سوريا تنفض غبار الحرب بالشعر والغناء.. يا شام عودى وامسحى جراحنا

«أناديكِ يا شامُ.. عودى، وامسحى جراحَنا، وكفكِفى دموعنا»، هكذا انطلقت فعاليات الاحتفال بيوم الشعر العالمى بمدينة طرطوس السورية، تزامنًا مع الاحتفالات العالمية بيوم الشعر العالمى، وفى محاولة لنفض تراب الحرب الذى أثقل قلوب أهل الشام.
وكان المركز الثقافى العربى بطرطوس، قد استضاف على مدار أسبوع، عددا من الأمسيات الشّعريّة والفنية، بدأت بالمطربة السّوريّة بادية حسن، التى قدمت عددًا من أغنياتها أشهرها «شآم» من تأليف وتلحينها، ومضناك جفاه للموسيقار محمد عبد الوهاب وأمير الشعراء أحمد شوقي، بعد أن قدمت الشاعرة ليندا إبراهيم مديرة الدار مطربة سورية، كما شارك الشاعر غسان حنّا بقراءة من بعض قصائده.
وشاركت بادية حسن فرقتها الموسيّقية المكونة من العازف زياد مليس "عود"، العازف غسان عمورى "قانون"، العازف عمر قصير "تشيللو"، وعلى الإيقاع عبدالله حكواتين كما أحيى أمسيات المهرجان الشعراء بديع صقور، ممدوح سليم، جهاد أحمدية، عيسى حبيب، مناة الخير، صقر عليشي، صالح سلمان، هيثم علي، غسان ونوس، انتصار سليمان، بسام حمودة، على سعادة، محمد حمدان، مصطفى صمودي، ولينا حمدان. واختتم المهرجان بتكريم الشاعر الفلسطينى خالد أبو خالد الحائز على جائزة القدس الدولية ثم تقدم فرقة أيام زمان الموسيقية مختارات غنائية بصوت الفنان أحمد عبد الحميد.
من جهة، تقول الفنّانة بادية حسن، إن سوريا متعبة وجريحة، ومهم جدًا أن نشارك جميعا ونحيى مهرجانات وفعاليات ثقافية وعلمية، ويجب علينا تشجيع أى نشاط أهلى لمساعدتها على النهوض من جديد، أو أية أنشطة تساعد أبناء الشعب فى العيش المشترك وتقوية الانتماء.
«صباحًا ينهضُ القلب إلى دمشق.. مُسرعًا يتعثرُ بالندى.. باحثًا فى أورقة الضوء عن وجوه الأصدقاء» هكذا شدت بادية حسن من كلمات الشاعر اللبنانى زاهى وهبى بأغنية «عمتم ياسمين»، لتضيف ل"اليوم السابع": نريد أن نرسم صورة سوريا ذات الحضارة العريقة، نغنى لنهزم أؤلئك الذين يدمرون أو يشوهون وجه بلادنا، مؤكدة ترنيمة دمشق، سعادتها حين تغنى ببلادها، حيث أنّها انطلقت فى مشوارها من دار الأوبرا بالعاصمة السورية دمشق، متمنية أن تقيم حفلات بالمناطق السورية المحررة.
«عمتم حبًا وياسمينًا، أخاف عليكم من جمالكم، من نشوة الدم فى عروق الحياة، من فتنة الريح خلف الأكمة، فى كتاب الغار أكاليل أمسكم، على حبال الشمس أناشيد المريميات، دمشق تفاحةُ الشرق، نشوة الأزل، بداية الورد، غواية الحجر، نجمة الغيب، سرة التراب، أغنية الماء فى ضحكة ولد، نهاية الدمع، رعشةُ العطر فى خلايا الجسد».
ووفقًا لوكالة الأنباء السورية «سانا»، فقدّ أشار حافظ طرطوس صفوان أبو سعدى فى كلمة له إلى أهمية إقامة الفعاليات الأدبية رغم الظروف التى يمر بها الوطن، مؤكدًا أن سورية ستنتصر بفضل تلاحم شعبها وجيشها وقيادتها وتضحيات شهدائها.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، اليونسكو، قدّ أقرت فى دورتها الثلاثين باريس 1999، يوم 21 مارس يومًا عالميًا للاحتفال بالشعر، وبهدف دعم التنوع اللغوى من خلال التعبير الشّعري، وإتاحة الفرصة للغات المهددة بالإندثار بالاستماع لها فى مجتمعاتها المحلية.
كما ألمح الشّاعر هيثم على إلى دور الشعر فى "استحضار شعر المقاومة الذى يجب على الشعراء إعادة وهجه لمحاربة الفكر المتطرف الذى يسعى لنشر الدمار والقتل فى سوريا". وقالت الشاعرة انتصار سليمان من دمشق، إن المهرجان ملتقى للأصوات الشعرية السورية من جميع المحافظات؛ حيث نرى تأثير الأزمة على شعر الشعراء المشاركين، كما أنه وقفة مع سوريا لنؤكد أن الحياة مازالت مستمرة فيها من كل نواحيها.
ولفت الشاعر صالح سلمان إلى أن الشعر هو صوت الروح فى مواجهة ما يجرى فى البلاد، وكما الأدب انعكاس للواقع فالشعر انعكاس للواقع فى ذات الكاتب؛ حيث يعبر من خلاله الشعراء عن نظرتهم للواقع الذى يعيشونه. وبين الشاعر صقر عليشى أن أهمية المهرجان كتأكيد للعالم أجمع على صمود الشعب السورى ومتابعته لحياته الطبيعية. وأوضح الشاعر غسان ونوس أن كل إنسان يجب أن يكون له دور فاعل فى عمله الذى يقدمه للوطن، فالشعر لا يقوم فقط على توصيف ما يحدث بل يلملم المرارات والدمعات ويصوغها فى نصوص للبوح عسى أن يصل للمتلقى فيغدو نتاج ذا قيمة كبيرة.
موضوعات متعلقة..
المطربة السورية بادية حسن ل«اليوم السابع»: أنبش حاليا بقصائد الأبنودى