الماء عصب الحياة ولا يمكن أن تقوم الحياة بدونه، قال الله تعالى: (وجعلنا من الماء كل شىء حى أفلا يؤمنون) الأنبياء (30)، ولذا فقد حرص الإسلام على وقاية مصادر الماء من التلوث حماية لصحة الإنسان والمجتمع. ونهر النيل هو شريان الحياة فى مصر، عليه تقوم حياة المصريين، ولقد تعرض النيل والمجارى المائية فى مصر لمخالفات على مستوى الجمهورية بلغت (132 ألفا و438 مخالفة) ما بين أعمال ردم ومبان وأسوار وزراعة (إحصائية وزارة الرى/ جريدة الجمهورية 15 فبراير 2014م). ولو نطق النيل لشكا حاله وقال (أغيثونى من بعض المصريين الذين لا يعرفون قيمتى وقدرى، يقومون بإلقاء الملوثات وصرف مخلفات المصانع ويردمون جزءا منى للبناء والزراعة). ومن هذا المنطلق قامت وزارة الموارد المائية والرى بعمل (وثيقة حماية نهر النيل)، وهى حملة قومية تهدف إلى الحفاظ على نهر النيل من الاعتداء عليه بالردم والاستخدام الجائر وتلويث مياهه. وأقرت الوثيقة وأكدت على التزام الدولة بحماية نهر النيل والحفاظ على حقوق مصر التاريخية المتعلقة به وترشيد الاستفادة منه وتعظيمها وعدم إهدار مياهه أو تلويثها، وحق كل مواطن فى التمتع بنهر النيل وحظر التعدى على حرمه. وكان الإسلام سباقا فى حماية مصادر المياه، فنهى عن التعدى على الماء أو تلويثه، عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يبولن أحدكم فى الماء الراكد) سنن ابن ماجه، ذلك لأن البول فى الماء الراكد يلوث الماء ويفسده ويصبح مصدر عدوى ومرض وأذى لمن يستعمل هذا الماء، ونهى صلى الله عليه وسلم أن يبال فى الماء الجارى كذلك لأن فيه تلويثا للماء وإفسادا له. والحفاظ على نهر النيل مسئولية جميع أفراد المجتمع المصرى أفرادا ومؤسسات (المؤسسات التعليمية من مدارس وجامعات/ المؤسسات الدينية من مساجد وكنائس/ الإعلام المرئى والمسموع والمقروء/الشركات والهيئات والنقابات والأحزاب)، فعليهم أن يقوموا بدورهم تجاه هذه النعمة العظيمة. لقد آن الأوان لأن يقف الشعب المصرى العظيم وقفة رجل واحد ويعلنوا أن نهر النيل مسئوليتهم جميعا وأن يقوموا بدورهم الرقابى والشعبى وتوعية المواطنين ضمن هذه الحملة حتى يعود لنهر النيل رونقه وبريقه ونعرف له مكانته وقيمته، كما كان الفراعنة يعرفونها ويقدسون ويحترمون النيل العظيم.