وجه الدكتور محمد سامح عمرو، رئيس المجلس التنفيذى لليونسكو، نداء إلى جميع حكومات الدول الأعضاء بالمنظمة والقطاع الخاص لإيلاء مزيد من الاهتمام وتوجيه التمويل اللازم لدعم برامج "العلوم" وأنشطة البحث العلمى، باعتبار ذلك يخدم بشكل مباشر تحقيق التنمية المستدامة للبشرية. وأضاف الدكتور محمد سامح عمرو رئيس المجلس التنفيذى لليونسكو فى ختام الجلسة الخاصة الذى نظمها لبحث دور "العلوم" فى تحقيق التنمية المستدامة، أنه منذ انتهاء أعمال مؤتمر ريو + 20 عام 2012 مازالت الدول الأعضاء باليونسكو تبحث كيفية دعم برامج "العلوم" بشكل مستدام، وحان الوقت للتحرك بشكل فعال وتوجيه أنشطة اليونسكو فى هذا المجال لخدمة خطط التنمية المستدامة خاصة فى إطار التحرك الدولى لتبنى أجندة جديدة للتنمية المستدامة لما بعد عام 2015، لافتاً إلى أن هذه الجهود يجب أن تتم على مستويين، الأول هو المستوى الوطنى حيث يجب توجيه الدعم الحكومى اللازم للارتقاء ببرامج "العلوم" وتوفير الإمكانيات اللازمة لذلك، وتوفير القطاع الخاص البيئة المناسبة لتطوير برامج الأبحاث العلمى فى مجالات العمل التى يهتم بها، أما المستوى الثانى فهو المستوى الدولى والذى يحتاج إلى تضافر الجهود الدولية لخلق مناخ علمى عام تحت مظلة منظومة الأممالمتحدة للارتقاء بفكرة البحث العلمى وتعزيز برامج "العلوم". وأشار الدكتور محمد سامح عمرو رئيس المجلس التنفيذى لليونسكو إلى فضل "العلوم" ومساهمتها فى حل العديد من المشاكل التى واجهت البشرية حتى الآن، ومع ذلك مازالنا نحتاج إلى تنفيذ العديد من البرامج والأنشطة العلمية لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، كما أننا نحتاج إلى العمل دوليا لتحقيق مفهوم "المجتمعات الخضراء". وشارك فى الجلسة الذى نظمها الدكتور سامح عمرو للمجلس التنفيذى لليونسكو لبحث دور "العلوم" فى تحقيق التنمية المستدامة، ثلاثة خبراء دوليين من أعضاء المجلس الاستشارى العلمى الذى شكله بان كى مون السكرتير العام للأمم المتحدة خلال العام الماضى، وحضر هذه الجلسة ممثلى الدول الأعضاء بالمجلس التنفيذى باليونسكو، علاوة على ممثلى الدول الأعضاء بالمنظمة والعاملين بقطاع العلوم باليونسكو. من جانبها أكدت ريكو كورودا (ممثلة اليابان) على دور العلوم لتحقيق التنمية المستدامة، موضحة الدور الهام التى ساهمت به برامج العلوم لفهم ما يحدث الآن من ظواهر على كوكبنا وما يمكن أن نواجهه مستقبلا، وأشارت إلى أن "العلوم" جاءت من ضمن الأهداف المقترحة فى الصياغة الأولى لمشروع وثيقة "أجندة التنمية المستدامة لما بعد 2015" التى يتم إعدادها بالأممالمتحدة حاليا، إلا أنها طالبت القائمين على صياغة هذه الأجندة للاهتمام بشكل أكبر بدور "العلوم" عند تبنى الأجندة فى شكلها النهائى. كما أكدت ضرورة خلق مجتمعات معرفية لاسيما لمواجهة الأخطار البيئية خاصة إذا ما وضعنا فى الاعتبار الزيادة السكانية الكبيرة التى تواجه دول العالم وتضاءل موارد الثروة الطبيعية، وأكدت أنه لا سبيل لإعادة التوازن دون الاعتماد بشكل أساسى على برامج "العلوم" والبحث العلمى. ومن جانبه ركز العالم وليه سوبوجو (نيجيريا) على الإشارة إلى ما تحقق من أهداف الألفية منذ عام 2000 إلا أنه اعتبر تحرك المجتمع الدولى لتبنى أجندة التنمية المستدامة لما بعد 2015 هو المدخل الحقيقى لإنجاز خطط التنمية. وعرض لعدد من المشاكل المحلية خاصة على مستوى إفريقيا والتى ساعدت برامج "العلوم" فى حلها بأقل التكاليف. وركز فى كلمته على موضوع الطاقة المتجددة وطالب بضرورة الاستفادة من الطاقة الشمسية المتوافر خاصة فى دول شمال إفريقيا لتوليد الطاقة. وأكد العالم الألمانى جورج هاكر ضرورة الاعتماد على العلوم والتكنولوجيا والاهتمام بخلق بيئة مناسبة لتقديم الاختراعات الجديدة فى تحقيق خطط التنمية المستدامة. وشدد على ضرورة أن تعمل الحكومات بشكل مستمر مع العلماء لوضع السبل المناسبة لتحقيق الأهداف التنموية. وعرض فى هذا المقام للجهود التى تبذلها الحكومة الألمانية ودعمها الدائم لبرامج "العلوم" والمراكز البحثية فى إطار خطة عمل متكاملة. تأتى هذه الجلسة فى إطار المبادرة التى يتبناها الدكتور محمد سامح عمرو سفير مصر باليونسكو بصفته رئيس المجلس التنفيذى للمنظمة لدعوة العلماء والمتخصصين فى مجالات عمل اليونسكو للتباحث مع ممثلى الدول الأعضاء لكيفية دعم برامج وأنشطة اليونسكو للمساعدة فى تحقيق آمال الشعوب، وبما يضمن أن تظل منظمة اليونسكو قائمة على تنفيذ أهدافها ويكون لها دور فاعل لمواجهة التحديات التى تعوق تنفيذ خطط التنمية المستدامة.