سيدى .. أعرف جيدا أنك تقول ما تقول وأنت مقتنعا به ولك كامل الاحترام. فقد جئت محملا بحكم مسبق حكم فى رأيك لا يقبل أى نقض لكن ألم تسأل نفسك ما الذى جعلك تصدر مثل هذا الحكم؟ والإجابه لن تخرج عن الآتى: الأول: ما قرأت وسمعت بل ورأيت أيضا، إعلاما مسموعا ومرئيا أو مقروءً يهاجم الشرطة، يعرض نماذج لرجال شرطة هنا وهناك، هذا ضابط عذب فلان، وهذا ألقى بالتهم على فلان قلت فى نفسك بالتأكيد كل ما قالوه صحيح مش معقول يكذبوا. الثانى: أنك مررت أنت أو أحد أقاربك بتجربة سيئة مع إحدى رجال الشرطة والآن اسمح لى سيدى أن أتحاور معك حول ماسبق. أولا: إن كان هجومك على رجال الشرطة وحكمك عليهم جاء من وسائل الإعلام ولك الحق فهذا حكم طبيعى ناتج عن كم الإلحاح الهائل الذى أحطت به لكنك سيدى افترضت فيهم الصدق وافترضت فى كل رجل شرطة الكذب كذبت نفسك وأنت ترى كل يوم يسقط شهيد من رجال الشرطة ولم تفكر أن تجيب على أسئله مثل: لماذا دفع هذا الشهيد حياته ثمنا فى سبيل حماية من دفعها؟ من الذى قتله؟ ورصاصة من تلك التى وضعت فى صدره؟ دفع هذا الشهيد حياته فى سبيل أمن هذا المجتمع الذى نعيش عليه سوياً، قتله مجرم أو تاجر مخدرات، وكان كل ذنب رجل الشرطة أنه وقف حائلا بينه وبين أن يفسد أولادك بالسم أو ان يروع نساءك وأطفالك. ألم تسأل نفسك من الذى يوجه الاتهامات إلى رجال الشرطة ولمصلحة من؟ لمصلحة من أن تفقد أنت وأولادك الثقة فى رجل الشرطة؟ انظر بعينيك وافتح قلبك جيدا. انظر مثلا عندما يأتى أوقات مثل شهر رمضان الكريم وأنت تجلس بين أولادك أو بين إخوتك وهو فى الشارع مهما كانت الظروف الجوية منتظرا أن تنتهى انت من إفطارك حتى لا يستغل أحد وقت إفطارك فينقض عليك وعلى أسرتك. أو فى العيد وأنت تفرح متنقلا بين بيوت أقاربك وأصحابك وهو فى الشارع يصحبك حيث ذهبت منتظرا حتى تنتهى أنت من فرحة عيدك ليذهب هو إلى أهله. سيدى الفاضل افتح عقلك وقلبك تصدقه ثق فى عقلك، واحكم فقط بما تراه عيناك لابما تنقله إليك عيون الآخرين ومخيلتهم. أما يا سيدى الفاضل لو كنت قد مررت بتجربة سيئة مع أحد رجال الشرطة جعلتك تحكم على الآخرين. فهل إن وجدت ثمرة فاكهة فاسدة فى سلة مليئة بالثمار الطيبة هل تعمل فقط على إخراج تلك الثمرة فقط من السلة، أم تلقى بكل الفاكهة فتحرم نفسك والآخرين منها؟ سيدى قد نكون قد أطلنا عليك بالحديث لكننا لانملك سواه لانملك ما نستطيع به أن يكون هناك برنامج تلفزيونى يعرض عليك بطولات رجال الشرطة أو يحدثك عن مواطن مصرى اسمه رجل الشرطة أو يروى لك عن ضابطى شرطة تبرعا بدمائهما لينقذا ضحية. أو تسرد لك قصة رجل الشرطة الذى مات وهو يدافع عن شرف فتاة أو فى سبيل أن يحمى طفلا، لا نملك سوى أن نقول لك اسأل نفسك ماذا سيحدث فى مجتمعك من غير رجل الشرطة.