فى مقاله الأسبوعى بجريدة الأهرام كتب رئيس مجلس إدارتها الدكتور عبد المنعم سعيد اليوم مقالا بعنوان "العودة إلى خطاب المساعى المشكورة"، يستعيد فيه ذكريات السادس والعشرين من أبريل 2005 عندما ألقى الرئيس حسنى مبارك خطابا مهما من مدرسة المساعى المشكورة فى شبين الكوم وطلب فيه تغيير الدستور للسماح بإجراء أول انتخابات رئاسية تعددية بين أكثر من مرشح فى تاريخ مصر. لكن سعيد لا يتوقف عند حديث الذكريات وإنما يكتب دراسة اجتماعية واقتصادية وسياسية أعتقد أنها مهمة جدا، لأنها ترصد ما جرى فى مصر خلال السنوات الخمس الماضية منذ تعديل المادة السادسة والسبعين من الدستور حتى الآن، مشيرا إلى "أن كثيرا من الحراك السياسى الحالى كانت نقطة البداية فيه ذلك الخطاب فى مدرسة المساعى المشكورة بمحافظة المنوفية الذى بدأ سلسلة من التغييرات وصلت بنا الآن إلى أن تحالف الأحزاب الأربعة الوفد والتجمع والناصرى والجبهة الديمقراطية عقد مؤتمرا مطالبا بالتغيير الدستورى، وإلى اتجاه مجموعة من المثقفين والإعلاميين الذين تقلبوا بين حركات سياسية كان لها أسماء شتى فى مراحل مختلفة, لكنها تركز أغلب الوقت على ضرورة تغيير الدستور". ويخلص الدكتور عبد المنعم سعيد إلى نقطة فى غاية الأهمية وهى أن "التعديلات الدستورية لن تكون مطروحة بحق ما لم يتولها أو يتبنها الحزب الوطنى الديمقراطى ويضعها على قائمة أولوياته"، ويرى سعيد أن "المطروح هذه الأيام لا يتعلق بتعديلات دستورية فقط، وإنما بالتفكير فى ترتيبات بعيدة المدى لا ترتبط بالضرورة بالانتخابات المقبلة، حتى يتم تغييرها من خلال عملية قانونية ودستورية تأخذ وقتها خلال فترة الرئاسة المقبلة، وسبب هذا الطرح هو أن مصر تغيرت خلال السنوات الخمس الماضية بحيث أن الحراك السياسى والاقتصادى والاجتماعى بل حتى الجغرافى والديموجرافى جعل القنوات السياسية فى بلادنا أضيق من استيعاب الحراك الذى حدث فى مصر(...). والآن وداخل الحزب الوطنى كما يقول سعيد "آن أوان التفكير للبناء على ما سبق خلال السنوات الخمس الماضية، وهى سنوات لم تكن سهلة على الإطلاق، فما كانت المجالس التشريعية على الحال التى كانت عليها من قبل، وما كانت الأسواق على الحال التى كانت عليها فى الماضى، وما بين أزمة ارتفاع أسعار الغذاء والمواد والطاقة، والأزمة الاقتصادية والمالية العالمية جرت عملية الإصلاح الاقتصادى والسياسى فى مصر، وكانت هى وحدها الضامن لاستمرار المسيرة المصرية نحو الأمن والتنمية دون اضطراب. وفى تصورى أن ما كتبه عبد المنعم سعيد فى غاية الأهمية لأنه يعنى أن البعض داخل الحزب الوطنى يرى الحاجة الملحة والماسة لاستكمال عملية التغيير السياسى، بما فى ذلك استكمال تغيير وتعديل الدستور، ولا أعرف إن كان هذا توجهًا عاما لدى الحزب الوطنى الديمقراطى، أم أنه رؤية خاصة لعبد المنعم سعيد، لكن ما كتبه على أى حال يكشف عن رأى داخل الحزب الحاكم بضرورة استكمال الإصلاحات السياسية، وهو أمر ينبغى البناء عليه، لأن فى بلد مثل مصر، يسيطر عليه حزب سياسى واحد، ولا يهتم المواطنون فى الغالب بالشأن العام والعمل السياسى، فإن التغيير حتى هذه اللحظة يجب أن يأتى من داخل الحزب الوطنى.