سيقلص انخفاض أسعار النفط العالمية فاتورة دعم الوقود فى مصر، لكنه قد يلحق الضرر بالماليات العامة لحلفائها الخليجيين المصدرين للنفط والذين أغدقوا عليها بمساعدات بمليارات الدولارات. وهوت أسعار النفط بشكل حاد خلال الشهور الستة الماضية وجرى تداول العقود الآجلة لخام النفط برنت عند 60.87 دولارا للبرميل اليوم، الثلاثاء، بانخفاض 47 بالمائة عن ذورته هذا العام، التى تجاوزت 115 دولارًا للبرميل فى يونيو. وتتوقع الحكومة إذا بقيت الأسعار عند هذا المستوى أن يتقلص دعم الوقود لسكانها البالغ عددهم 86 مليون نسمة بواقع 30 مليار جنيه (4.2 مليار دولار) فى السنة المالية 2014-2015.. لكن هذا أقل من نصف إجمالى المساعدات الخليجية، التى حصلت عليها فى السنة المالية الماضية وحدها. وقال جاستن دارجين خبير شؤون الطاقة فى الشرق الأوسط لدى معهد أوكسفورد لدراسات الطاقة "هذا سلاح ذو حدين." وأضاف "إذا ظلت الأسعار منخفضة فمن المرجح أن يضطر داعموها الخليجيون لخفض جزء من تمويلهم". وأضرت الانتفاضة التى أطاحت بالرئيس الأسبق حسنى مبارك باقتصاد مصر لكن دول الخليج ألقت بثقلها خلف الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى عزل - عندما كان قائدا للجيش - الرئيس الإسلامى السابق محمد مرسى فى يوليو من عام 2013. وتسلمت مصر مساعدات نقدية وأخرى فى صورة منتجات بترولية بقيمة إجمالية 10.6 مليار دولار من دول الخليج فى سنة 2013-2014 دعمت الاقتصاد وأتاحت للحكومة فرصة لإصلاح نظام الدعم الذى حولها من مصدر صاف للطاقة إلى مستورد صاف لها فى السنوات الأخيرة. ومن المنتظر أن يقوم الحلفاء الخليجيون أيضا بدور مهم فى مؤتمر دولى فى مارس تأمل مصر أن تجتذب خلاله استثمارات بمليارات الدولارات. وقال أشيش خانا كبير خبراء الطاقة لدى البنك الدولى فى القاهرة إن مصر سوف تستفيد إجمالا من انخفاض سعر النفط، وسوف توفر أكثر من 20 مليار جنيه حتى إذا اقتربت الأسعار مرة أخرى من 80 دولارا. وقال "يؤثر انخفاض أسعار النفط بشكل إيجابى على البلدان المستوردة للوقود مثل مصر فيما يتعلق بخفض عبء الدعم... وتحسين حيز المالية العامة المتاح للاستثمارات العامة أو لتعزيز الانفاق الاجتماعى". وبرغم أن أسعار النفط العالمية تحوم حاليا قرب أدنى مستوى لها فى خمس سنوات يقول محللون إن دول الخليج العربية لن تخفض المساعدات إلا إذا استمر هبوط أسعار الخام ولفترة أطول. وقال وليام جاكسون الخبير لدى كابيتال إيكونوميكس فى لندن "المبالغ التى أعطيت لمصر حتى الآن صغيرة نسبيا مقارنة مع مدخرات الخليج.. ولذا فلن يخفضوا المساعدات على الأرجح إلا إذا زاد الوضع سوءا.
