لا شك أن التصوير التلفزيونى لعب دوراً هاماً فى التأريخ للحركة المسرحية المصرية على مدار تاريخها وساعدَ إعادة إذاعة المسرحيات التى قام التلفزيون بتسجيلها على حفظِ بعض من تراث المسرح المصرى – وغير المصرى - وأقول فى هذا المقام بعض وليس كل.. حيث إن المسرح قَدمَ على مدارِ تاريخه المديد الكثير من المسرحيات التى لم تنل حظاً من الشهرة أو من التقدير وقد يعود السبب الرئيسى فى هذا الوضع الى أن تلك المسرحيات لم تصور تلفزيونياً وبالتالى لم تعرفها أو تسمع بها أجيالاً وراء أجيال.. وليس هذا فحسب بل إن المسرحيات التى تم تصويرها تلفزيونياً بالفعل والتى يمكن إعادة بثها مرة أخرى ليست عاملاً محورياً فى حفظ هذا التراث لإن الكثير من المشاهدين ربما يعزفون عن مشاهدة تلك المسرحيات وذلك لعدة أسباب من أهمها طول فترة عرض المسرحية والذى أضحى يتعارض من سيكولوجية المشاهد الحديث الذى أصبح لا يطيق المكوث لفترةٍ طوبلة أمام قناة واحدة أو مادة عرض واحدة نظراً لتعدد القنوات الفضائية، وأيضاً بسبب كثرة الفواصل الإعلانية المُنفرة، هذا غير االسبب الرئيسى والذى يتجسد فى أن مشاهدة المسرحيات على شاشة التلفزيون تتعارض أساساً مع طبيعة هذا الفن الذى يستلزم التفاعل الحى بين العرض وبين الجمهور (الحائط الرابع الملغى).. وهذا معناه أن كل الأسباب تُمهد السبل الى عودة الريبرتوار.. والريبرتوار هو إعادة عرض المسرحيات القديمة والتى انتهى عرضها، وفى الريبرتوار فوائد عدة.. من أهمها إحياء نصوص قديمة وقد تكون موغلة فى القِدمِ ولم تنل حظًاً من الشهرة إلا الشهرة الإسمية.. والسؤال.. إن لم يتحمس (المسرح القومى) وغيره من مسارح الدولة لعودة الريبرتوار فمن يتحمس؟ وهل يمكن أن يأخذ أحد هذا الاقتراح على محمل الجد؟ لقد تم افتتاح (المبنى) للمسرح القومى فمتى يتم العمل على (المعنى)؟