قال مندوبون لدى منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، إن المنتجين العرب فى المنظمة يتوقعون تعافى سعر النفط إلى ما بين 70 و80 دولارا للبرميل فى المتوسط بحلول نهاية العام القادم مع انتعاش الطلب بفضل تعافى الاقتصاد العالمى. ويمثل ذلك أول مؤشر على النطاق الذى تتوقع المنظمة أن تستقر عنده أسعار الخام فى الأمد المتوسط. وقال المندوبون وبعضهم من المنتجين الخليجيين الرئيسيين فى أوبك إن الاسعار قد لا تعود إلى مستوى 100 دولار قريبا بل إن البعض قد لا يرحب بذلك. وذكرت مصادر أن السعر البالغ 100 دولار للبرميل الذى اعتبره الكثير من كبار المنتجين سعرا "عادلا" فى السابق يشجع منتجى النفط العالى التكلفة من خارج أوبك على إنتاج كميات جديدة تفوق الحاجة. لكن المندوبين يعتقدون أنه ما إن تتباطأ وتيرة النمو المفرط لمنتجين من أصحاب التكلفة المرتفعة مثل النفط الصخرى فى الولاياتالمتحدة ويتحسن الطلب بفعل انخفاض الأسعار فقد تبدأ أسعار النفط فى العثور على مستوى توازن جديد بنهاية العام المقبل حتى إذا لم تخفض أوبك الانتاج - وهو أمر استبعد مرارا. وقال مصدر نفطى خليجى لرويترز "الاعتقاد العام هو أن الأسعار لن تنهار وقد تصل إلى 60 دولارا أو تنزل عنه قليلا لبضعة أشهر ثم تعود إلى مستوى مقبول عند 80 دولارا للبرميل لكن ذلك قد يحدث بعد ثمانية أشهر إلى عام." وقال مصدر خليجى آخر "ينبغى أن ننتظر ونرى. لا نتوقع الوصول إلى 100 دولار العام المقبل ما لم يحدث تعطل مفاجيء للإمدادات. لكن فيما يتعلق بمتوسط سعر يتراوح بين 70 و80 دولارا للعام المقبل.. نعم." وعلى مدى الأشهر الماضية أوضح مسؤولون سعوديون أن المملكة نحت جانبا مقولتها التى كررتها كثيرا - بأن سعر 100 دولار للبرميل سعر عادل - على الأقل فى المستقبل المنظور. وفى مطلع الأسبوع سئل وزير البترول السعودى على النعيمى عما إذا كان سعر النفط سيعود من جديد لخانة المئات فأجاب بأن هذا قد لا يحدث. وتقول السعودية أكبر دولة مصدرة للنفط فى العالم وحلفاؤها المقربون فى الخليج من أعضاء أوبك إن الوقت قد حان ليتحمل منتجون آخرون سواء روسيا أو منتجو النفط الصخرى فى الولاياتالمتحدة عبء خفض الإنتاج وإنه لم يعد بوسع أوبك خفض انتاجها وفقد حصتها فى السوق لتجنبهم هبوط الأسعار. ونقلت نشرة ميدل ايست إيكونوميك سيرفى (ميس) عن النعيمى قوله "ليس من مصلحة منتجى المنظمة خفض انتاجهم أيا كان السعر." وبدون دفاع أوبك عن الأسعار دخل سعر النفط عملية سقوط حر لكن معظم أعضاء أوبك يتمسكون بموقفهم. وقال مصدر نفطى عربى آخر لرويترز على هامش مؤتمر منظمة الدول العربية المصدرة للبترول (أوابك) فى أبوظبى إن التدخل فى السوق فى الوقت الحالى سيشجع منافسين جددا على مواصلة الانتاج ويقلص حصة أوبك فى السوق دون أى ضمان لتعافى الأسعار لفترة طويلة. وقال المصدر "فى كل مرة تنخفض فيها الأسعار سيطلب منا خفض الانتاج." وأكد المصدر الخليجى الثانى أن المنظمة لن تخفض الانتاج منفردة. وقال المصدر إن المنتيجن من خارج أوبك مثل روسيا والمكسيك وقازاخستان "وأى دولة يتجاوز انتاجها مليون برميل يوميا" ينبغى أن تخفض الانتاج أو تجمده على الأقل إذا أرادت أن تستقر السوق وتتحسن الأسعار. وليس ثمة تلميح إلى أن أوبك تستهدف سعرا معينا أو تود أن تفعل ذلك. ولم تحدد المنظمة سعرا مستهدفا رسميا منذ نحو عشرة أعوام وتقول السعودية دائما إنها تسعى لاستقرار الأسعار ولا تهدف للوصول لمستوى معين. لكنها تقدم معيارا مريحا فى وقت يكافح فيه التجار لمعرفة متى وأين سوف تستقر السوق. وحين سئل النعيمى عن المؤشرات التى تحدد من خلالها أوبك ما إذا كانت السوق مستقرة بغض النظر عن السعر أجاب بأن ظهور مثل هذه المؤشرات يحتاج وقتا قد يصل لعام أو اثنين أو ثلاثة لكنه أضاف أن من المؤكد أن يهيمن المنتجون الأعلى كفاءة على السوق فى المستقبل.