بعد قرار "التعليم" بحذف أجزاء من قصة "عقبة بن نافع" لتحريضها على العنف.. خبراء تربويون يصفون الخطوة بالإيجابية ويؤكدون:نحتاج درس الصلح والأمان أكثر من القتل.. واتحاد المعلمين:"داعش" تستغلها ضد الإسلام

فى محاولة من وزارة التربية والتعليم للابتعاد عن التوجهات السياسية والدينية، وتصحيح بعض المعلومات التاريخية المقررة بالمناهج الدراسية بالمراحل التعليمية المختلفة، خاصة التى تحتوى على بعض الأحداث الدموية والعنيفة، أعلنت الوزارة حذفها أجزاء من المناهج بكل المراحل التعليمية.
كل المناهج يتم مراجعتها بالتعاون مع الأزهر الشريف
وأشار الدكتور محب الرافعى، وزير التربية والتعليم، إلى أن حذف فقرات من قصة عقبة بن نافع، جاء لتحريضها على العنف، مؤكداً أن كافة المناهج يتم مراجعتها بالتعاون مع الأزهر الشريف وعلماء التاريخ لحذف أى فقرات تحض على العنف أو القتل، مستشهدا بقصة عقبة بن نافع، التى تم حذف فقرة من أحد فصولها تقول "عندما دخل عقبة وأصحابه لإحدى القرى قتلوا جميع أهلها".
التاريخ مثل أى محتوى تراثى محمل بالكثير من الدروس والعبر
وأضاف الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوى، أن الإجراءات إيجابية، مؤكداً أن التاريخ مثل أى محتوى تراثى محمل بالكثير من الدروس والعبر والقيم والأفكار، والتى لابد أن تتناسب مع معايير الحاكمة للمناهج، والتى تضم:" درجة نضج التلميذ، وطبيعة العلم المقدم نفسه، واحتياجات المجتمع"، والتى حال تعارضها مع ما ورد بالتاريخ لا مانع من التخلى عنها، مشيرا إلى أن أهم ما يتم الالتفات إليه خلال تدريس القرآن الكريم للأطفال أن تكون الآيات بسيطة وسهلة الحفظ.
وأضاف فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع": "الرسول حارب فى بنى قريظة وقتلهم، لكنه صالح أهل الطائف وأعطاهم الأمان، نحن الآن مجتمعنا فى حاجه إلى درس الصلح والأمان، أكثر من دروس القتل"، مشددا على ضرورة وجود لجنة تضع مجموعة من المعايير الواضحة، التى لا ينبغى أن يخرج عنها واضعو المناهج.
الأجزاء التى تم حذفها ليست وقائع تاريخية
من جانبه ، قال عبد الناصر إسماعيل، رئيس اتحاد المعلمين المصريين، إن الأجزاء التى تم حذفها ليست وقائع تاريخية كاملة، لكنها بعض المواقف التى تحرض على العنف، مؤكدا أن الفكرة قائمة على كيفية استعادة الوجه الإنسانى والمتسامح لكل الشخصيات الإسلامية، التى لها تقدير وقدسية عند المسلمين مرة أخرى، واصفا تلك الإجراءات بالإيجابية لتنقية المناهج لصالح الطلاب.
وطالب بحذف كل الأجزاء، التى تأتى فى كل القصص والأفكار المتطرفة داخل المناهج المصرية، سواء مناهج لها علاقة بالشخصيات التاريخية أو اللغة العربية، لافتا إلى أن الطالب عندما يجد أن تلك الشخصيات التاريخية، التى هى محل تقدير وقدسية بالنسبة إليه استخدمت العنف، يجد أنه لا غضاضة فى استخدام العنف مع الآخرين، مضيفا: "ونحن نجد أن تنظيم داعش الإرهابى يستند فى كل أفعاله العنيفة إلى التراث والأحداث القائمة على العنف، وهو أمر لم يكن مقتصرا على التاريخ الإنسانى وكل الحضارات استخدمت نوعا من العنف، ولكنه لم ينسب إلى أى منهم مثلما تم نسبه إلى الدين الإسلامى".