سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أغانى الأبنودى صنعها التاريخ فصنعت التاريخ.. كانت أغنياته شاهدة على الحرب والهزيمة والنصر وهموم الوطن.. كتب "عدى النهار" بعد هزيمة 67 وأكد أن شمس مصر لن تغيب.. و"صباح الخير ياسينا" بعد نصر أكتوبر
يظل اسم الأبنودى علامة بارزة فى تاريخ الإبداع المصرى والعربى، ووفاته لا تمثل خسارة بالنسبة للشعر العربى فسحب، بل تمثل خسارة على مستوى الغناء الوطنى أيضًا، فقصائده الوطنية المغناة، تمثل حالة فريدة لدى الشعب المصرى، إذ شكلت عواطفهم الوطنية، وصاغت أحلامهم، وعبرت عن همومهم، وارتباطهم بالوطن، وتظل أغانيه الوطنية علامة فارقة فى تاريخ الغناء الوطنى. ارتبطت أغانى الأبنودى الوطنية باسم العندليب عبد الحليم حافظ، فكتب له الأبنودى عدد من الأغانى، منها "عدى النهار"، وهى أول أغنية غناها عبد الحليم حافظ بعد حرب 1967، وبدأ الأبنودى كتابة هذه الأغنية من وحى اللحظة فى حضور عبد الحليم، بعبارة "عدى النهار" حتى وصل إلى عبارة "أبو النجوم الدابلانين" لكنه توقف إلهامه بعد ذلك، فاقترح عليه عبد الحليم عبارة "أبو الغناوى المجروحين"، فاستأنف الأبنودى بعد ذلك الكتابة، وكانت هذه الأغنية من أقوى الأغانى التى رفعت رؤوس المصرية بعد 1967م، وكانت رسالة قوية بأن مصر لن تستسلم. الأبنودى يؤكد أن الشمس لن تغيب عن مصر كتب الأبنودى أيضًا أغنية "أحلف بسماها" ولحنها كمال الطويل، وغناها عبد الحليم حافظ، عام 1967م، ليؤكد أن الشمس لن تغيب عن مصر والأمة العربية فبرغم نكسة عام 1967 إلا أن النصر قادم، فقال: "أحلف بسماها وبترابها أحلف بدروبها وأبوابها أحلف بالقمح وبالمصنع أحلف بالمدنى والمدفع بأولادى بأيامى الجاية ماتغيب الشمس العربية طول ما أنا عايش فوق الدنيا" "صباح الخير يا سينا" أغنية النصر وبعد نصر أكتوبر 1973م، اتصل عبد الحليم حافظ بالأبنودى، وطلب منه أغنية عن النصر فكتب "صباح الخير يا سينا" ولحنها الموسيقار كمال الطويل، وسجلها حليم فى بداية عام 1974م، وتقول فى مطلعها: "فى الأولة قلنا جيِّنلك وجينالك ولا تهنا ولا نسينا والتانية.. قلنا ولا رملاية فى رمالك عن القول والله ما سهينا والتالتة.. إنتى حملى وأنا حمالك صباح الخير يا سينا وصباح الخير يا سينا رسيتى فى مراسينا تعالى فى حضننا الدافى ضمينا وبوسينا يا سينا". ليست هذه هى الأغانى الوطنية الوحيدة التى كتبها الأبنودى، وغناها حليم، فكتب أيضًا أغنية "ابنك يقولك يابطل" ويقول فيها "ابنك يقولك يا بطل هاتلى نهار، ابنك يقولك يا بطل هاتلى انتصار، ابنك يقول أنا حواليا الميت مليون العربية، ولا فى مكان للأمريكان بين الديار". وكذلك كتب قصيدة "اضرب اضرب"، قال فيها "اضرب اضرب اضرب، لأجل الصغار لأجل الكبار لأجل النهار، لأجل البلاد لأجل العباد لأجل الاولاد، لأجل البنات والأمهات لأجل النبات". الأبنودى يكتب أغانى فيلم "البرئ" وفى عام 1986م، عُرض فيلم "البرئ" فى السينمات المصرية، بطولة الفنان أحمد زكى، وكتب له الشاعر عبد الرحمن الأبنودى، أغانيه، منها أغنية "الدم"، ولحن عمار الشريعى، وتقول": فيها الدم اللى فى أيديا بالليل ينده عليا ويقولى قتلت مين؟ ويقولى يا إنسان تميز السجان إزاى من السجين؟ وكذلك كتب لنفس الفيلم أغنية "طير الحق" ولحنها الموسيقار عمار الشريعى، ويقول فيها: "محبوس يا طير الحق قفصك حزين ولعين قضبانه لا بتنطق ولا تفهم المساجين قضبانه لا بتعرف ولا تفهم الإنسان ولا الحديد ينزف لو تنزف الأوطان بين العتمة هنا وبين النور هناك حابسانى ويا الغنا". وفى عام 1998، عُرض فى التليفزيون المصرى، المسلسل الشهير، "جمهورية زفتى"، بطولة ممدوح عبد العليم، وصابرين، وكتب الأبنودى تتر المسلسل، وغناه الفنان محمد منير، ويقول: "حبيبتى يا حبيبتى يا حبيبتى غصب عنى مش بخاطرى ياللى ساكنه فى خواطرى فى دمايا اللى فى عروقى فى غروبى وفى شروقى وأنا بحلم وأنا بجرى غصب عنى" وهكذا تعتبر أغانى عبد الرحمن الأبنودى الوطنية، شاهدة على فترات تاريخية من عمر مصر، وأحداث اجتماعية شاهدة على الانكسارات، والأفراح، وآلام الشعب المصرى، وهمومه.
