ذكر الكاتب الإسرائيلى والمحلل السياسى "تسيبى برائيل" والمتخصص فى شئون الشرق الأوسط بصحيفة هاآرتس الإسرائيلية فى مقال له نشر مساء أمس على الموقع الإلكترونى للصحيفة، أن الخلافات بين القادة والحكام العرب وصلت إلى ذروتها بل إنها تحولت إلى ضجيج مسموع للعامة، وذلك قبل أيام من القمة العربية المرتقبة بمدينة "سرت" الليبية نهاية الشهر الجارى. وأضاف برائيل أن الخلافات وصلت لحد أن الحكام العرب لم يستطيعوا حتى الآن تحديد جدول أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب الذى من المقرر أن يعقد أعماله بالأيام الجارية، بل إنهم لم يستطيعوا أيضا صياغة المقترحات التى يفترض أن تتخذ فى الجلسة الختامية بالقمة المقبلة. وقال برائيل إن مسألة تهويد القدس والتنديدات التى تلقتها إسرائيل من واشنطن ومن الاتحاد الأوروبى ستكون صلب المباحثات المرتقبة بينهما، مضيفا أن الجامعة العربية سيكون لها دورا هاما تلك المرة، فهذه المنظمة التى لم تنجح فى أن تحل أى مشكلة واحدة من مشاكل الشرق الأوسط، تلقت هذا الشهر أزمة جديدة ساخنة تتمثل فى إعطاء الحق لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن رخصة إجراء محادثات غير مباشرة مع السلطات الإسرائيلية. وأضاف الكاتب الإسرائيلى أن بهذا الأمر، فإن عباس قد تخلى عن حق اتخاذ القرار بمفرده فى إجراء المحادثات مع إسرائيل لصالح رأى عربى واحد، كان إلى الآن موضع استنكار من الفلسطينيين والشعوب العربية فى الشرق الأوسط،على حسب قوله. وأضاف برائيل أن المستفيد الوحيد من الأزمة الجديدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين هى سوريا فهى الدولة العربية الوحيدة التى عارضت قرار لجنة المتابعة فى الجامعة على منح الفلسطينيين رخصة إجراء مفاوضات غير مباشرة بمفردهم، حيث بين وليد المعلم وزير الخارجية السورى موقف بلده بأنه ليس من شأن الدول العربية منح رخص كهذه للفلسطينيين لكى يتحركوا بمفردهم فى هذا الأمر. وقال برائيل إن هناك خلافا جديدا نشأ فى الآفاق بين عباس والزعيم الليبى معمر القذافى الذى تستضيف بلاده القمة المقبلة، فعندما زار عباس ليبيا فى شهر فبراير الماضى بدعوة صريحة من القذافى الذى اتصل به خلال زيارة عباس لليابان، لم يقم القذافى باستقباله فى المطار، بل إنه لم يلتق به طول فترة وجوده بليبيا والتقى عباس بمسئولين ليبيين كبارا مما جعله يستشيط غضبا لتلك المعاملة من القذافى، الأمر الذى جعل عباس بإبلاغ بعض المقربيين منه بأنه سيقاطع القمة فى حال فقط أن يقوم القذافى بالاتصال به وأن يعتذر له شخصيا. وأشار المحلل السياسى إلى أن القذافى اقترح أن يرسل إلى عباس ابنه سيف الدين، لكن عباسا رفض الاقتراح، مضيفا أنه أصبح غير واضح ما يدور بذهن القذافى، لكن التفسيرات من مصادر فلسطينية قالت إنه اقترح دعوة خالد مشعل القيادى فى حركة المقاومة الإسلامية حماس أيضا إلى مؤتمر القمة، وأن يجعل عباس ومشعل يوقعان على اتفاق المصالحة الذى صاغته مصر من قبل، ولكن عباس يتمسك بموقفه من أنه لن يتواجد فى مكان واحد مع قادة حماس قبل أن يوقعوا على اتفاق المصالحة، بل إن عباس يرفض أيضا إجراء مراسم التوقيع فى أى مكان آخر غير مصر. وأضاف برائيل أنه فى نهاية الأسبوع الماضى، حاول الرئيس التونسى زين العابدين بن على أن يصالح عباس ومعمر القذافى، لكن هناك أيضا خلافا آخر، ولكن هذه المرة ليست بين عباس وليبيا بل بينه وبين تونس بسبب رفض الأخيرة تسليم أرشيف الزعيم الراحل "ياسر عرفات" الموجود فى العاصمة التونسية للسلطة الفلسطينية. وقال المحلل السياسى الإسرائيلى إنه إذا قرر عباس بشكل نهائى عدم حضوره القمة فى ليبيا فإنه من الممكن استغلال وقت فراغه لقضائه مع "ميشيل سليمان" الرئيس اللبنانى الذى لا يتوقع أن يحضر القمة أيضا بسبب الخلاف القضائى القديم مع ليبيا على خلفية اختفاء الزعيم الشيعى "موسى الصدر" الذى اختفى مع مرافقيه فى ليبيا عام 1978، حيث تطالب لبنان الليبيين بتوضيح كيف اختفى الصدر أو أن تقدم براهين على أنه لم يختف فى أرضها، فى الوقت الذى تنكر فيه ليبيا أى صلة باختفاء الصدر لكن السلطات السياسية فى لبنان عامة ومنظمة حزب الله خاصة لا يقنعهما هذا الإنكار. واستطرد برائيل فى تحليله حول الفشل المرتقب والذريع للقمة المرتقبة حسب تحليله بأن الرئيس حسنى مبارك قد لن يشارك فى القمة بسبب ظروف طبية بعد إجرائه العملية الجراحية الأخيرة، مضيفا أن لكل الأسباب السابقة علينا فقط أن نرى المفاجأة التى يعدها القذافى لنفسه، واصفا بأن ما يقوم به القذافى ما هو إلا "ألاعيب" كجزء من البرامج الفنية التى يقوم بها فى كل قمة عربية. وأضاف الكاتب الإسرائيلى فى نهاية تحليله الإخبارى أن القذافى ابن ال68 عاما يستطيع أن يسمح لنفسه بتلك الألاعيب فهو يحمل لقب أطول مدة ولاية فى العالم لرئيس دولة بعد الرئيس الكوبى فيدل كاسترو والرئيس الكورى الجنوبى "كيم ايل سونج"، فهو يستمر فى الحكم لمدة 41 سنة منذ أن كان عمره 27 عاما تعطى له الحق أن يفعل ما يريد. للمزيد أقرا عرض الصحافة الإسرائيلية على الأيقونة الخاصة به