أطفال الشوارع من القضايا الهامة والمصيرية التى تواجه مصر، وأى بلد يبحث عن التنمية، هذه الظاهرة الاجتماعية تمثل خطرا نائما، بمثابة قنبلة من الممكن أن تنفجر فى أى وقت وأى مكان، ويقصد بأطفال الشوارع الأطفال تحت سن 18 عاما والذين يعيشون بلا مأوى، ويقضون ساعات طويلة من يومهم كله فى الشارع أو الحدائق والمساحات الخضراء، يبحثون عن لقمة عيش، أو كسرة خبز، يعشون بلا مأوى أو أسرة، محرومون من الدفء الأسرى، من الحنان والعطف. حياتهم اللهث وراء ما يسد رمقهم، يعيشون طفولة تعيسة بائسة وشقية، وإذا أردنا أن نذكر أسباب هذه الظاهرة الاجتماعية الخطيرة، نجد من هذه الأسباب: عدم اهتمام الحكومة بمتوسط دخل الفرد، وكذلك عدم توفر الرعاية الصحية، ومنها أيضا الأوضاع الأسرية المفككة، والتى تجعل بعض الأسر يدفعون بأولادهم إلى الشارع من اجل التسول، وكذلك انهيار العلاقات الأسرية بين الزوجين، ووجود المشاحنات والخلافات بين الزوجين والذى يودى إلى الطلاق وضياع الأولاد، ليستقبلهم الشارع وهنا يضيع الأولاد، ويضيع مستقبلهم، وتضيع أحلامهم، وحياتهم، وتبدأ رحلة الضياع فى كل شىء، ويتحول الطفل إلى قنبلة موقوتة فى وجه المجتمع، بل يتحول إلى صرخة ونداء لا يسمعه أحد ولا يعيره اهتمامًا، أيضًا من أهم أسباب هذه الظاهرة انتشار العشوائيات بما تتضمنه من كثرة أفراد الأسرة وعدم وجود مأوى واستقرا مما يدفع بالأولاد للخروج للشارع للبحث عن مصدر للرزق، وهنا يبدأ الضياع. هولاء الأطفال ضحايا لظروف اجتماعية وأسرية الكل مشارك فى هذه الظاهرة سواء الأسرة بخلافاتها وعدم الوعى والجهل والفقر، أو المجتمع بكل المؤسسات المدنية سواء الحكومة أو غيرها من المؤسسات، يجب أن نواجه أنفسنا ونعترف بأخطائنا وننظر إلى هذا الواقع الأليم والمحزن نظرة موضوعية متزنة نرفع شعار المواجهة وليس الهروب من المشكلة، لأن هذه الظاهرة تمثل قنبلة موقوتة أمام تقدم المجتمع، وتمثل عائقا أمام التقدم الاقتصادى. نريد أن نتعرف على عدد هولاء بدقة، ونقوم بحصر أسباب المشكلة والعمل على حلها، أولى خطوات الإصلاح أن تتضافر جميع مؤسسات المجتمع المدنى من مدرسة، وأسرة وحكومة والنوادى والمؤسسات التربوية لإيجاد الحلول، والتى من وجهة نظرى أهمها الحل الاقتصادى، والذى يمثل العمود الفقرى لتقدم أى مجتمع وتحقيق التنمية ورفع مستوى دخل الفرد يترتب عليه أن تهتم الأسرة بتوفير حياة كريمة وإنسانية للطفل، وهذا يجعله يعيش حياة أسرية طبيعية وسليمة. أحيانًا كثيرة الفقر يدفع بالأسرة أن تلقى أولادها فى الشارع للعمل لاكتساب لقمة العيش وهنا الطامة الكبرى يتلقفه الشارع بكل ما فيه من سلوكيات منحرفة ويتلقفه أشخاص سوء منحرفين عن الفطرة السوية، وعهدنا بالتوربينى ليس ببعيد، وما فعله بالأطفال الذين ضحايا لظروف مجتمعية وأسرية غير طبيعية. يجب الاهتمام بهؤلاء الأطفال والعمل على توفير ظروف اجتماعية سوية من رعاية صحية وتعليم. والدفع بهم للاندماج فى مجتمع سوى طبيعى، وتأهيلهم تربويًا للاستفادة بهم فى المجتمع، لأن عدد هؤلاء كبير، وهم فى سن يحمل طاقة هائلة يجب الاستفادة منهم قبل فوات الأوان، نداء لكل المجتمع انتبهوا واهتموا بهؤلاء فهم بمثابة قنبلة موقوتة.