اتفقت عدد من القوى السياسية على إن مد حالة الطوارئ هو السيناريو الذى يتوقع الجميع تطبيقه، مؤكدين أن النظام الحالى غير قادر على الحكم بدون طوارئ منذ 30 عاما. وأكد السياسيون خلال الحلقة النقاشية التى عقدت مساء أمس، السبت، بمقر حزب التجمع بعنوان "مصر.. حالة طوارئ دائمة " إن ضعف الأحزاب وعدم إعلانها رفض خوض الانتخابات فى ظل استمرار قانون الطوارئ سبب أيضا استمرار العمل به. واقترحت أمينة النقاش، نائب رئيس حزب التجمع، المطالبة بإلغاء العمل بقانون الطوارئ دون ربطها بإصدار قانون مقاومة الإرهاب، مؤكدة أنه لا داعٍ إلى إصدارة. واشترطت أمينة فى اقتراحها أنه فى حاله مد بقانون الطوارئ، أن يكون محدد بمدة عام واحد على أن يكون العام الأخير للعمل به، دون أن يكون مشروطا بالانتخابات البرلمانية والرئاسية وذلك لضمان حرية سير الانتخابات، على أن يطبق القانون الخاص بالجرائم الانتخابية. فيما أكد عصام شيحة، عضو الهيئة العليا بحزب الوفد، أن الهدف الحقيقى من استمرار النظام فى مد حالة الطوارئ هو عدم قدرته على الحكم والسيطرة على المجتمع إلا من خلال هذه الحالة، والتى تمدها بالقوة فى القدرة على استغلال حقوق المواطنين. ووصف محمد فائق، الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، استمرار قانون الطوارئ ب "الفاسد" لأنه يعطى الحكومة الحرية فى القيام بما تشاء فى المواطنين. فيما طالب صلاح عدلى "المعارضة" بأن تصدر قرارا بعدم خوض الانتخابات القادمة فى ظل استمرار الوضع الحالى، مؤكدا أن غياب المعارضة القوية هو السبب الرئيسى فى استمرار هذا القانون. واتفق معه الفقيه الدستورى الدكتور نور فرحات، وقال ساخرا "احمل هم النائب أحمد أبو حجى والذى حلف بالطلاق إن الطوارئ لن تمد فترة أخرى"، مؤكدا أن الاجتماعات والمؤتمرات المغلقة واللقاءات التليفزيونية التى تعقدها القوى السياسية لن تكون هى الوسيلة فى إلغاء هذه الحالة. فيما حمل حمدى الأسيوطى، القيادى بحزب التجمع، أحزاب المعارضة مسئولية استمرار حالة الطوارئ، الذى تسبب فى نشر حالة من الخوف بين المواطنين فى عدم المشاركة فى اى مؤتمرات أو ندوات تعقدها القوى السياسية. وكشف الأسيوطى أن رجال الأمن يملكون "قرارات اعتقال على بياض "-على حد وصفة – حتى يقوم باعتقال من يريد فى أى وقت. وأكد نجاد البرعى الناشط الحقوقى أن الحزب الوطنى ليس هو المسئول فقط عن إمداد حالة الطوارئ، موضحا أن استخدامه ضعيف وبقائه نوع من أنواع الضعف السياسى. وأضاف البرعى قائلا "إن النظام استطاع أن يخلق طبقة من السياسيين بالوظيفة"، وهو السبب فى وجود حالة من الضعف أمام التصدى لأى ظلم، منتقدا موقف الأحزاب من الاستمرار فى المشاركة فى الانتخابات القادمة، رغم علمهم بأنها انتخابات مزورة. وطالب البرعى الأحزاب بأن تكون على مستوى المسئولية، وذلك من خلال القضاء على ظاهرة "البرادعى" الذى يحيط نفسه بغموض كبير، كما طالبها بعدم المشاركة فى انتخابات تجرى فى ظل حالة الطوارئ.