لم يتخيل أعضاء جماعة "الإيموز" أن مخرجا سينمائيا سيحاول اختراقهم والعيش بينهم للتعرف على حقيقتهم، وطقوسهم التى اختلف عليها الكثيرون خلال الفترة الماضية، إلا أن المخرج الشاب أحمد سعد قرر الانضمام إلى هذه الجماعة بهوية شاب يعانى من بعض المشكلات النفسية حتى يوافقوا على انضمامه إليهم، وبعد عدة سهرات معهم قرر كيف يكون شكل الفيلم وتفاصيله ل"اليوم السابع" فى هذا الحوار عن "الإيموز". لماذا قررت تقديم فيلم عن هذه الجماعات؟ شاهدتهم أول مرة من خلال برنامج "الحقيقة" للإعلامى وائل الأبراشى، ثم بدأت أشاهدهم بكثرة فى الأندية والكافيهات، ومن هنا بدأت أفكر بجدية فى تناول هذه الظاهرة، خاصة بعد أن قرأت عن طقوسهم الغريبة، والتى تتسم بالكثير من العادات التى لم نتعود عليها كشرقيين أو مسلمين أو حتى مسيحيين. وكيف انضممت إليهم؟ تعرفت على أحدهم أفراد جماعات الإيموز على موقع الفيس بوك، ثم دعانى لمقابلته فى الجامعة التى ينتمى إليها، وبالفعل تعرفت عليه وشرح لى دون أن يعلم هويتى الحقيقية سبب انضمامه لهذه الجماعة وهى الأسباب الواهية التى يتعللون بها دائما مثل معاناتهم من أزمات نفسية وأسرية وغيرها، وبالفعل بدأت فى حضور اجتماعاتهم والتعرف على طقوسهم الغريبة. وما هى أغرب هذه الطقوس؟ الجنس الجماعى، والابتعاد عن الشمس، حيث يفضلون التجمع وقضاء أوقاتهم فى الليل، واكتشفت أمرا خطيرا وهو أن لكل جماعة فيهم قائد يسمى "The leader"، ويكون فى أغلب الأحيان شاذا جنسيا، ومهمته ضم أعضاء جدد للجماعة، وتعرضت لموقف دفعنى للابتعاد عن هذه الجماعة على الفور والاكتفاء بالمعلومات التى جمعتها عنهم، وهو أن قائد الجماعة التى انضممت إليها طلب منى ممارسة الشذوذ معه. وكيف قمت بالإعداد للفيلم؟ قمت باختيار أبطال الفيلم قبل البدء فى تصويره بيومين فقط، واستمر التصوير ثلاثة أيام، وواجهت مشكلة فى إقناع أبطال الفيلم بأدوارهم لما تحتويه من مشاهد شاذة، لكن صداقتى بهم خففت من حدة هذه الصعوبة، وكان أغلب مشاهد الفيلم داخلية بإحدى الشقق فى 6 أكتوبر. هل حصلت على موافقة الرقابة لتصوير المشاهد الساخنة وكيف صورتها؟ لا، لم أحصل على موافقة الرقابة إلا أننى حرصت على تصوير هذه المشاهد فى غرف مغلقة، واقتصر طاقم تصوير هذه المشاهد على الممثلين ومدير التصوير وأنا فقط. كيف ستعرض الفيلم على الجماهير؟ نظرا لانشغال العديد من دور العرض الثقافية مثل قصر السينما، وغيرها من دور العرض، قررت بالاتفاق مع محمد عصام شريكى فى الإنتاج ومدير التصوير على استئجار إحدى دور العرض التجارية على نفقتنا الخاصة لعرضه خلال الأيام القليلة المقبلة. لماذا تحمست لإنتاج الفيلم على نفقتك الخاصة؟ أؤمن بأننى أقدم مناقشة جادة وموضوعية لعمل فنى يتناول ظاهرة شغلت الرأى العام لفترة طويلة، خاصة وأن أعضاء هذه الجماعات من الشباب فقط، وهم أبناء كثير من الأسر المصرية وعماد مستقبل هذا البلد، مما يعنى أن أى نفقات فى هذا المشرع أقل بكثير من أهدافه. لماذا تركت نهاية الفيلم مفتوحة دون تحديد مصير هذه الجماعة؟ لأننى تناولت الفيلم من الناحية الأخلاقية وبشكل موضوعى، كما أن "الإيموز" لم تنته كظاهرة، ولا أعتقد أنها ستنتهى قريبا، لذا قررت أن أترك النهاية للمشاهد، وللمستقبل.