ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الصادرة أمس الأربعاء، أن إغراق العملة الوطنية الروسية "الروبل" أصاب الشعب الروسى بالقلق والذعر، وشكل الأمر فى نفس الوقت اختبارًا حقيقيًا للرئيس فلاديمير بوتين. وقالت الصحيفة، فى تقرير لها بثته على موقعها الإلكترونى، إنه بينما قام بوتين بتأجيج الصراع مع الغرب لفترة زادت حتى الآن عن العام، كانت التداعيات الاقتصادية لهذا الشأن على المواطنين الروس العاديين محدودة للغاية. وأضافت: "أن إغراق الروبل أحيا، وبشكل مفاجئ، المخاوف من ارتفاع الأسعار ووقوع نوع من أزمة مالية لطالما سعى بوتن لتجنبها، وبينما بلغت قيمة الروبل يوم أمس أدنى مستوى قياسى له أمام الدولار، بهبوط بلغ 20%، هرع الروس إلى شراء الإلكترونيات وغيرها من السلع باهظة الثمن وسحب ما يدخرون من الروبل من أجهزة الصراف الآلى وإبدالها بالدولار أو اليورو.. الأمر الذى عكس الشعور بالضعف لدى الشعب الروسى ومثل تحديًا جديدًا لزعيمهم". ونقلت الصحيفة عن مديرة فرع موسكو لمصرف "سبيربنك" الروسى، كاميلا اسمالوفا، قولها: "إن الطلب على اليورو والدولار أصبح ضخمًا وغير متخيل، فهناك أكوام ضخمة من النقد.. هذا جنون". وأوضحت "وول ستريت" أن استمرار هبوط قيمة الروبل فى الأسواق العالمية يوم أمس، بالرغم من تحرك البنك المركزى الروسى لرفع سعر الفائدة إلى 17%، ساهم فى تأجيج عمليات بيع واسعة فى عملات الأسواق الناشئة والبورصات الدولية. وأردفت الصحيفة تقول: "إن تداعيات انهيار العملة الروسية فى الخارج- بسبب العقوبات وتراجع أسعار النفط الروسى- رفعت خطر انتشار العدوى داخل سوق العملات، خاصة بالنسبة للاقتصادات الناشئة التى تواجه رياح معاكسة، مثل تركيا وإندونيسيا". وتساءلت عما إذا كانت مشاكل روسيا الاقتصادية ستتحول إلى تحد سياسى حقيقى أمام بوتين، الذى لا تزال شعبيته تفوق ال80% ولا يزال محتفظًا برقابة مشددة على السياسة والاقتصاد؟!. ورأت الصحيفة الأمريكية أن تعثر أداء الاقتصاد الروسى من شأنه أن يحصن الدعم المخصص للكريملين فى مواجهته مع الغرب، لاسيما فى ضوء استمرار موسكو فى تحميل وإلقاء اللوم فى مشاكلها على "الأعداء"على حد قولها.