قليل من الأيام وينتهى 2014 ذلك العام، الذى شهد الكثير من الكوارث والحوادث، وتستعد الشعوب للاحتفال بقدوم عام جديد ينتظر فيه الناس كل ما هو طيب وأطيب من سابقه. يجهز العالم أشجار الكريسماس ويُزينها بالأضواء من كل الألوان، لوضعها فى الساحات والميادين، ويجهز نفسه الرجل العجوز ذو اللحية البيضاء والملابس الحمراء، ويشجع "الأيائل" التى تجر له مزلاجته السحرية، ومن خلفها الهدايا ليقوم بتوزيعها على الأطفال فى كل بقاع العالم، فله الحرية فى دخول البيوت، إما هابطاً من مداخن مدافئ المنازل أو طارقاً للأبواب. ولكن هذا العام عذراً "بابا نويل" طريقكَ إلى سوريا والعراق، مسدودٌ.. مسدود، بإمكانك أن تذهب بمزلاجاتك السحرية إلى كل دول العالم إلا تلك المناطق التى اشتد فيها القتال، وانتشرت فيها البراميل المتفجرة، والسيارات المفخخة، والعناصر المقاتلة وأحزمتهم الناسفة، فلن تتمكن من حمل كيس الهدايا الملىء بكل ما هو جميل ومميز والذى يحمل الفرحة والسعادة للأطفال، لتذهب بهِ شرقاً إلى سوريا والعراق أو حتى غرباً الى ليبيا، هنا يسكن العرب. فأن ذهبت شرقاً ستجد بشار وشبيحته، وأبو بكر ودواعشيته، فيكون مصيرك إما أن يأكل الأسد "الأيائل" منك، أو يسرق "البغدادى" كيس الهديا من مزلاجاتك السحرية، وأن ذهبت غرباً ستحتجزك مليشيات ليبيا المسلحة، إكتفى بالنظر إلى الأطفال وهم يحرقون خشب الأشجار ليخفف عنهم برد الشتاء القارص الذى أكل جلدهم فى المخيمات، وتذكر كلما صليت ليلاً فهم يلوكون الصخر خبزا، فلن تجدهم عائدين من المدارس أو ذاهبين الى المساجد والكنائس. دعائك لهم أفضل من الهدايا، فأشجار الكريسماس لن تنفعهم، فهم يريدون أشجاراً جفت اخشابها لتحترق سريعاً وتأتى لهم بالدفء، أرسل لهم مزيداً من الأخشاب أفضل من الألعاب، فى طائرات التحالف الدولى، أو فى سيارات البيشمركة، ولا تنسى الأيزيديين المحاصرين فهم فى حاجة إلى الدواء. أما أنتم يا عرب فلا تكفى تصريحاتكم، أرسلوا إليهم المساعدات أو استقبلوهم فى بلادكم وافتحوا لهم معابركم، واللعنة على الغرب، فأنتم صنعتم هذه الأزمات وخلقتم تلك الجماعات، وفى نهاية الأمر لا أملك إلا الدعاء والصلاة ليرحم الله الأرض ومن عليها.
