عاد د.محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، مجدداً إلى أروقة السياسة الدولية، فى حوار له مع صحيفة الجارديان البريطانية، اليوم الخميس، مؤكداً أنه لم يجامل النظام الإيرانى على مدار عمله بالوكالة، كما أن حرب العراق كانت بغرض الإطاحة بنظام صدام حسين، وليس القضاء على أسلحة الدمار الشامل. وقال البرادعى خلال حواره، إن اللغة الحذرة التى تبناها فى التقارير التى أعدها عن البرنامج النووى الإيرانى كانت جزءاً من سياسة متعمدة لتجنب التوترات والاندفاع إلى الحرب، داعيا المجتمع الدولى إلى تعلم الدروس المستفادة من غزو العراق ومنع مزيد من الصراعات فى الشرق الأوسط. واستطرد قائلاً: " هل نحن مستعدون للتخلص من الحكام المستبدين فى كل مرة مضحين بما يقرب من مليون برىء من المدنيين"، فى إشارة إلى انتقاده للحرب على العراق من أجل التخلص من حكم صدام حسين. كما اعتبر أن كل المؤشرات التى تجلت من التحقيق الذى تجريه بريطانيا حالياً حول دور حكومة تونى بلير فى الحرب على العراق تدل جميعها على أن الأمر لم يكن يتعلق بأسلحة الدمار الشامل، ولكنها كان تخص تغيير النظام الحاكم. وأكد أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية كانت مسيسية بشكل عميق على الرغم من طبيعتها التكنولوجية، مضيفاً أنه كان عليه أن يظل واعياً بالخلفيات والآثار السياسية المترتبة على عمل الوكالة. كان البرادعى قد تعرض لانتقادات كبيرة تتهمه بأنه يقلل من لهجة تقارير الوكالة الذرية إزاء التهديدات التى تمثلها إيران، واتهمه البعض بأنه مشارك فى أسوأ عملية تغطية فى التاريخ البشرى على نشاط إيران النووى، حسبما جاء فى مجلة فوربس الأمريكية. إلا أن البرادعى أنكر حدوث مثل هذه التغطية، وإن كان قد اعترف بأنه يعتقد أنه من واجبه وضع تقارير الوكالة فى إطار لا يمكن استغلاله من قبل هؤلاء الساعين إلى الحرب، لأن كل كلمة يتم استخدامها بشكل سياسى، وشدد على أنه كان يريد دائماً التأكد من أنه لا يبالغ أو يقلل من أهمية الأمر، وأنه كان يذكر فقط الحقائق. وتقول الجارديان إن التقارير الحذرة للبرادعى تتناقض مع عنوان مذكراته المقرر صدورها فى الخريف المقبل والتى تحمل عنوان " الزحف بعيداً عن الكارثة"، فالكتاب من المتوقع أن يكشف تفاصيل المحادثات السرية للبرادعى مع المسئولين الأمريكيين الذين خاض معهم دون جدوى معركة لتجنب الغزو الذى قادته أمريكا للعراق. للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به