الجارديان: "مذكرات سجين جوانتانامو" تعرض وحشية التعذيب الأمريكية

رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن مذكرات سجين جوانتانامو الحالى، محمد ولد صلاحى الموريتانى، أسدلت الستار عن تفاصيل مروعة عن عمليات الترحيل وبرامج التعذيب الامريكية من منظور أحد الضحايا، وستنشر بعد معركة استمرت ست سنوات كى يرفع عنها السرية.
وأوضحت الصحيفة البريطانية فى تقرير نشرته فى نسختها الإلكترونية ، اليوم السبت، أن "مذكرات جوانتانامو" هو أول كتاب يكتب بواسطة أحد المعتقلين الذى لا يزالون قيد الاعتقال، وسينشر الكتاب فى ال20 من الشهر الجارى فى 20 دولة، وستقوم "الجارديان" بنشره فى حلقات وسط دعوات متجددة من قبل دعاة الحرية المدنية لإطلاق سراح صاحبه.
ويصف محمدو ولد صلاحى جولة حول العالم من التعذيب والإذلال منذ أكثر من 13 سنة، منتقلا بين عدة دول قبل أن يرسل إلى الاعتقال الأمريكى فى جوانتانامو فى كوبا، فى أغسطس من عام 2002 برقم سجين 760.
وقال مسئولون فى الجيش الأمريكى لصحيفة "الجارديان"، هذا الأسبوع، إنه على الرغم من أنه لم يحاكم أبدا وتمت تبرئته تمهيدا للإفراج عنه من جانب قاض فى عام 2010، فإنه من غير المرجح أن يطلق سراحه حتى فى العام القادم.
ونوهت الصحيفة إلى أن المذكرات مكتوبة باللغة الانجليزية وتكشف تفاصيل تعرضه للحرمان من النوم، والتهديد بالقتل والإذلال الجنسى والتهديدات بأن التعذيب سيطال والدته، وبعد أن تحمل كل ذلك، تعرض ل"تقنيات استجواب إضافية" أًقرت شخصيا من قبل وزير الدفاع الاميركى انذاك دونالد رامسفيلد، حيث عصبت عيناه، وأجبر على شرب الماء المالح، ثم أخذ إلى البحر على متن قارب فائق السرعة حيث تعرض للضرب لمدة ثلاث ساعات وغمس فى الجليد.
وأوضح صلاحى أن الناتج النهائى للتعذيب، كان الأكاذيب، حيث قام بإعطائهم عددا من الاعترافات الكاذبة فى محاولة لوضع حد للعذاب، ومن بينها قوله للمحققين انه يخطط لتفجير برج "سى إن" فى تورونتو، وفى تعقيب على سؤاله عما إذا كان يقول الحقيقة أم لا، أجاب "لا يهمنى ما دام ذلك سيسركم، فإذا كنتم ترغبون فى الشراء، فأنا على استعداد للبيع".
وأشارت "الجارديان" إلى أنه على الرغم من أن المحكمة الفيدرالية قد أمرت بإطلاق سراحه مستندة على أن الأدلة المقدمة ضده ضعيفة وناتجة عن التعذيب، قبع صلاحى اسيرا لحالة من النسيان القانونى منذ ديسمبر 2012.
وقال أحد المسئولين، متحدثا لصحيفة الجارديان شريطة عدم الكشف عن هويته لانه لم يصرح له بالكشف عن معلومات، "إن إخراج صلاحى من جوانتانامو لم يكن من الأولويات "، وأن تركيزنا ينصب بشكل حاد على الأفراد الذين تمت الموافقة على نقلهم، لافتا إلى أن صلاحى ليس من بينهم.
ونوهت الصحيفة فى ختام تقريرها إلى أن مذكرات صلاحى ستنشر فى أعقاب دراسة مجلس الشيوخ الأمريكى حول عمليات التعذيب التى أجرتها وكالة المخابرات المركزية، فضلا عن مضاعفة الجمهوريين فى واشنطن لجهودهم لمنع الرئيس الأمريكى باراك أوباما من الوفاء بنذره لإغلاق جوانتانامو .