اليوم، على إستاد القاهرة، وفى تمام الثامنة مساءً، تستعيد الكرة المصرية، دلالات ومعانى "القمة"، حين يصطدم قطبا المسابقة المحلية، الأهلى والزمالك ضمن منافسات الأسبوع ال27 من الدورى العام.. السنوات الخمس الماضية، اكتفت القمة فيها بمسماها دون أن يكون لها معنى حقيقى، كان الأهلى يحسم اللقب لصالحه مبكرًا، وكان الزمالك يكافح للابتعاد عن دائرة الهبوط أو لتحسين وضعه فى منتصف الترتيب، أمّا لقاء اليوم فله حسابات أخرى. الزمالك، صاحب المُباراة، نفض عن نفسه غبار الأخطاء الإدارية والفنية، ونجح تحت قيادة حسام حسن فى استعادة أمجاد البيت الأبيض، بتحقيق 36 نقطة من 16 مباراة متتالية قاد العميد فيها الفريق، ليصعد للمركز الثانى بعد أن كان يحتل المركز ال13 فى الترتيب، القافلة البيضاء، تنظر للمباراة بعين يملؤها الأمل، وأخرى ترى فيها الخوف.. يبحث الزمالك عن تأكيد "تفوقه" المحلى، وأنه صاحب "الأداء" الأفضل خلال المرحلة المحلية بعد تذبذب مستوى الأهلى فى الأسابيع الأخيرة، كما أن الفوز على "الشياطين الحمر" يُعد "بطولة خاصة".. الأمل فيها قائم ومشروع للجماهير البيضاء والجهاز الفنى واللاعبين. وخوف الطرف الأبيض، مصدره أن الهزيمة أمام الأهلى، فى لقاء اليوم، تعلن تتويج الفريق الأحمر بلقب الدورى "رسميًا" والتعادل يجعل اللقب على بعد خطوة واحدة منه، فى حين يُجدد الفوز آمال الزمالك فى الاستمرار فى المنافسة على اللقب لأسابيع أخرى. وإذا كان للنقاط "أهمية" لدى أبناء ميت عقبة، فإن دلالات الفوز أو الهزيمة لدى الأهلى لا ترتبط بالنقاط فحسب، لأن التتويج باللقب "قاب قوسين أو أدنى" من الفريق الأحمر، الذى يحتاج أربع نقاط من أربع مباريات متبقية له فى الموسم الحالى ليرفع لاعبوه درع الدورى للمرة السادسة على التوالى وال35 فى تاريخ النادى. فوز الأهلى على الزمالك فى لقاء اليوم، سيكمم أفواه منتقدى حسام البدرى المدير الفنى للأحمر، ويرد على من وصف الأهلى ب"فريق العواجيز" ومن اتهم لاعبيه بتعاطى المنشطات. بعيدًا عن دلالات الفوز لدى كل فريق، يشهد اللقاء مجموعة من المواجهات الثنائية داخل المستطيل الأخضر أبرزها، صراع الأطراف.. الأهلى يمتلك سيد معوض فى الجبهة اليسرى، ويصطدم فى لقاء اليوم بأحمد غانم سلطان ظهير الزمالك الأيمن الذى أضفى العميد على مستواه الفنى قدرًا من "العقلانية".. هذه المواجهة تجمع بين لاعبيْن مختلفين تمامًا، معوض يتميز بمهارته الفنية، وقدرته على المراوغة فى مساحات ضيقة للغاية، ويعيبه نسبيًا البطء، فى حين يتميز غانم سلطان بسرعات فائقة تجعله أقرب للعدائين، ويفتقد اللمسة الأخيرة والقدرة على المراوغة. ومن المواجهات الثنائية البارزة فى لقاء اليوم، صدام عماد متعب رأس حربة الأهلى، بقلبىْ دفاع الزمالك.. طوال السنوات الماضية، كان متعب كلمة السر فى انتصارات الأهلى على الزمالك، سواءً بأهدافه أو بتحركاته، ومواجهاته مع عمرو الصفتى شهدت تفوقًا نسبيًا لمهاجم الأهلى. المواجهات الثنائية داخل الملعب، يتزامن معها صراع آخر خارح الملعب، وهو "صراع العقول" بين المديرين الفنييْن.. حسام البدرى وحسام حسن، الضغوط العصبية المفروضة على مدرب الأهلى فى لقاء اليوم كثيرة رغم أفضلية فريقه فى الترتيب واقترابه من حسم اللقب، بعكس حسام حسن الذى تبرر جماهيره أى كبوة يتعرض لها ب"التحكيم" أو "سوء التوفيق". وكان "الحسامان" قد تواجها فى الدور الأول، فى لقاء انتهى بينهما بالتعادل السلبى بدون أهداف. يفتقد الزمالك فى مباراة اليوم لكل من.. علاء على وحازم إمام للإيقاف فيما يظل موقف محمود فتح الله معلقا حتى اللحظات الأخيرة حيث نصح طبيب الفريق اللاعب بعدم المشاركة فيما يحتفظ حسام حسن بفتح الله كورقة مناورة، ويفتقد الأهلى لجهود كل من شريف إكرامى وأحمد فتحى ومحمد سمير ومصطفى محمود "عفروتو" للإصابة، فى اللقاء، فى حين يشارك محمد بركات بعد إصابته بجزع "خفيف" فى كاحل القدم أول أمس الأربعاء تعافى منه. يُذكر أن الأهلى يتصدر الترتيب برصيد 56 نقطة، ويأتى الزمالك خلفه فى المركز الثانى برصيد 47 نقطة. وشهد تاريخ لقاءات القمة تفوقًا أحمر.. حيثُ فاز الأهلى فى 37 مباراة، وفاز الزمالك فى 25 مباراة وتعادلا فى 42 لقاء.
