوى أكياس الدم والبلازما الفاسدة، وليست مخلفات مستشفيات بنى سويف فقط التى يستقبلها مجمع المحارق بل شاهدنا سيارات تابعة لمحافظتى المنيا والجيزة تأتى بنفايات إلى المحرقة أيضًا وتحصل على 3 آلاف جنيه مقابل تسليم الطن الواحد. المحرقة تعمل 10 ساعات متواصلة.. والأهالى أصيبوا بالأمراض وأضاف سيد سليمان ومحمد فايز وأحمد الريدى: "أن المحرقة تعمل لأكثر من 10 ساعات يوميًا باستخدام السولار وينتج عن ذلك خروج دخان أسود كثيف ذى رائحة كريهة حاملاً معه الرماد والكثير من السموم خاصة مع زيادة سرعة الرياح وتغيير اتجاهها ما أدى إلى إصابتنا وأطفالنا بالأمراض الصدرية والكلوية والرمد، وأيضًا إتلاف المحصول ونفق المواشى والطيور، كما أصيبت (سلوى) وهى إحدى فتيات القرية بضمور فى المخ وتلعثم فى النطق ويقوم والدها بالعمل فى الغردقة سعيًا للحصول على الرزق ومجابهة نفقات علاجها بعد عرضها على كثير من الأطباء فضلاً عن إصابة صالح هويمل سليم من أهالى نجع العرب التابعة لقرية سنور بالفشل الكلوى. نفوق الطيور وتشير سعد الهنا إحدى سيدات القرية إلى أن منزلها بالقرب من مجمع المحارق ولا ينقل مسئولو المحرقة (الرماد) ناتج الحرق إلى المدفن الصحى الذى يبعد مسافة كبيرة عن المكان ما أدى إلى تطايره باتجاه المنازل ليصيب الأطفال والكبار بالرمد وأمراض العيون كما تسبب والدخان الأسود الكثيف معًا فى نفوق الطيور أعلى الأسطح. والتقط أشرف عيسى أطراف الحديث قائلاً: "كنت أعمل فى ليبيا على مدى 12 عامًا وأرسلت أموالاً لوالدى واشترى مزرعة لتربية الدواجن وبدأت فى الإنتاج ولكن بعد إنشاء المحرقة وتشغيلها نفقت معظم الدواجن وتداينت بأموال طائلة ما دفعنى إلى إغلاق المزرعة بعد ضياع أموالى وجهد السنوات الماضية". تلف الخضراوات وفاكهة المزارع وأوضحت نها القاضى، صاحبة مزرعة بالمنطقة، أنها اشترت قطعة أرض مساحتها 20 فدانًا من جمعية النيل لاستصلاح الأراضى وأنشأت عليها مزرعة لإنتاج الخضراوات والفواكه وأقامت داخلها منزل واستراحة دون مخالفة للقانون حيث يسمح لنا التعاقد فى أحد بنوده بنسبة 2 % مبانٍ، بتكلفة تصل لأكثر من نصف مليون جنيه وبدأ الإنتاج فى الظهور وقمنا بتصدر كثير منه ولكن فوجئنا بإنشاء مجمع المحارق على مسافة غير بعيدة من المزرعة يعتمد على السولار فى حرق المخلفات ليلاً حتى التاسعة صباحًا. وأدت نواتج ومخلفات حرق النفايات إلى دخان أسود يحتوى مادتين صلبتين سامتين ورماد متطاير وأصيب الأهالى بالأمراض كما أتلفت المحاصيل ولم نتمكن من بيعها لوجود عيوب واضحة بها كما يصعب الحصول على العمال الذين يعملون فى المزرعة خوفًا من الإصابة بالأمراض والموافقون يطلبون مضاعفة أجورهم ولذلك خسرنا آلاف الجنيهات خلال العامين الماضيين. وأضافت أن المحرقة بها العديد من المخالفات أهمها أن كمية السولار المقرر استخدامها كانت 12 ألف لتر شهريًا لحرق 30 طن مخلفات شهريًا وفى خلال عامين ارتفعت إلى 22 ألف لتر دون إبداء الأسباب حيث قامت مديرية التموين ومكتبها فى منطقة بياض العرب شرق النيل يوليو عام 2014 بسحب ترخيص نقل السولار إلى المحرقة والتنبيه على محطة البترول بإيقاف التعامل مع مندوب يستلم الكمية وينقلها للمحرقة مع إلزام إدارة المجمع بتعيين سائق من مديرية الصحة والتعاقد مع شركة البترول. كما أن عمال المحرقة لا يلتزمون بإجراء الكشف الطبى أو الأشعة كما يعملون بزى عادى دون وضع كمامة على أفواههم وأنوفهم، ما يجعلهم عرضة للإصابة بالأمراض، موضحة: "تقدمنا بالعديد من الشكاوى إلى الجهات المعنية وطلب مدير مجمع المحارق مهلة شهرين دون جدوى ولم يرفع تقرير إلى مديرية الصحة حول الوضع ومعاناة المواطنين كما تم تهديدنا من مدير ادارة الأزمات بالمحافظة بدعوى أننا نتحدث حول موضوع يخص الأمن الوطنى بالإضافة إلى ادعائهم كذبًا تبعية المحرقة للقوات المسلحة لتخويفنا والتوقف عن الشكاوى ولكنى والأهالى لم نتوقف حيث اعترف مدير إدارة شئون البيئة بأن المحرقة مخالفة للشروط البيئية ورفع تقرير بذلك إلى الدكتور علاء عزت وكيل وزارة الصحة بالمحافظة وننتظر نتيجة عرضها. مجمع محارق النفايات الطبية شرق النيل ببنى سويف سلوى إحدى فتيات القرية مصابة بمرض ضمور المخ سعد الهنا إحدى سيدات القرية الأطفال ينظرون إلى المحرقة ومصيرهم فى حالة بقائها المحرقة على مسافة قريبة من منازل قرية سنور المحرقة تعمل 10 ساعات دون التزام بالشروط البيئية موضوعات متعلقة.. - بالصور.. محرقة النفايات الطبية ببنى سويف تصيب الأهالى بالأمراض وتتلف مزرعة