أكد سفير مصر فى لبنان الدكتور محمد بدر الدين زايد أن الرئيس عبد الفتاح السيسى حريص على دعم لبنان والقيادات المعتدلة فيه، مشيرا إلى أن هناك دورا كبيرا تضطلع به مصر فى مواجهة التطرف وسيزداد الاعتماد عليها إقليميا ودوليا من خلال مؤسسة الأزهر فى مواجهة الخطاب الدينى المتشدد. وقال الدكتور محمد بدر الدين زايد فى حوار مع جريدة "النهار" اللبنانية نشرته اليوم أن للأزهر خطة تتبلور تدريجيا سواء فى ما يتعلق بإعداد الدعاة أو فى تنشيط الدعوة والتحرك ليس فقط فى مصر إنما إقليميا ودوليا. وأضاف هناك اتصالات بين دول غربية وأوروبية عن كيفية البحث فى مساعدة الأزهر فى مكافحة الخطاب الدينى المتشدد. وحول العناوين الرئيسية فى لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى ورئيس تيار المستقبل سعد الحريرى فى القاهرة مؤخرا.. أشار إلى أن الرئيس السيسى حريص على دعم لبنان والقيادات المعتدلة والحريرى أحد ابرز هذه القيادات. وقال زايد إن الرئيس السيسى أشار إلى إنه يجب الاصطفاف فى صف الاعتدال فى هذه المرحلة لمواجهة كل أشكال التطرف. وأضاف: نحن منفتحون على أى مواقف إيجابية لبنانية من أى فئة تعمل فى شكل يؤدى إلى استقرار لبنان وانتعاشه، وكل الأخوة اللبنانيين هم محل ترحيب. واستطرد قائلا إننا نرفض استخدام التكفير أو العنف ضد الآخرين ونقف تاليا على أرضية واحدة فى رفض الإرهاب. وأشار السفير إلى أن مصر رحبت بالحوار بين حزب الله وتيار المستقبل، وقال " لقد أصدرنا بيانات عدة، أبرزها بيان وزارة الخارجية إذ أصررنا على إصدار بيان سياسى قوى يدعم جهود رئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه برى راعى الحوار ومحاولاته الحثيثة لإنهاء التوتر والاستقطاب الطائفى، ونقلت الرسالة إلى قيادات لبنان . وردا على سؤال عن مدى ارتياحه لنتائج الحوار علما أن مفتى لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان طالب من مصر حوارات موسعة..أجاب أنا متفائل بحذر، ولكن ما البديل.. لا بد من العمل والمحاولة، وفى غياب المحاولة والفراغ يصبح الأمر أكثر خطورة ويزداد تدهورا. وأضاف " لذا، ندعو الرئيس برى وكل القوى السياسية اللبنانية التى تدعم الحوار إلى مواصلة جهودها، وخلال لقائى الرئيس سعد الحريرى أكدت ذلك. وهناك حرص مصرى على نجاح الحوار وليس فقط أن يستمر. نجاح الحوار يعنى أن ينتهى باختيار رئيس للجمهورية. وتابع قائلا: نستمع إلى كل الأطراف اللبنانيين ونتحاور معهم أى صيغة يختارها لبنان سيكون بمقدور القاهرة المساعدة فيها، لن تتردد مصر فى القيام بها. وقال إن مصر تواجه تحديات صعبة، وتخوض حربا ضد الإرهاب لكنها ستكون قادرة على تجاوزها، ثمة قدرة على مواصلة هذا الدور وتأكيد حضور فى الساحة الدولية والإقليمية. وردا على سؤال حول مقومات المشروع العربى فى مواجهة تحديات المنطقة .. قال إن المشروع العربى يعنى أشياء كثيرة منها (اجتماع) صيغة التعايش الراهنة بين المذاهب والطوائف فى المنطقة تحت مظلة العروبة. وردا على سؤال ..هل هو مشروع فى وجه المشروع الايراني.. قال: تربطنا روابط وثيقة بجيراننا من غير العرب سواء فى إيران أو تركيا. وهناك الوجود الإسرائيلى الذى اغتصب الأراضى الفلسطينية. وأضاف : ما يحفظ حقنا كعرب فى أن يكون لنا مستقبل هو التمسك بهذا المشروع والسعى إلى بناء بنية تحتية من التفاعلات الاقتصادية والثقافية العربية التى تحافظ على كيانات الدول ولا تؤدى إلى مزيد من الانقسام. وتساءل هو ما البديل؟ هل هو الانقسام والفتنة الطائفية وانهيار الدولة الوطنية فى المشرق العربى وقيام دويلات تتبع كل منها مشروعاً خارج المنطقة؟".. وأردف قائلا "لن تقبل مصر بذلك إطلاقا". وحول الدور الإيرانى .. قال إن إيران دولة مسلمة شقيقة، تربطها بمصر علاقات تاريخية ونأمل منها دور إيجابى فى استقرار المنطقة. وعن وصفه للدور الإيرانى فى لبنان.. قال نأمل فى ألا تكون هناك تدخلات فى لبنان تؤثر على استقراره، ونريد من جميع الأطراف أن يتوقفوا عن التدخل السلبى فى شئونه بما يؤدى إلى تعطيل الحياة السياسية... وأضاف : ندعم بقوة ضرورة اختيار رئيس للجمهورية على الفور وألا يكون لبنان ضحية التجاذبات الإقليمية.