سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مستشفيات بنى سويف تدخل العناية المركزة.. العدوى تهدد طاقم التمريض فى «الواسطى».. ومخلفات المرضى تملأ ساحات «إهناسيا».. و«الفشن» يغلق أبوابه عند الواحدة ظهرا.. و«ببا» يعانى من نقص تخصصات الجراحة
نقلا عن اليومى.. لا تتوقف شكاوى الأهالى فى مختلف أنحاء بنى سويف من سوء الخدمات الصحية المقدمة لهم فى الوحدات الصحية، وهم يؤكدون أن العمل فى هذه الوحدات لا يزيد عن يومين أو ثلاثة أسبوعيا، فى حين يضطر الأهالى إلى شراء الأدوية على نفقتهم، والاعتماد بشكل أساسى، على المستشفى العام بكل مركز. جولة «اليوم السابع» كشفت وجود نقص فى الخدمات الصحية المقدمة فى أربعة مستشفيات من المستشفيات العامة، وهى مستشفيات: الواسطى، وإهناسيا، وببا، والفشن، حيث النقص فى عدد الأطباء، والأدوات، والأجهزة الطبية، والغياب التام للأمن، ما يجعل من الأطباء وطاقم التمريض الموجودين بها عرضة لغضب الأهالى، فى حال عدم رضاهم عما يلقاه مرضاهم من رعاية طبية، فيما بدت مستشفى بنى سويف العام، أحسن حالا، إذ توافرت بها عناصر الأمن، والمعدات الغائبة فى باقى مستشفيات محافظة بنى سويف، ما يفسر الزحام الشديد فى المستشفى، عنها فى بقية المستشفيات المركزية الأخرى. فى المستشفى المركزى بالواسطى، أكد لنا عدد من أفراد طاقم التمريض، والذين طلبوا عدم نشر أسمائهم، أن المستشفى يعانى من نقص فى بعض الأدوية والأدوات الطبية، مشيرين أيضا إلى مخاوفهم من تعرضهم للعدوى فى قسم الجراحة، فى ظل نقص التعقيم لمرضى القسم، ممن أجريت لهم عمليات جراحية حديثة، فضلا على أن ازدحام قسم الأمراض الباطنية الاقتصادى بالمستشفى، أدى إلى تحويل عدد من الحالات إلى قسم الجراحة بالمبنى المجاور. المستشفى يعانى أيضًا من نقص فى عدد الأطباء، وبحسب شهادات للعاملين به فإن طبيب المستشفى يضطر للقيام بعدد من الورديات الليلية، لسد حالة العجز، فضلا على أن قسم استقبال الطوارئ لا يوجد به أكثر من طبيبين، فى حين تحتاج أقسام الطوارئ إلى 6 أطباء على الأقل. وبسبب عدم وجود أفراد أمن لحماية المستشفى، فإن حالات الاعتداء على الأطباء والممرضات من قبل الأهالى، دائما ما تتكرر، بسبب اعتقاد الأهالى بتقصير طاقم المستشفى، فيما بدا واضحا فى المقابل أن المستشفى شهد تجديدا خلال السنوات الماضية، شمل المبانى والواجهة. مستشفى إهناسيا.. ملاءات المرضى فى ساحات الاستقبال مبانٍ باهتة اللون، وبوابة مفتوحة على البحرى، ومرضى يفترشون الأرض، بعيدا عن مقاعد الاستقبال، حيث تنتشر الأوساخ، وتستقبلك فور دخولك الروائح الكريهة.. ذلك هو الحال فى مستشفى إهناسيا العام، الذى لا يمكن تفريقه عن أية أرض فضاء مهجورة، حيث تزدحم تلال القمامة به، ومخلفات حيوانات الشوارع الضالة. حالة النظافة المتردية بالمستشفى، وبخاصة قسم الأطفال، تبدو غريبة فى ظل وجود عدد من عمال النظافة، وهم يشبهون كثيرا فى مظهرهم، عمال النظافة بشوارع القاهرة، ممن يقومون بتقليب القمامة، باستخدام المقشة والجاروف، من مكان إلى آخر، دون إزالتها بشكل كامل. فى مستشفى «إهناسيا» العام أيضًا تنتشر ملاءات الأسرّة، الخاصة بأقسام المستشفيات المختلفة، فى الساحة الخلفية للمستشفى، ما يهدد بكارثة صحية فى ظل تجاهل وزارة الصحة ومديرية الصحة بمحافظة بنى سويف للأوضاع المتردية بالمستشفى، فيما يشكو المرضى من نقص عدد من الأدوية والأدوات بالمستشفى، ما يضطرهم إلى شرائها على نفقتهم الخاصة. مستشفى ببا: إمكانيات قليلة وعمليات ناجحة فى مستشفى مركز ببا، كانت المبانى شبه خالية، ولم نجد فى الاستقبال الخاص بالمستشفى سوى طبيب واحد فقط، والذى أكد لنا أن نقص عدد الأطباء هو أكثر ما يعانى منه المستشفى، وخاصة فى مجال العظام والعناية المركزة، رغم مناشدة مديره أكثر من مرة، للإدارة الطبية بالمحافظة، زيادة عدد الأطباء. وعلى الرغم من نقص إمكانيات مستشفى ببا العام، فإن اللافت أن المستشفى يعد الثانى على مستوى المحافظة من حيث معدل العمليات الجراحية التى يتم إجراؤها، وذلك بعد مستشفى بنى سويف العام، فالأطباء بمستشفى ببا متخصصون فى عمليات الولادة القيصيرية والمسالك البولية، لكن هذا لا يمنع من شكاوى الأطباء من نقص فى عدد من الأدوات والأدوية، خاصة الخيوط الخاصة بالحوادث والجراحات، كما أن الحضانات بالمستشفى، تعانى من نقص فى أجهزة التنفس الصناعى، وذلك بسبب ارتفاع ثمن تلك الأجهزة، التى تصل تكلفة الجهاز الواحد منها ما بين 160 إلى 200 ألف جنيه، لذلك يتم تحويل الحالات الحرجة التى تحتاج إلى تنفس صناعى إلى مستشفى بنى سويف المركزى. مستشفى الفشن: عند الواحدة ينتهى العمل مع دقات الواحدة ظهرا يوميا، تغلق جميع العيادات الخارجية بمستشفى الفشن المركزى أبوابها، على الرغم من أن ساعات العمل القانونية، تتعدى الثانية ظهرا. غياب الأمن، مشكلة إضافية بالمستشفى، وتسبب كثيرا فى الاعتداء على طاقم المستشفى الطبى، فضلا على تعدد السرقات وآخرها جهاز صدمات يبلغ ثمنه 35 ألف جنيه، تمت سرقته من استقبال الطوارئ، خلال انشغال الأطباء والممرضين، باستقبال الحالات الحرجة. ويؤكد مسؤولو بنك الدم بمستشفى الفشن، أن هناك أزمتين أساسيتين فى بنك الدم بالمستشفى، أولاهما تتمثل فى نقص فصائل بعينها، فثقافة التبرع بالدم غير شائعة لدى أهالى المنطقة، والثانية: عدم وجود أجهزة لفحص الدم، والتى لا تتواجد سوى فى مستشفى بنى سويف العام، ما يضطر العاملين بالبنك إلى إرسال العينات إلى المستشفى العام، لفحصها، وانتظار النتيجة، وهى فى الغالب لا تصل قبل أسبوع من تاريخ إرسال العينة، وبذلك يقل عمر الصلاحية الخاص بكيس الدم أسبوعا كاملا.