ما زال التليفزيون المصرى، رغم ما وصل إليه من حال، قادرا على العطاء وتقديم المادة الجيدة لمشاهديه، حيث لا تتوقف محاولات "ماسبيرو" عن العودة لريادته الضائعة. "أيامنا الحلوة" هو واحدة من تلك المحاولات، فهو برنامج يعرض على الفضائية المصرية منذ شهرين، وتقدمه المذيعة سميحة أبو زيد، ويعتمد على المكتبة التراثية لماسبيرو، حيث تقوم فكرة البرنامج على تخصيص كل حلقة لشخصية أو لحدث قديم، وعرض كواليسه، ورغم ما يرصده البرنامج من معلومات وفيديوهات منتشرة وشهيرة لأشخاص رحلوا عن عالمنا، إلا أن الحلقات يتم تطعيمها بأسرار لا يعلم عنها المشاهد شىء، لتضفى على البرنامج سحرا خاصا يأخذ عينيك وعقلك لتتابعه. وتلعب سميحة أبو زيد، مقدمة البرنامج، على وتر النوستالجيا حيث الحنين إلى الماضى، مع موسيقى للرائع تامر كروان، ورغم أنها موسيقى مسلسل ذات، إلا أنها ملائمة إلى أقصى حد مع ما يتضمنه البرنامج من محتوى تراثى جميل، فاستعان فريق عمل البرنامج بمشاهد قديمة فى التتر مثل مشاهد من أفلام أو خطب للزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ولقطات من مباريات كرة قدم قديمة وغيرها من اللقطات التى يسعد المشاهدون لرؤيتها. أداء سميحة أبو زيد امتاز بالهدوء والرقى، ليتناسب مع المناخ العام للبرنامج، إضافة للمسة الديكور البسيطة، ليثبت التليفزيون أنه يستطيع أن يقدم محتوى جيدا، إذا قرر القائمون عليه أن يفعلوا ذلك، وليجد المشاهد المصرى ما يستحق المشاهدة على تليفزيون الدولة بعد سنوات من الثقة الغائبة.