دعت المعارضة الرئيسية فى السودان اليوم الاثنين إلى مقاطعة شاملة للانتخابات الرئاسية والبرلمانية التى يقولون إنها تضمن التجديد لحكم الرئيس عمر حسن البشير المستمر منذ 25 عاما. وقالت جميع الأحزاب السودانية المعارضة تقريبا إنها ستقاطع الانتخابات المزمع إجراؤها فى إبريل بسبب ما قالت إنه تدهور للحريات السياسية والصحفية وأعمال العنف المتفاقمة فى دارفور وولايتى النيل الأزرق وجنوب كردفان فى جنوب البلاد. وطلب زعماء المعارضة فى مؤتمر صحفى من كل السودانيين الانضمام إلى المقاطعة ودعوا علنا إلى إزاحة البشير فى تصعيد للمواجهة بين المتمردين والمعارضة من جهة والنظام الحاكم من جهة أخرى. وقال ممثلو الأحزاب المعارضة إنهم سينظمون 20 ندوة سياسية فى مختلف أنحاء السودان لحث المواطنين على الانضمام إلى المقاطعة بداية من ندوة تنظم فى الخرطوم يوم الأربعاء. ولم يتضح ما إذا كانت حكومة البشير التى تحكم قبضتها على الحياة السياسية فى البلاد ستسمح بعقد هذه الندوات، ووصل البشير إلى السلطة فى انقلاب عام 1989. وقال أبو بكرى يوسف المتحدث باسم التحالف الرئيسى المعارض إن شعار الحملة "ارحل" وجه رسالة واضحة بأن الانتخابات لن تكون حرة أو نزيهة. وقالت رباح ابنة زعيم حزب الأمة الصادق المهدى "نحن لا ندعو لانتخابات بديلة ولكن ندعو لمقاطعة الانتخابات ونقول للبشير ارحل أنت وحزبك .. وهذه خطوة إيجابية لكى لا نكتفى بالصمت على مسرحية تنصيب الرئيس البشير." وندد متحدث باسم الحزب الحاكم بحملة المقاطعة بوصفها موقفا سلبيا ناتجا عن افتقار المعارضة للشعبية. وقال ياسر يوسف وزير الدولة بوزارة الإعلام والمتحدث باسم الحزب الحاكم "حملة مقاطعة الانتخابات موقف سلبى ويعتبر هروب من دفع أهم استحقاق دستورى يحقق الديمقراطية والتداول السلمى للسلطة... وكان على هذه الأحزاب بناء أحزابها للمنافسة فى هذه الانتخابات... أتوقع فشل هذه الحملة السلبية." وكثفت أجهزة الأمن من اعتقال الصحفيين والساسة خلال الشهور القليلة الماضية وتعطى التعديلات الدستورية التى أقرت الشهر الماضى مزيدا من الصلاحيات لجهاز أمن الدولة. كما أعطت التعديلات البشير سلطة تعيين حكام الولايات الذين كان من المفترض أن يأتوا بالانتخاب فى إبريل نيسان.